الفصل الرابع عشر: امرأة أَمْ رجل؟

960 52 7
                                    

الفصل الرابع عشر: امرأة أَمْ رجل؟

بعد معرفتي بما حدث لأختي وباقتراب تاليا من حل لغز وحش المرآة، صرتُ خائفة من أن أعرف ماهيته أتراه يكون وحشاً خطراً يؤذيني أنا وأسرتي؟ لا يهمني الآن؛ فقد عهدتُ حياتي ثمناً للانتقام. لن أكشف حقيقته ولن أتركه يفلت مني لأني بحاجة للقوة التي يمنحني إياها!

خلدتُ للنوم بسبب تعبي، وأظنني بالكاد نمتُ تلك الليلة.

في الصباح أفقتُ وبدأت التحضير الذهاب للعمل. خطر ببالي سؤال بل ربما أسئلة فسألتُ المرآة: أخبريني، هناك ما لم أفهمه. لمَ أخبرتِ والديّ من قبل أن تاليا طلبت أن تعتني بي؟ ألم تعد قادرة على استدعائك قبل موتها؟ وقتها لم أنتبه أو ظننتك تحاولين كسب ثقة والديّ. ثم، كيف ناديتِ تاليا وسمعت صوتكِ قبل انتحارها دون رسم أي رمز؟؟

صمتٌ حل لدقيقة قبل أن تقطعه المرآة أخيراً: الرمز الأول الذي رسمتِه كان لكي أتمكن من الحديث معكِ من جميع المرايا. أجل، كان بإمكاني أن أُسمعكِ صوتي، ولكني لم أرد أن تخافي مني لذا أرسلتُ رسائل كتابية على المرآة أولاً لإثارة تشويقك. تاليا بعد أن صارت غير قادرة على استدعائي، طلبت مني أن أحميكِ لأنها شعرت أنكِ أكثر من يحتاج قوتي ودعمي. متى قالت هذا؟ قالته قبل موتها بيوم واحد وكأنها علمت أنها ستموت. طلبها فاجأني، ولهذا طلبتُ إليكِ أن ترسمي الرمز في اليوم التالي عندما رأيتُ أن لديكِ استعداداً لخوض التجربة معي. هذا الرمز أكسبني كذلك بعضاً من القدرة لأتنبأ ببعض التفصيلات أو أعلم بأحداث حصلت منذ وقت قريب طالما ذاك الشخص المتورط بهذه الأحداث قد ارتبط معي بالرموز؛ فهي بمثابة عقد.

سألتها: أي أن تاليا لم تفقد القدرة على استدعائك وإنما أنتِ من رفضتِ مساعدتها بالرغم من أن العقد بينكما لم ينقطع أو لا يمكن أن ينقطع؟

أكدت المرآة كلامي: أجل صحيح. أنا فقط ساعدتكِ لأني بحاجة للمساعدة ولتلبية طلب تاليا.

تذكرتُ شيئاً ما: بالحديث عن "تلبية الطلبات" كيف لكِ القدرة على تحقيق الأحلام ومع ذلك لم تقولي هذا لي؟

أجابتني: أنتِ لم تطلبي أية أمنيات خارقة، جل ما في أمنياتك هو الإمساك بالعصابة وهذا أمر صعب عليّ فعله. القدرة على الطيران، وإطلاق أشعة عينية إلى آخره هي قدرات تتعلق بالشخص نفسه، أما قدرة كقراءة الأفكار فهي تتعلق بإشراك الآخرين أي أنكِ تقرأين أفكارهم رغماً عنهم وهذا أمر خارج عن إرادتي طالما القدرة المطلوبة لا تتعلق بالشخص نفسه.

انفعلتُ بسبب كلامها: لا أريد أية قدرات كهذه، فقط أريد أدلة أمسك بها بمن قتلوا أخوي.

خرجت المرآة عن صمتها: أفضي بما بقلبك.

تنهدتُ بشدة: لا أستطيع... على الأقل في الوقت الحالي.

اعترضت المرآة: قلتِ إنك ستخبرينني بما تعلمينه إن أخبرتُكِ بما حدث مع تاليا!

الضابطة هدى Onde histórias criam vida. Descubra agora