مًنِ هّوٌ جّهّآدٍ

456 92 9
                                    

هو نجل اسطورة المقاومة القائد الجهادي الكبير لحزب الله
لبنان هو الشاب صاحب خيوط الذقن الرفيعة و الابتسامة
الحزينة والطالب الاجتماعي والمحب لكل من عرف و كل
من صادف في رحلته القصيرة في عالمنا
الشهيد جهاد عماد مغنية ولد وسط عائلة تكاد تكون الأكثر
معاناة خلال العقود الثلاثة الماضية من تعقيدات أمنية ، لعلها
الأصعب الإنسان عادي شاء القدر أن يكون والده أسطورة
غير عادية في تاريخ المقاومة . و جهاد كما عائلته، عاش
حياته في منازل كثيرة، تنقل بين مراكز الحزب وبيوت
مؤقتة
وفكرة أن العائلة محكومة بالانتقال كل فترة قصيرة الى
«منزل» أو مقر إقامة جديد، كانت ثابتة لم تتغير مهما تبدلت
الظروف الأمنية
افتقد جهاد الحد الأدنى من الاستقرار الذي تنعم به أي عائلة
يوجد فيها أب وأم وأولاد؛ فجهاد الصبي لم ينهل من عطف
الاب واهتمامه بشكل مشبع كحال أبناء جيله. لكن العارفين
به يدركون أن هذه الظروف الاستثنائية، بل ربما النادرة، لم
تنعكس سلبا على شخصيته التي خبرها أهله وأصدقاؤه وأهله
ومحبوه وسمي جهاد تيمنا بشقيق والده الذي استشهد في
العام
1984 في بيروت وكان في عمر يقل عن عمر جهاد الثاني
تميز الشهيد جهاد بطفولة صاخبة حيث بدت قدراته وطاقاته
تتجاوز الجيل والعمر الذي ينتمي إليه وبدأت ملامح القيادة
والنباهة والذكاء تظهر في حياة الشاب الصغير أكثر من

إخوته وقد عبر العديد ممن عرفوه أنه يقرب الشهيد القائد
عماد كثيرا خلقا ومنطقة وقد كان منذ صغره كثير الحركة
والنشاط ويتميز بذكاء وإبداع كبير
كانت الحاجة سعدي والدة جهاد ، تعوض عن الغياب القسري
للحاج عماد.
أدركت باكر حجم المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقها و
جهزت أولادها ليحملوا لواء شريكها الذي أفنى حياته خدمة
القضية أمن بها وعاش ورحل من أجلها حيث كانت تربط كل
شيء بشخص الإمام المهدي كانت تردد دائمة "أن والدكم
سيعود مع صاحب الزمان(عج) "
وكان الحاج عماد دائم التوصية لزوجته بجهاد صغير العائلة،
خاصة أن مسؤولياته الكبري حالت دون أن يحظى جهاد
بالكافي من وقته الذي ربما كان متيسرة أكثر لشقيقته وشقيقه

لم يترك الشهيد جهاد ساحة من الساحات إلا وتواجد فيها
حيث كان يهتم بتلبية الدعوات التي تأتيه الأحياء نشاطات تقام
بأسم والده وتكريما له فقد تنوعت مشاركاته جنوبا وبقاعة في
الأنشطة الثقافية والرياضية والاجتماعية المختلفة حيث فاز
بالعديد من الجوائز الثقافية كما العسكرية كجائزة "الشهيد
مطهري الثقافية " التي فاز فيها الشاب صاحب الذكاء العملي
ومن ثم عادت وتراجعت وتيرة زياراته بعد دخوله الجامعة
الأميركية في بيروت.
اليس أكاديمية فقط هو المحبوب من الجميع، يجمع الأضداد
في شخصيته، بين مشاكسة اليافعين وحكمة الناضجين
جهاد محب للحياة ، وعاشها بكل حلوها ولذتها تولت أخته
الكبرى فاطمة متابعته ومراقبته و يستشيرها بما يجول في
باله و يتعبه ، وبما فعل ، مخلفة بعض أخطاء بحثا عن سبل
المعالجة فيما كانت فاطمة تقدم له العون و المشورة لكنها
دائما كان تنظر اليه كونه الأكثر شبها بوالده الشهيد
كان حالمة ربما ، لكن ظروف حياته وسماته الشخصية جعلته
سابقة لزمانه ولعمره ، فلا تمر أمامه معلومة الا ويسال عنها
وعن تفاصيلها، والأهم من ذلك كيفية تطويرها وتطويعها
خدمة لما يؤمن به سبيلا
هو الفذ الجمیل صاحب الخدمات الصامتة
عائلته الصغرى، اكتشفت بعد رحيله بعضا من أعمال كان
يقوم بها بصمت، دون أن يعلم بها أحد، وبما يستطيع اليه
واضعة هدفه أمام ناظريه ، عمل على إنجازه قبل أن يسبقه
اليه أخرون حيث استفاد من خبرة من هم أعلم منه. لم يتعب
الشهيد جهاد من المعرفة بل كان ينهل منها كالعطشان
المشتهي قطرة ماء.
عندما كان جهاد في سن الحادية عشر سافر الى سوريا عبر
شبكة المنار من اجل تعلم بعض المهارات التقنية
لقد ذهب الى دمشق مع اشخاص أكبر منه بكثير
عندما كان مدرب الفصل يشرح عن كيفية استخدام البرامج
المتقدمة
أخبره جهاد فجأة ان معلوماتك في هذا المجال خاطئة لان
استخدام البرنامج من الممكن أن يستخدم بطريقة اخرى اسهل
بعد ذلك سأله مدرب الفصل :

من أين لك هذه المعلومات؟!
فأجاب جهاد:
"كان لوالدي عدة كتب في هذا المجال
أستطعت أن أتعلمها بقراءتها ثم تردديها وممارستها" .
قبل استشهاده ، كان الحاج عماد يبدي اهتماما كبيرا في جهاد.
أرسله إلى صفوف التدريب العسكري وعلمه مهارات
مختلفة. إضافة إلى ذلك ، بذل الحاج عماد الكثير من الجهود
لتقوية جهاد في تدريس العلوم المختلفة. لقد تعلم واستوعب
العلوم المختلفة بسرعة كبيرة.
حتى عندما كان جهاد غير قادر على دراسة بعض العلوم في
الجامعة لأسباب مثل العمر ، كان يقرأ كتبا في مجال اهتمامه.

قال أحد أساتذة الفلسفة والتصوف
إن تقدم جهاد في مختلف المجالات غير منطقي وسرعة تقدمه
تفوق الخيال ♥.

والنجم إذا هوىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن