Part 7

8.6K 389 37
                                    

‏"ياربّ لا تجعلني ممّن ينساك في نعمته، ولا يذكرك إلا في شدّته، واجعلني قريبًا منك شاكرًا لك في كل الظروف."☁️💜
.
.
.
.
.
لم تستطيع ليله النوم طوال الليل بسبب حديث آدم عنها، هى بالفعل ضيفه اى لا يحق لها التحرك براحتها هكذا، أو حتى التدخل فى شئونهم.
و لكنها شعرت بأنها جزء من تلك العائله، تشعر انها ابنه نجلاء و محمود مثلها مثل ندى، و لكنها فقط ضيفه ثقيله كما اخبرها آدم و أخبر والديه.
مع انبثاق خطوط الشمس من الظلام نهضت ليله ببطئ من جانب ندى مبدله ملابسها مرتديه النقاب مستعده للذهاب دون أن تيقظ احد، و بالفعل هذا ما حدث.
خرجت ليله من المنزل فى تمام السابعه لتسير فى الشارع بلا هواده، تفكر إلى أين ستذهب، أو ماذا ستفعل.
تفكر هل تذهب إلى منزلها هى و خالتها مره اخرى، ام ماذا تفعل؟!
انارت الشمس كل مكان و أصبحت حاميه بشده على ليله لتنهض من على مقعد الانتظار الذى اتخذته مجلس لها منذ أن ابتعدت عن منزل صديقتها و عائلتها.
أثناء سيرها قام شخص ما يقود دراجه ناريه و خلفه شخص بخطف حقيبتها من على يدها لتصرخ من الهلع و الصدمه و لكن فور ان اجتمع المارين عليها كان انطلق سائق الدراجه بسرعه و صديقه يمسك بحقيبه ليله.
كان الجميع يضرب كف بكف من حادث السرقه الذى حدث فى وقت الظهيره، وقت الذروه و التجمعات بينما ليله فقط تحاول تهدأه نفسها و هى تحمد الله و تستغفره.
"تعالى يا بنتى نروح القسم تعملى بلاغ للسرقه"
تحدث رجل كبير بالسن برفقته امرأه فى مثل سنه تقريبا لتومئ لهم ليله بخفه و هى تسير بجانبهم حتى دلفا إلى القسم ليقوما بالبلاغ.
"اتفضلى يا آنسه على مكتب الباشا"
تحدث العسكرى و هو يشير على احد المكاتب لتومئ له ليله بخفه.
" معلش يا بنتى احنا لازم نمشى علشان أتأخرنا على العيال"
تحدثت المرأه و هى تنظر بإعتذار إلى ليله التى اومئت لها بخفه.
"انا متشكره جدا ليكم و الله، و اسفه انى عطلتكم معايا"
" الشكر لله يا بنتى، ربنا معاكى"
تحدث الرجل هذه المره لتومئ له ليله بخفه مودعه الرجل و زوجته و هى تذهب خلف العسكرى إلى مكتب ما.
جلست ليله لبعض الوقت ليدلف شاب من الباب و هو يحمل عده حقائب واضعا اياهم على سطح المكتب قبل أن يجلس على مقعده.
" اى واحده فيهم بتاعتك؟ "
تسائل الضابط لتشير ليله على حقيبتها ساحبه اياها بهدوء فاتحه اياها و اول شئ فعلته انها أخرجت مصحف صغير الحجم يظهر عليه القدم مقربه اياه من قلبها و هى تتنهد براحه.
"اى واحد موبايلك؟"
تسائل الضابط مره اخرى و هو يضع عده هواتف لتقوم ليله بسحب هاتفها و هى تقوم بتشغيله.
فور ان فتح رن فجأه لتفزع ليله و هى تجيب بهدوء.
"ايوه يا ليله انتى فين؟"
صاحت ندى بقلق لتنظر ليله إلى الضابط من خلف نقابها و هى تتحدث بهدوء.
"انا فى القسم"
"يلهوى قسم ايه؟ و ليه؟ ردى عليا يا بنتى و فهمينى"
صاحت ندى مره اخرى بقوة لتبعد ليله الهاتف قليلا عن اذنها.
"ادينى فرصه اتكلم، شنطتى اتسرقت و انا دلوقتى فى القسم "
" طيب قسم ايه انا جيالك حالا"
"مفيش داعى"
"اخلصى يا ليله انتى فى قسم ايه"
صاحت ندى بقوة لتتنتد ليله بخفه مخبره اياها بأى قسم هى.
" بطاقتك يا آنسه لو سمحتى"
تحدث الضابط لتومئ له ليله مخرجه بطاقتها الشخصيه معطيه اياها إلى الضابط الذى اخذ يتأمل فى صورتها بهدوء قالبا اياها بيده ليرى حالتها الاجتماعيه و يجد انها آنسه.
" معلش انا عارف انك منتقبه بس انا محتاج اشوف وشك بس كروتين مش اكتر علشان اتأكد انك الشخص اللى فى البطاقه ده"
تحدث الضابط بنبره عمليه لتنظر له ليله قليلا و لا تعلم بماذا تجيب.
.
.
.
.
.
تقابلت ندى مع والدها أمام القسم ليدلفا معا باحثين عن ليله.
"بابا"
التفت محمود و ندى ليروا آدم يتقدم إليهم بملامح قلقه.
" انتوا بتعملوا ايه هنا؟ "
" ليله هنا، شنطتها كانت اتسرقت و قالتلى انها فى القسم هنا بس معرفش فين"
تحدثت ندى بسرعه و بقلق مجيبه أخيها ليومئ لها مناديا على أحد العساكر.
