الجزء الثانى (المقابله)

3.9K 51 0
                                    

نزل من سيارته التى سيقودها  السائق الخاص به إلى سوهاج قبل أن يستقل القطار التى فضل العوده به ليرى ابنة المرأه التى تسببت فى حرب بين أكبر عائلتين فى سوهاج أو لربما ليرى ابنة تلك المرأة التى أدمعت عيناه عند معرفته بموتها أو لربما ليرى تلك الفتاه التى كان يحملها يوما فوق عنقه ويجرى بها فى حديقة قصرهم
دلف الى كابينة القطار ليجد تلك الفتاه التى تمنى  أن تعود مع والدتهاالهاربه ،ليجدها ترفع شعرها لأعلى الذى على مايبدو أنه طويل جدا  وترمقه بنظره سريعه من تلك العيون التى يتذكر لونها جيداً ،جلس بجانبها عندما لم يجد مكانا أمامها من حقائقها الموضوعه على الكراسي  المواجهه لها فلقد أراد بشده ان يشاهد وجهها الجميل والذى تأكد منذ أن لمحه للمره الاولى بعد سبعة عشر عام  أنه سيعشق صاحبته
لقد كانت غارقه فى افكارها على مايبدو إلى أن دخل محصل التذاكر وقال إن الكابينه محجوزه له
تحرك عندئذ وجلس أمامها وتكلم معها
يوسف.التذكره اللى معاكى مظبوطه ياملك
لتنظر سريعا لهذا القابع أمامها لتجد عيونه الخضراء الثاقبه تنظر لها بتمعن ، لا تعرف لما شعرت بانقباض فى قلبها ومن اين عرف اسمها
ملك.هو حضرتك تعرفنى
رجع إلى الخلف وجلس بأريحية على الكرسي المقابل لها وتعمد الكذب
يوسف.لا
ملك.انت تعرف أسمى منين
يوسف.من السلسله إللى لى  فى رقبتك مثلا
نظرت له بغضب يشوبه القليل من التعالى  ثم وضعت قدما فوق الأخرى وجلست بأريحية هى الأخرى على كرسيها وأخرجت من حقيبتها نظارتها الشمسيه ثم قررت أن تنظر للطريق ولا تعطى لهذا المتطفل الذى يبث في الأجواء القلق اى اهتمام
لم تمر ساعه حتى نامت ولم تستيقظ الا عندما شعرت بيد أحدهم تحركها وبهدوء لتفتح عيونها فلم تجد هذا المتطفل نظرت لتجد نفسها وصلت لمحطة قطار سوهاج
نزلت من القطار سريعا كانت تشعر بشغف لترى ابيها الذى له صوره معها .
نزلت لتبحث بعيونها فتجده  رجل على مايبدو فى الخمسين من عمره يبدو عليه الوقار كان يبحث بعيونه وسط الركاب عليها اقتربت منه وهى لا تشعر بتلك الاجواء حولها
هل هذا هو الأب الذى تمنت طوال حياتها وجوده،هل هذا هو الأب الذى ظل يبحث عنها وعن والدتها دون جدوى لأكثر من سبعة عشر عام كما قالت لها والدتها وقفت خلفه على بعد متر منه وتسألت كيف سيكون شعورها عند الاقتراب منه فلقد كانت تتمنى طوال حياتها أن تلقى بنفسها فى هذا الحضن الابوى الذى طالما رأت زميلاتها يفعلون مع أبيهم ،هل سيفتح أحضانه لها ،انها تراه متوتر للغايه ترى عيونه الدامعه ،تراه ينظر لساعة يده كثيرا
اقتربت منه وقالت بتساءل وبصوت منخفض
ملك.بابا
ليلتف سالم سريعا وينظر لها بعيون دامعه ووجه مبتسم ويمد يده المرتعشه لوجهها ويقول
سالم.بنتى ....بنتى ملك
ويشدها من يدها ليحتضنها،انها تلك اللحظه التى تمنتها كثيرا أنه هذا الحضن الذى طاقت له طوال حياتها.
بعدها عن حضنه ونظر فى عيونها ليقول بلهفه وحب جعلوها تشعر بالسعاده
سالم.لون عنيكى وشكلها زى ماهى وحشتينى اوى يابنتى
دمعت عيناها وتكلمت بصدق
ملك .انا مبسوطه اوى انى معاك
خرجوا معا وهو يمسك بيدها خارج محطه القطار وركبت معه سيارة دفع رباعى لم تكن تتوقع أن سوهاج منطقه راقيه ،كانت تتوقع أنها بلد ريفيه ،لم تصدق عيونها عندما رأت المنطقه  التى بها القصور التى تدلف لها السياره التى تركبها ثم ذاك القصر ذات اللوحه المكتوب عليها قصر سالم الحديدى

العهد Where stories live. Discover now