الفصل السادس

9.4K 347 14
                                    


  بعد العصر بساعة ونص مع ضوء الشمس الغاربة والأجواء المشمسة والدافئة في هذا الصقيع .. كان المقهي على قمة فندق ومتكدس بالعائلتان ومعارفهم المقربين فقط  وكانت خطبة ملوكية وهادئة خالية من الضجيج المعتاد على الأفراح ، وكان يود أن يجعلها دون أي موسيقى أو اغاني وبعد محاولات من أمه وشقيقته وافق على موسيقى راقية وهادئة فقط لتضفي للأجواء شيء من الفرحة والابتهاج ، وكان الجميع منشغل بالحديث والضحك مع بعضهم البعض  ، والفتيات لا تمل من التقاط صور السيلفي لها وبالأخص رفيف التي كانت مندمجة مع صديقاتها في الضحك والتصوير غير منتبهة لذلك المضطرب الذي يخونه نظره ويخطف نظرات إليها سريعة بعد أن قامت بإعادة الكتاب وابدت عن سعادتها به وقالت الكثير من الكلام المشجع والإيجابي . وحسن كان يتجول هنا وهناك وأغلب الوقت يقضيه مع ابن عمه وصديقه " علاء "  ، أما كرم فكان على طاولة بمفرده يجلس واضعًا ساق فوق الأخرى وبيده كوب المشروب الغازي الذي طلبه ويتابع الجميع في سكون يراقب ذاك تارة وتارة ذاك .. طلته الرجولية والجذابة لا تختلف عن زين وحسن فكل منهم لديه طلته المختلفة التي سلطت أنظار الجميع عليهم ، اقتحمت جلسته الفردية وانسجامه مع الموسيقة الهادئة ومشروبه ابنة خاله ، حيث جلست أمامه وغمغمت باسمة في رقة شبه متصنعة :
_ قاعد وحدك ليه ؟!

ابتسم لها بلطف وتمتم في نبرة هادئة كطلته وجلسته وطبيعته :
_ عادي حبيت جو الموسيقى بس

هتفت في تطفل كان في نظرها محاولة اقتراب منه ولكن في نظره تطفل :
_ طيب هتمانع لو قعدت معاك

رسم ابتسامته ولكن هذه المرة كانت ابتسامة متكلفة حيث أجابها في استحياء منها :
_ لا أمانع ليه براحتك ياحنين !

اتسعت ابتسامتها أما هو فانتظر اللحظة التي نقلت بنظرها عنه وبحث بعيناه عن حسن حتى وقعت نظراته عليه وتلاقت اعيننهم فأشار له بيده على الجالسة أمامه في وجه مختنق وكانت نظرته تتحدث قائلة " تعالي خُدها من قدامي أنا مش ناقص رط " انفجر حسن ضاحكًا بقوة فنظر له علاء وغمغم باسمًا على ضحكه :
_ ماله عايز إيه ؟

_ حنين لزقت فيه زي العادة ومش عارف يتهرب منها وعايزني انقذه !

قهقه مثله وقال مستمتعًا :
_ والله أخوك ده مسخرة وحالته صعبة روحله ليفرهد بين ايدها !

ازداد ضحكه أكثر وجاهد في التوقف وهو يتوجه ناحيتهم حتي وقف وانحني قليلًا ناحيتها هامسًا بنظرة خبيثة وهو يغمز لها :
_ حنين ما تيجي اعزمك على حاجة حلوة ونتكلم شوية

هتفت في اعتراض بسيط وهي تلقي نظرة على كرم الذي يحاول تجنب نظراتها لها وتفاديها :
_ ميرسي ياحسن بس أنا مرتاحة كدا ومش قادرة أشرب أي حاجة والله

نظر لأخيه وهتف مشاكسًا وخو يضحك :
_ مرتاحة إيه بس ياشيخة .. إنتي إيه اللي مقعدك مع الكئيب ده تعالي ده الكل بيضحك وبيهزر وهو قاعد في ركن وحده زي المطلقة ، تعالي بس حتى اقعدي مع رفيف كانت بتسألني عليكي من شوية

ضروب العشق ( لندى محمود توفيق )Where stories live. Discover now