الفصل الثامن

70 3 0
                                    

«ليستِ الأبواب كلّها مفتوحة لك، والوقت أقصر مما تعتقد؛ ولكنك حرٌّ دائمًا في أن تبذل المحاولة.»

• تراتيل ثعابين البحر، باتريك سفينسون.

_________________

توقفت نبضات قلبي و توقفت معها حركات جسدي يد ريسيلا التي وضعت على معصمي و صوت شهقتها المكتومة جعلني افتح عيناي قبل أن يعاود المجهول مرة اخرى وقد بات الصوت قريبا جدا ،بنبرة ساخرة :

" لقد سألت من أنتما !؟ وماذا تفعلان هنا !؟

تشجعت لمعرفة المتكلم بعد أن اطمأننت أنه صوت امرأة لأجد ريس تقول بانبهار :

" يا إلهي كم هذا رائع "

نظرت اتجاه نظرها لأجدها تحدق بامرأة جميلة الملامح رغم الهالة الغير طبيعية حولها التي استشعرتها فور إرسالها لإبتسامة بحاجب مرفوع اتجاهنا ، لأستدرك الأمر و أقول بتوتر حيي

" أنا أدورا وهذه صديقتي ريسيلا سيدتي .. "

"اها وماذا عن الشق الثاني من السؤال !؟ "

أردفت المرأة بجمود مثير للغضب لتهتف ريس بهدوء عكسها :

" إننا فقط نتجول هنا وهناك و أظن الغابة ملك للعامة ليست حكرا عليك فقط !؟ فلما سؤال الملكية هذا اذا !؟ "

و ختمت كلماتها بعقد يديها إلى صدرها قبل أن تنزلها وتتراجع خطوة للخلف وهي تهمس

"اللعنة .. ابعدي كلبك عنا لو سمحت ! "

، تقدم المرأة ذلك الكلب الضخم
والذي للعجب رغم كرهي للكلاب كان جميلا بطريقة ما
" انه ليس كلبا أيتها الحمقاء ، ثم من قال لك أن الغابة عامة ..!؟ ربما هي كذلك غير هذا الجزء هنا ! "

نظرت حولي فور سماع كلامها و قبل تأملي للمكان سمعت صوت ريسا الساخر يقول و هي تنحني نصف انحناءة لتنظر إلى ذلك الكلب.. أو لا ادري ما هو :

" كيف لست كلبا.!؟ هل أنت حمار اذا..؟ "

زمجر ذلك الشيء عليها لتعود إلى مكانها قائلة ببلاهة

" شكل كلب و زمجرة أسد لكنك في النهاية حمار.."

أمسكت يدها لألفت انتباهها و أنا أهمس:

"أنظري حولنا .."

لقد بدا و كأننا خرجنا من الغابة الكثيفة أشجارها إلى ينبوع دافئ غريب لا أدري كيف ولكن أحس أنه كان أجمل من هذا بكثير ربما أشجاره بأغصانها الخاوية الآن كانت مثمرة نضرة ، وسماؤه السوداء المكبدة بالغيوم كانت أصفى و أجمل بشمس مشرقة دافئة.
لفت انتباهي شكل أقرب الى قلعة شيدت من حجارة صلدة رمادية اللون ما ترك عليها طابع الرهبة و التبجيل في نفس الوقت ، الغريب أن الطريق إلى بابها استوطنه ذلك الينبوع شديد الزرقة ذو الماء الصافي ، والذي يبدو أنه الشيء الوحيد الملون في رسمة الرصاص هذه .
رمشت ريس مرات متتالية قبل أن تنظر مجددا إلى المرأة و تبتسم ببراءة و هي تسأل :

خلف أسوار أثينا Where stories live. Discover now