الجزء الرابع

4.5K 195 108
                                    


تفاعلو حبيباتي
صوتولي وعلقولي لحتى اعرف مدى حبكم للرواية وكمل نشر 😍❤

.
.

- نازلي ..
هسهس وعيناه تدرس ملامحها بعناية فائقة فذعرت دارين وافلتتته بتوتر وهي تعدل وقفتها وتدفعه بخفة بعيدا عنها قائلة :
- انا بخير الآن ..

- متأكدة !
سالها وهو ينظر اليها بعينان مضيقتان شكا فاخذت تعدل ملابسها قائلة :
- متأكدة ..

ثم مشت بحذر وهي تعرج امامه فوضع يديه بجيبه وراقبها حتى وصلت الى المقعد الموجود امام مكتبه وجلست عليه .. وعقله قد نفى كونها هي للمرة الثانية ..

- فايروز .. احضري علبة الاسعافات الاولية ..
قال دمير مخاطبا سكرتيرته التي اومئت وغادرت فورا المكتب تاركة ياه برفقة دارين التي ارتعدت خوفا من فكرة البقاء معه لوحدهما فشدت حقيبتها الى حضنها وكانها الدرع الذي تحتمي به منه ..

تاملها وضحك بخفة ثم اتجه الى المقعد الموجود امام مكتبه مقابل مقعدها وجلس عليه واضعا قدمه فوق ركبته وساندا مرفقه الى ذراع المقعد واخذ يداعب شفاهه وشاربه الخفيف بظهر اصبعه السبابة وهو يتأملها بإعجاب كبير ..

- هل أنا مخيف لهذه الدرجة ؟
قال وهو يغوص بعينيها من خلف زجاج النظارة فنظرت اليه بتوتر ثم سرعان ما شاحت بعينيها عنه وشدت الحقيبة اليها اكثر حتى كادت تخترق صدرها ..

ابتسم دمير وهو يداعب شفاهه وشاربه ويتأمل ارتعادها امامه وكأنه مستمتع برؤية ضعفها وارتباكها في حضوره .. متذكرا كلماتها قبل خمس سنين عندما لقبته بالاسد .. غير انه لا يعلم انها هي نفسها من تجلس الان امامه ..

- تفضل سيدي ..
قالت فايروز وهي تمد علبة الاسعافات الاولية لدمير .. فتناولها من يدها وقال يامرها :
- اخرجي واغلقي الباب خلفك ..

- امرك سيدي ..
قالت فايروز وهي تنظر الى دارين متعجبة والى ركبتها بالتحديد ثم الى دمير بدهشة وقد ادركت بأنه مهتم بجرح ركبتها .. ولكن ما لم تفهمه هو لماذا ولاول مرة يهتم دمير بفتاة عابرة .. حتى انها ليست بذلك الجمال حتى يقع لها ..

خرجت فايروز واغلقت باب المكتب ففتح دمير علبة الاسعافات واخذ منها قطنة وغمسها بالمعقم ثم اقترب من الطاولة الصغيرة بالمنتصف والتي فصلت بينهما وجلس عليها وسط دهشة دارين ..

دنى منها وامسك قدمها ورفعها واضعا ياها على ركبته ثم اخذ يطبطب بالقطن المعقم فوقها برفق وهو يتامل ملامح دارين المذهولة .. فابتسم لها بجانبية هامسا :
- أرأيتي .. لست بهذا السوء ..

ابتلعت دارين ريقها ورائحة عطره قد اصابتها بدوار لجمالها .. وعيناه الرمادية التي تنظر اليها باهتمام قد سلبتها انفاسها .. بل ودنى من جرحها ونفخ عليه بخفة فداعبت نسمات انفاسه جلدها المجروح فاقشعر جسدها كله .. ثم وضع لاصقا طبيا بموضع المها وعيناه المتفحصة ما زالت تسترق النظرات نحو ملامحها المتوترة .. ودون وعي منه وجد نفسه يتوه بملامحها ورائحة الياسمين تفوح منها وتعيده للماضي السحيق ..
فرفع يده كالمنوم مغناطيسيا وازال خصلة من شعرها كانت منسدلة على وجهها وردد ببحة رجولية ساحرة :
- ضعفك هذا يجعلني اشعر بالمسؤولية تجاهك ..

لظى الإنتقام /مكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن