الفصل 23 : صديقة جديدة؟

236 17 3
                                    

بعد ليلة مظلمة، تسلقت الشمس السماء وصعدت شيئا فشيئا، لقد مر نورها من بين الاشجار وانعكس على وجه الاميرة الابيض الذي بدا كجوهرة بيضاء..

كانت الاميرة نائمة الان كطفلة صغيرة، اتخذت من الاعشاب فراشا.

بعض اجزاء من جسدها انكشفت واظهرت بشرتها الصافية والناصعة.

الموقد الذي كان الاثنان يتدفيان منه قد انطفأ قبل زمن بعيد وكل ما تبقى الان هو كومة من الرماد ودخان خفيف..

سليبي لم يكن نائما، كان يحدق بالارجاء بملل ويتفحص الاميرة من حين لاخر.

بنظره الى جسد الاميرة، سليبي تنهد وتحدث 'تحاول غريزتي اقناعي بأن الجنس سيمنحني اللذة التي اطلبها، لكن ما هو الجنس؟ انه ليس سوى خيبة امل، ان الغريزة تدفعك الى المحاولة بكل ما لديك من اجل الجنس، ثم بعد ان تلبي مطالبها، تتخلى عنك الغريزة وتدعك لمواجهة حقيقة العالم المملة، حتى وان لم يصبك ذلك بالاشمئزاز، كل ما يتبقى لك هو فراغ داخلي، لم يكن الامر كافيا، الملل لم يغادر'

بعد دورة اخرى من الجولات التي يقوم بها سليبي بعيونه، نظر مجددا نحو الاميرة التي وجدها مستيقظة وتحدق به بدورها.

استمر الاثنان بالتحديق..

"الا تنام؟" الاميرة التي كانت لا تزال مستلقية حدقت بعيون سليبي المثيرة للكآبة وسألت.

"..." سليبي اشاح بنظره بعيدا وحدق عميقا في الغابة.

الاميرة شعرت بالشفقة نحو الشخص امامها، لابد انه يعيش جحيما، كلما نظرت نحو عينيه رأت المعاناة..

"ولكن لا يبدو ان ذلك بسبب الحزن.. لا يبدو ان ذلك بسبب الم جسدي.. لا يوجد سبب كي لا يكون بخير، ولكنه لا يزال ليس بخير! ربما ذلك اشد قساوة من الالم والحزن.." الاميرة فكرت.

تاهب سليبي فجاة ووقف من مكانه، وضع يده على مسدسه ونظر للامام بتمعن.

الاميرة تفاجات ونظرت نحوه باعين قلقة ثم حدقت نحو المكان الذي ينظر اليه سليبي.

في ذلك المكان، ظهرت هيئة بضعة رجال يمسكون بمسدسات، حال ظهورهم، امطرهم سليبي بالرصاص قبل منحهم فرصة للتحرك، وبذلك سقطوا واحدا تلو الاخر، ما عدا ان الشخص الاخير منهم قد اخترقته رصاصة من مصدر مجهول.

حدق سليبي ببرود نحو مكان اخر.

"اوه لا تطلق.. لا تطلق! انا صديقة" ظهرت هيئة امراة في المكان الذي نظر اليه سليبي، المراة قالت بعجل ولوحت بيديها.

"..." سليبي حدق بها.

المراة تقدمت للامام وتوضحت هيئتها، كان شعرها ذو لون ابيض ولكن جذوره سوداء، ارتدت ملابس بيضاء فضفاضة عكس التي يرتديها القتلة في الظلام، المراة رفعت يديها للسماء كعلامة على الاستسلام وقالت "انا ميكو، قاتلة مأجورة زميلة، لقد ذهبت معك في عدة مهمات من قبل"

قبليني، أشعر بالملل -مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن