الفصل الاول

583 13 9
                                    

تحت أشعة شمس أثينا الحارقة ووسط زحام المرور تحاول ان تشق طريقها الى وجهتها ، وبعد الكثير من الوقت استطاعت اخيرا و بنجاح تجاوز تلك الكومة الهائلة من الناس و الخروج بسلام ، خطت بثوبها الرمادي البسيط و هي تمسك طرفه بيد ، و باليد الاخرى تمسك مجموعة أوراق لفت بخيط عريض ليجمعها على شكل كتاب .
دقت الباب و ابتعدت قليلا في ادب و هي تنتظر الإجابة ، و بالفعل بعد وقت قصير سمعت صوت فتح القفل ،أطلت تلك السيدة برأسها و هي تقول
: أدورا تعالي يا عزيزتي كنت في انتظارك .
: هاقد اتيت سيدتي ..
أجابت أدورا بهدوء و هي تدلف إلى المنزل .
: هل السيد أدونيس موجود !؟
أجابت السيدة آرينا باعتيادية : تعلمين اين تجديه يا أدورا ، انه في غرفته وسط كومة أوراقه اللامتناهية ...

باللون البني الخشبي و لون الكراميل الغامق صبغت جدران تلك الغرفة الواسعة التي ما إن تطأ قدمك ارضها حتى تتسلل إلى انفك رائحة الكتب و الحبر واوراق المجلدات القديمة ، رتبت مجموعات كبيرة من الكتب في اماكن مختلفة اقل مايقال عن منظرها انها فوضى كتب عارمة ، لكن بالنسبة لذلك الذي يغطي رأس القلم في المحبرة انه نظام خاص جدا به و سيكتشف  إن حدث اي تغيير في اي مجموعة من الكتب ، لذا تفضل  آرينا ان لا ترتب غرفة مكتب زوجها السيد أدونيس و ألا تدخلها اصلا .

طرقات خفيفة على الباب جعلته يوقف القلم وينظر باتجاهه و يقول :
هيا أدورا تفضلي لقد تأخرتِ خمس عشرة دقيقة !

تعذرت بالزحام و افترشت سجادة ذات لون احمر قاني و تتوسطها رموز و أشكال غريبة .

تنهدت بصوت خافت و رفعت بصرها إليه وهي تقول :تعلم يا معلمي ان ابي غير موافق على هذا وقد حاولت بشتى الطرق ان اقنعه بأنه لابأس بالأمر لكنه يظل يتحجج بأنني فتاة وجب علي البقاء في المنزل وتعلم النسيج والطبخ ، لكن .. لكن انا اشعر انني استطيع فعل شيء اكبر من كثير من المكوث في البيت ، انا .. انا اريد ان ..
أدونيس مقاطعا : أن تغيري من مصيرك صحيح ، تريدين ان تفعلي شيئا لم يفعله احد قبلك لديك طموح يا أدورا وانا ارى هالة القوة والمجد حولك دائما تذكري أنني سأساعدك !
أدورا وقد احست بالتشجيع : أشكرك معلم أدونيس،
هيا لنبدأ
أدونيس : بالمناسبة سأقنع السيد أياكس من أجلك ، (نظرت اليه  أدورا بامتنان  ) ، لقد كان درس الاسبوع الماضي عبارة عن تطبيق هل قمت به !؟

لم يجد ردا لذا التفت إليها وقد رأى أنها قد ربعت رجليها ورفعت يديها المضمومتان الى صدرها وهي مغمضة العينين حدق بها في صمت مرتقبا فعلتها الى أن نطقت وهي تفتح عينها وقد تشكلت حولها هالة من نور ذهبي : إن نقاط الطاقة في جسدي كثيرة وبارزة وقدرتي على السيطرة عليها والتحكم بها ارتفعت إلى القدر الذي تراه الان يا معلمي انهت كلامها بابتسامة وسرعان ما خبت الهالة حولها ، فزفرت بتعب .
أدونيس بهدوء غريب وهو ينظر اليها : هذا أكثر مما توقعت  !

خلف أسوار أثينا Where stories live. Discover now