الجزء السابع والعشرين

2.9K 154 48
                                    

تمعن دمير في الطبيب وكلماته ثم نظر الى داملا التي كانت تنظر اليهما بملامح مبهمة اثبتت صحة كلام الطبيب فاقترب دمير منها وجلس الى جانب سريرها ونظر في عينيها قائلا :
- هل انتي بخير اختي ؟

نظرت داملا اليه متعجبة ثم نظرت الى الطبيب بغير فهم لتنزل بعينيها الى ذراعها الملفوفة بجبيرة وقالت :
- يدي تؤلمني .. وراسي يؤلمني بعض الشئ .

اومئ دمير مبتلعا ريقه ثم نهض من جانبها متجها الى الطبيب لتوقفه قائلة :
- قلت لي أختي ! هل نحن ... أخوة ؟

نظر دمير نحوها وابتسم لها بخفة قائلا :
- أجل .. أنتي أختي الكبيرة .

- سيدة داملا أنتي الآن تعانين من مرض فقدان الذاكرة العصبي .. وهو تلف بأبنية الدماغ التي تشكل الجهاز الحوفي، الذي يتحكم في الانفعالات والذكريات .. أنتِ تتذكرين اسمك وغدا او ربما بعد غد ستتذكرين عائلتك ولكن المواقف والاحداث اليومية والمتمثلة كذكريات في مخيلتك قد تلفت وسيكون من الصعب عليكِ استرجاعها بعد الان .. ولكن بمساعدة بعض الادوية والعقاقير ستستطيعين استعادة بعض تلك الذكريات .. حمدا لله على سلامتك
قال الطبيب بمهنية فاومئت داملا وقالت :
- سلمت .

- حمدا لله على سلامتها .
قال الطبيب مخاطبا دمير ليومى دمير :
- سلمت .. شكرا لك دكتور

وخرج الطبيب تاركا ياهما لوحدهما حينها نظر دمير لداملا بدهشة متعجبا هذه المعجزة التي لم يتوقعها ابدا وداملا تنظر الى يدها المصابة وتتلمس الجبيرة بملامح مسالمة أدفأت قلب دمير .

.
.

وقف بسيارته امام القصر وسند ذراعيه على المقود ساندا ذقنه فوقهما وهو يبحث عن روح على شرفات القصر عله يلمحها من بعيد ولكن الثواني تحولت لدقائق والدقائق لساعة حتى طفح كيله وترجل من سيارته مغلقا بابها بضجر خالعا قبعته الرياضية عن راسه ورماها داخل النافذة لتستقر على الكرسي الجانبي ثم زفر بعمق وهو يفرك شعره بعشوائية .

حتى رأى سيارة شحن كبيرة تقف امام القصر ومجموعة من الشبان ينزلون منها وهم ينقلون ما بداخلها من صناديق الى داخل بوابة القصر الكبيرة بعد ان منع الحراس سائقها من الدخول فيها خوفا من كونها مفخخة او شئ من هذا القبيل

ابتسم مراد بجانبية كذئب ماكر واخذ قبعته مخفيا سلاحه خلف حزامه واقترب من احد الشبان قائلا وهو يمد له مبلغا سخيا :
- احتاج بدلتك ..

نظر الشاب للمال بانبهار وابتسم بايمائة ليخرج مراد من خلف السيارة بعد دقائق وبيده صندوق كبير استطاع اخفا وجهه به ببراعة ليتفاداه الحراس .

وما ان وجد نفسه داخل اسوار القصر حتى سلك طريقا معاكسا لبقيه الشبان قاصدا الحديقة الخلفية للقصر بحذر شديد ليس خوفا وانما تجنبا لاي مشكلة تحول بينه وبين رؤية تلك الصغيرة .

لظى الإنتقام /مكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن