الفصل الثامن والثلاثون

11.7K 275 3
                                    

استقامت شفق واقفة وقررت الخروج لتطمئن عليه فقلبها يأكلها من القلق ، وتداهمها نغزة مؤلمة في قلبها .
قادت خطواتها للخارج وهي تتلفت حولها باحثة عنه ، حتى وصلت إلى باب المطعم الرئيسي ، فتصلبت بأرضها وكأن صاعقة قد أصابتها ، سرت رجفة عنيفة في جسدها مع صراعات بدأت في عقلها ترفض تصديق عيناها ، هذا لا يمكن أن يكون زوجها .. تحركت تجاهه بخطوات متعثرة كالذي فقد عقله ولا يدرك ما يراه أمامه ، جثت أمامه على الأرض وامسكت بوجهه تهتف في صوت مرتجف وأعين دامعة :
_ كرم قوم إنت بتهزر معايا مش كدا !!!

اكملت همسها المرتعش وانسابت دموعها بغزارة :
_ كرم رد عليا .. كرم .. كـــرم 

رفعت يدها ونظرت إلى دمائه التي لطختها فعادت تنظر له وانفجرت باكية مع صرخة مدوية اطلقتها رغم الموسيقى إلا أن الجميع سمعها ، فهرلوا راكضين إلى الخارج على أثر الصرخة وبمجرد ما وقع نظرهم عليه توالت الصرخات من كل من هدى ورفيف ، التفوا جميعهم حولها وهي تحتضنه وتبكي بهستيريا ، انحنى كل من زين وحسن على أخيهم .. هزه زين بيد مرتعشة هاتفًا :
_ كرم إنت سامعنا كرم

وضع يده على رقبته يقيس النبض فوجده طبيعي ، صاح حسن بانفعال ورعب باديء على محياه :
_ يلا هنوديه للمستفشى يازين اكيد مش هنستني الإسعاف

استقام زين وابعدت ملاذ شفق عنه بصعوبة ليحمله كل من حسن وزين ويضعوه في السيارة ، وهرولت شفق لتستقل بجواره ، والباقية لحقوهم بسيارة حسن التي تولت قيادتها يسر والباقي بسيارة إسلام .....

                                  ***
داخل المستفشى .......
الجميع في حالة مزرية ، هدى لا تتوقف عن النحيب والبكاء وكذلك رفيف ، أما شفق فكانت تجلس على أحد المقاعد وقدماها تهتز بشدة وتقرض أظافرها بعنف هامسة لنفسها ودموعها لا تتوقف عن السقوط :
_ لا هو عارف إني مليش غيره .. عارف إني مقدرش أعيش من غيره ومقدرش اخسره ، هو وعدني إنه مس هسيبني وهو مستحيل يخلف وعده لأنه عمر ما خلف وعده معايا قبل كدا ، أنا واثقة إنه كويس

كانت يسر بجانب رفيف تارة تحاول مواستها وتارة تحتاج هي إلى من يواسيها ، أما ملاذ فقد لاحظت حالة تلك المسكينة فاشفقت عليها وادمعت عيناها لتنهض وتذهب فتجلس بجوارها وتضع كفها على قدمها هامسة بأعين دامعة :
_ ادعيله وهو هيبقى كويس إن شاء الله صدقيني وربنا هيقومه بالسلامة

نظرت لها وقالت بنظرات قوية وطريقة تدل على فرط بعثرتها الداخلية وأنها ليست بوعيها :
_ هو كويس أصلًا .. أنا عارفة هو بس بيحب يهزر هزار بايخ كدا دايمًا معايا ، مع إنه عارف إني مليش في الدنيا دي غيره .. بس هو لما يطلع مش هسيبه وهتخانق معاه

انهمرت دموع ملاذ بألم وحزن لتفرد ذراعيها وتضمها لصدرها مرتبة على ظهرها بحنو ومتمتمة بصوت باكي :
_ هيطلع بإذن الله متخافيش .. هيطلع

ضروب العشق ( لندى محمود توفيق )Where stories live. Discover now