||ملاك||

82 14 34
                                    

" ايها الفتى ... ايها الفتى !!!!"

هذه الكلمات هي الشيء الوحيد الذي تمكن ذلك النائم من سماعه وسط الظلام الحالك كنقاط سوداء نكتت بقلبه !

و اخير استسلم لذلك الصوت الغريب فبدأ بالمجاهدة لفتح عينيه ..

و ما ان فعل استقبله ذلك الوجه غريب الملامح !

قطب حاجبيه باستغراب....
في محاولة لمنع الضوء من اذية نظره..

و هو بالكاد يرى ذلك السائق الذي كان في محاولة لايقاظ مارك و الذي من الواضح انه نام على المقعد بعد ان نال منه التعب و الارهاق جراء تفكيره العميق جدا !!

و بعد ان استدرك الوضع استقام في جلسته ....

و اول ما خطر بباله !!

مسدسه !

ذلك السلاح الذي جعله يبدو كالقتلة !
رغم انه منهم بالفعل !

و بحركة خفية و ضع يده تحت سترته قبل ان يطمئن قلبه حين تحسس معدنه البارد!!

وقف بقدمين مرتجلتين بينما يستمع الى ما يقوله ذلك السائق

" الن تنزل ... انها آخر محطة !"

نظر اليه الفتى بعينان خاليتان من اي معنى ..... قبل ان يفهم ما يتفوه به لينتشل تلك الدولارات القليلة و يقدمها لذلك السائق كاجرة !

ثم ليهم بالنزول بخطا مترنحة !!

هو لم يكن يهتم لاي محطة هو فيها الآن ...

لانه حين قرر ان يترك كل شيء خلفه .... كان عليه ان يكون كفؤا لما سيواجهه بعد ذلك !

للمجهول الذي سيكون في مواجهته ..

نظر حوله ليتقع عيناه على ذلك المكان الذي يراه لاول مرة ...

انها اول مرة فيها يخرج الى مكان بعيد كل هذا البعد عن ما كان يسميه بالبيت دون اي حراسة !

و على ذكر هذا ..... صار يفكر بحارسه الشخصي

اليكس !

انه ذلك الشاب الذي كان يمضى معه معظم وقته ...

فهو بحق يعده صديقه اكثر مما يعده حارسا شخصيا !

ترى مالذي يقوم به الآن !؟

هل يعقل انه يضيع وقته بالبحث عنه ؟

دماء على أحرف خرساء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن