شارد

125 39 73
                                    

يوم جميل اشرقت شمسه دافعةً اشعتها إلی داخل زنزانتي الفارغة، فتحتُ عيني لأقابل ضوءاً ساطعا أصابني بالعمی لحظات، قبل أن أستعيد بصري، فنهضتُ من السرير وأديتُ صلاة الفجر بعد ما أن توضأت.

ثُم..
هدوء غريب كسا المكان حتی ما عُدتُ اسمع فيه سِوی معزوفة قلبي آخذاً يدق بانتظام باعثا في نفسي السكون والراحة.

جلستُ علی المنضدة المتهالكة فاتحاً الكتاب الوحيد الذي املكه ممسكا قلمي، وجُلتُ بنظري في المكان لأعود بها علی القلم، ثم أبدأ بسرد أحلام قد مرت علی فكري...


[عصفور أنا أو نسر كنتُ في الحلم، فوق السحب التي حجبت الرؤية عني أخذتُ أنشد وكأنني علی مسرح، زينت جوانبه بقماش أحمر قاتم ثُبت منتصفه بحبل أصفر فاتحٍ قد اضفی للمكان جمالاً.

أتوسطُ الخشبة وفي قلبي قد حُفرت معزوفة كنت قد أديتها في صغري، تلفتُّ من حولي عَلّي أری سِربَ طيورٍ يبعد عني وحدتي، ولكن ما كان من اجنحتي إلا أن تخونني مع الالتفاتة الثانية ليتهاوی جسدي إلى لأسفل مسرعاً كمن بالأسفلِ يشده نحوه، حاولتُ بعدها الرفرفة بجناحي، لكن ريشي بدأ يتطاير حولي والهواء يرتطم بوجهي بقوة اغمضتُ لها عينيّ، فقاومتُ الرياح وفتحتهما لأری أمامي مباشرة سهولاً خضراء اكتست خضرتها بألوان زاهية مبهجة، احتجتُ ثوانياً فقط لأدرك أنها أزهار من عدة أنواع.. فجأة اختفی شعور الخوف والرهبة، كأني الآن أريد أن أصل إلی الأرض بسرعة لأشمها وأتأمل جمالها ..

فلم ألبث أن شعرتُ بنفسي خفيفا كالريشة، حتى هبطتُ علی الأرض بسلاسة لأبدأ بالسير نحو تلك الحقول، لكن قدماي أبتا التحرك، فنزلتُ قليلا أتحسسُ العشب تحتي عَلِّي أعرفُ ما الخطب، لكني فوجئتُ بغوصي داخل التربة حتی أظلم المكان حولي.

استدرتُ يميناً، واستدرتُ شمالاً، نظرتُ إلی الأعلی ونظرتُ عكسه .. لا شيء!، الظلام يغلف المكان من حولي، أو ربما عيني فقط.

مضيتُ قليلاً في طريقي المعتم حتی استشعرتُ جدارين التحم احد جوانبها مع بعض ليكون زاوية قائمة .. إذا أنا في غرفة، أتساءلُ إن كانت هي نفسها زنزانتي! .. انزويتُ ضامّاً ركبتي إلی حجري محيطاً إياهما بذراعي بعد أن دسستُ رأسي بينهما، دقيقة ... دقيقتان ... خمس دقائق .. ربما كانت ساعة، لا أدري فقد فقدتُ الاحساس بالوقت.

بعد زمن ليس بقليل تسلل إلی مسامعي صوت زقزقة العصافير، فرفعتُ رأسي لأجدني في السرير، وقد باغتني ضوء الشمس القوي.. ياله من حلم اختلت له حواسي وفقدتُ السيطرة بها ...]

_جدي .. جدي .. أين أنت؟!

فتحتُ عينيَّ، لكنني لم أغمضهما فكيف فُتحتا؟!


يتبع...

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أتمنی أن كل من يقرأ كلامي بخير

_في الواقع ليس لدي شيء مهم أقوله ..

فقط ما هو رأيكم في البداية؟

سؤال تبحثون عن إجابته؟

انتقاد أو نصيحة؟


دمتم بخير 🌸

أحلام سجينHikayelerin yaşadığı yer. Şimdi keşfedin