"مين يا ابنى اللى مسك العيال الحراميه و بيسلم الحاجه لأصحابها؟"
"سيف باشا يا فندم"
أجاب العسكرى بسرعه ليومئ له آدم جاعلا اياه يرحل.
" تعالوا ورايا "
تحدث آدم متحركا فى البدايه ليتبعه ابيه و اخته بسرعه ليقف أمام باب مغلق فاتحا اياه.
.
.
.
.
.
كانت ليله تفرك يديها ببعضها بتوتر ليلاحظ الضابط توترها ليحاول تهدأتها.
"اهدى مفيش حاجه لتوترك ده كلها، ده مجرد إجراء بس"
تحدث الضابط لتومئ له ليله بخفه و هى تتنهد تهدئ نفسها قليلا.
رفعت يدها إلى طرف النقاب رافعه اياه بهدوء لينظر لها الضابط متمعنا فى ملامحها الخجله التى ظهر مدى خجلها على وجنتيها اللتان توردتا.
فتح الباب فجأه لتقوم ليله بإنزال النقاب بسرعه و هى تعطى ظهرها للباب معدله من وضع النقاب على وجهها.
"آدم باشا،ده المكتب نور"
صاح الضابط و هو يبتسم ناهضا من على مقعده لتهرول ندى بإتجاه ليله و هى تصيح مناديه على اسمها.
"ليله انتى كويسه؟جرالك حاجه؟"
"انا كويسه الحمد لله، متقلقيش"
تحدثت ليله بهدوء تحاول طمأنه صديقتها التى اومئت لها بهدوء.
"هى تقربلك يا باشا؟ "
تسائل الضابط بهدوء ليومئ له آدم بخفه.
"تقربلك ايه؟"
"اخته"
تولت ليله الاجابه هذه المره ليقطب الضابط حاجبيه ناظرا إلى آدم و ليله.
" اخته !"
" احنا جيران، و ابقى اخته فى الرضاعه"
أجابت ليله مره اخرى ليومئ لها الضابط و قد وضحت الصوره أمامه ليبتسم بخفه و هو يومئ لها.
"نقدر نمشى دلوقتى و لا فيه اى اجراءات؟"
تسائل محمود ليومئ له الضابط بالنفى.
"متشكر يا سيف"
"متشكر على ايه يا ابنى ده شغلى مش حاجه يعنى، كان نفسى اقابل حضرتك يا فندم فى فرصه تانيه افضل من دى بس متعوضه ان شاء الله"
تحدث الضابط موجها نظره خاطفه فى نهايه حديثه مع والد آدم إلى ليله التى تتفحص حقيبتها برفقه ندى.
خرج الاربعه من القسم لتتنهد ليله براحه.
" يلا يا بنات علشان نروح"
" لا معلش يا عمو انا هروح بيتنا "
" تجيبى هدومك يعنى؟ طيب آدم يوصلك لحد هناك؟ "
" لا"
" لا على آدم؟!"
"لا على السؤالين، انا هقعد فى بيتى انا و خالتو، انا كنت ضيفه تقيله اليومين اللى فاتوا، كفايه كدا لحد كدا"
"ايه العبط اللى انتى بتقوليه ده؟ "
صاحت ندى فجأه فى وجه ليله بينما محمود ينظر إلى آدم يؤنبه بنظراته بسبب ما قاله لهم يوم أمس و بالتأكيد وصل إلى مسامعها.
" مفيش الكلام ده انتى مكانك وسطنا، يلا اتفضلى علشان نروح كلنا"
تحدث آدم و هو يشير بالذهاب لتومئ له ليله بالنفى بهدوء.
" انا مليش مكان وسطكم، انا امى و ابويا ماتوا و مليش غير خالتى، انا مش ناسيه، انا تناسيت بس رجعت فوقت لنفسى بسرعه"
تحدثت ليله و هى تنظر إلى آدم من خلف نقابها ليشعر آدم بنظراتها كأنها تلومه من خلف نقابها.
" معلش يا عمو انا هبقى مستريحه فى بيتى لحد ما خالتو ترجع "
" هما يومين اتنين و فى اليوم التالت هعدى عليكى تكونى مستنيانى قدام باب العماره مع شنطه هدومك، و مش هسمح برفضك او انك مترجعيش معايا البيت، امك و ابوكى مماتوش، انا ابوكى و نجلاء امك، انا هسيبك لوحدك علشان تفكرى و تحطى فى دماغك كلامى ده، و آدم هيروح يوصلك دلوقتى، مش كدا يا آدم! "
تحدث محمود فى نهايه حديثه ناظرا بقوة إلى ابنه الذى اومئ بسرعه.
" معلش يا عمو مش هينفع، محدش من السكان عارف انى متجوزة و لو شافونى نازله من عربيه آدم لوحدى هيظنوا فيا السوء"
" خلاص ندى هتروح معاكم"
أجاب محمود سريعا لتومئ له ليله على مضض لتغادر إلى سياره آدم برفقه ندى.
طوال الطريق و الصمت يخيم على السياره و فور ان وقف آدم أمام العماره التى تسكن بها ليله حتى ودعت ندى سريعا خارجه من السياره بسرعه مهروله إلى منزلها ليراقبها آدم بعيناه حتى أختفت من أمامه.
شعور واحد هو المسيطر على آدم الان، شعور الندم على ما تفوه به و تسبب فى جرح ليله مثل هذا الجرح العميق، و هو كان دائما يحرص على إلا يجرح اى شخص امامه حتى و لو بنظره.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
"يتبع 💙"

ليلهWhere stories live. Discover now