الفصل الثاني

164 11 9
                                    

في صباح اليوم التالي ، و قد عقدت أدورا العزم على أن ترغم معلمها ان يخبرها عن الأمر و ماذا يخفي عنها !
بعد عدة ساعات و قد انتهى المعلم أدونيس من شرح طريقة السيطرة على نقاط الطاقة .
ببساطة ما تتعلمه أدورا هو التحكم بطاقات الجسم دائما ما كانت تقول ان الخالق الذي خلق جسمنا لم يخلقه هكذا بشكل عابث انما هناك اسرار و اسرار كبيرة و غامضة من بينها نقاط الطاقة. هذا الموضوع الذي وجدته في احد الأوراق التي تجمعها و التي قالت والدتها انه تعود لجدتها ، استغربت أدروا الأمر كيف أن امها بعيدة كل البعد عن التعلم وهذه الأمور وكذا الأمر بالنسبة لوالدة امها واختها ، لكن ظلت والدة أدورا تردد على مسامعها انها تشبه جدة امها وقد اخذت بعضا من صفاتها ، تذكرت كيف سخرت منها صديقتها ريسيلا ، والتي تكون ايضا جارتها عندها اخبرتها عن ان الجسد يحوي نقاط طاقة كبيرة نستطيع التحكم بها اذا مادرسنا الطريقة . وهكذا في طريق بحثها المتواصل وجدت السيد أدونيس الذي كان يعطي بعض الامور مثل الدروس في ساحة المدينة للأقلية المهتمة .
-هيا الى التطبيق الان
قاطع صوت المعلم سيل افكار أدورا فأجابت بايماءة من رأسها وهي تقوم وجلست نفس جلسة المرة السابقة ..
لكن لم تستطع ابدا استحضار هالتها وحاولت مرة أخرى لكن فشلت ايضا ،
نظر اليها ادونيس ببرود وهو يقول بصوت ساخر : هل الموضوع يشغل بالك لدرجة منعك عن التركيز
زفرت أدورا في انزعاج وهي تقول : منذ ساعتين و انا ارجوك ان تخبرني عن الأمر ولكنك رفضت .
_ ماذا تريدين ان تعلمي !؟
-مالذي قاله السيد انطونيوس لك ذلك اليوم ! ؟
نظر اليها بزاوية عينه وهو يقول : هذا ليس من شأنك !
تنهدت وهي تقول بنبرة متوسلة : ارجوك سيدي .. ارجوك فقط اعطني لمحة عن الامر ، لقد رأيت بنفسك لم استطع التركيز بسببه !
-لايزال الوقت مبكرا !
_ ارجوك .. ارجوووك !

دار بجسده الطويل  نصف دورة حول مائدة وضعت في جانب الغرفة على شكل مكتب الوانها مابين الأحمر القاني والبني تلمع وكأنها قد صبغت حديثا ، وبجانبها كرسي من الخشب يدوي الصنع بلون باهت ، إلتقط شيئا من فوقها ثم اكمل سيره الى حيث تتواجد احدى صفوف الكتب ، جلس القرفصاء وهو يبحث بعينيه عن مراده الى ان وقعت عينه على ذلك المجلد القديم الكبير والواضح انه ثقيل !
امسكه بين يديه وهو يقلب بين اوراقه بخفة وكأن أصابعه تعلم مايريد ..

_اقرئِ هنا ، وأشار إلى احد الفصول ،
-ادورا بهدوء : حاضر
امسكت المجلد ووضعته في حجرها ثم بدأت تقرأ سطور الفصل في تركيز شديد انتهت ثم اعادت قرائتها مرة أخرى ،وضعت اصبعها على ذقنها وضيقت عينيها وكأنها تفكر ،ثم رفعت عينيها الى معلمها الذي مال بجسده الى طاولة المكتب وهو يتمعن في ردة فعلها
اخرجت زفيرا ببطء وهي تقول : لم افهم شيئا !
لوهلة أفلتت ضحكة من المعلم أدونيس الذي بدا وكأنه توقع ردة فعلها بل وكان ينتظرها !
اختطف المجلد من يدها واعاده الى مكانه قائلا بنبرة تتخللها ضحكة جميلة : الذي اريد قوله لك هو ماقرأته بل اكثر تفصيلا لكن لم تفهمي ! والان هل اقتنعت عندما قلت انه لايزال الوقت امامك لتعرفي !؟
اغمضت عينيها تحاول السيطرة على انفعالها تنفست جيدا ثم فتحتهم وهي تضحك .
سأل المعلم بتعجب : مالذي يضحك أدورا !؟
قالت بصوت لعوب وهي تنظر اليه وتغمز بعينها : لديك ضحكة رائعة معلمي لهذا السيدة آنيا تعزلك في هذه الغرفة عن عيون السيدات صحيح !؟
اكملت كلامها وهي تجمع حاجياتها
رافقها الى الخارج وهو يقول بابتسامة : ربما !
طلبت منها السيدة آنيا ان تجلس لشرب الشاي لكنها تعذرت بتأخرها عن البيت وغادرت مسرعة.

مر أسبوع بشكل روتيني مابين المنزل ومنزل السيد أدونيس ، والد أدورا تقبل دروسها بعد اقناع المعلم له ، زار ادونيس معلمه مرة أخرى وتناقشوا في امور عدة كانت أهمها أدورا !

خلف أسوار أثينا Where stories live. Discover now