الفصل العشرون

1.9K 272 444
                                    

استقبلت السيدة "جرايس" "مونيكا بارينغ" في صالون الضيافة بترحيبٍ حافلٍ وهي تعلن عن سعادتها بزيارتها لمنزلهم.

خلعت "مونيكا" قبعتها المزينة بشرائطٍ من الدانتيل الأزرق؛ الذي زيَّن طرف كميها الطويلين. بينما أبقت في كفِّها باقة الأزهار الرائعة التي أحضرتها من أجل "ميليسا".

لسوء حظ "مونيكا" أن "مارك" في المنزل، وقد قرر رؤيتها.

- الآنسة "مونيكا بارينغ" في منزلنا.

امتعضت ملامحُ "مونيكا" الناعمة وشدَّت قبضتيها حول الباقة وقد أثارت رؤيته غضبها ونفورها.

على حين ارتسمت ابتسامةٌ واسعةٌ على شفتي السيدة "جرايس" وهي تراقبُ اقترابَ ابنها نحوهما.

- ظننتُ أنك غادرت؟!!

- في الحقيقة كنتُ على وشكِ ذلك، لكن عندما علمتُ بوجود زوَّار قررت إلقاء التحية.

أمالت "مونيكا" طرف شفتيها المكتظتين بضيقٍ، وتعمَّدت عدم الاهتمام به بالنظرِ نحوه بينما ارتسمت ابتسامةٌ واسعةٌ على شفتيه ونظراته تعكس رضاه التام بامتعاضها من وجوده.

طلبت "جرايس" من الخادمة مناداة "ميليسا". على حين تعمَّد "مارك" الوقوف على بعدِ خطوتين من زائرتهم فتنبهت لذلك المشبك الذي زيَّن بدلته. رفعت "مونيكا" عينيها الحانقتين إلى وجهه لتقابلها ابتسامته المقيتة. حدَّثت نفسها وهي ترى ذلك التشفي الساخر في عينيه أنَّ من الواضح أن "جايسون" لم يكتفِ فقط بمنحه هديتها، بل –بالتأكيد- أنَّه يعلم أنَّ هذا المشبك منها هي.

جاهدت كي لا تسمح بدموعِ القهرِ بالتسللِ إلى عينيها بينما كفُّها الناعم لا تزال تقبض حول الأزهارِ؛ مقاومةً رغبتها الشديدة في إلقائها في وجهه الباسم.

- فلتبقَ وينضم إلينا اللورد "جايسون" أيضاً.

نظرت "مونيكا" نحو "جرايس" بتوترٍ وقد استهجنت فكرتها بشدة. إلا أن هذه الأخيرة لم تتنبه لردة فعل ضيفتها وهي توجِّه اهتمامها نحو ابنها الذي رد ببساطة:

- لا، أفضل البقاء في الخارجِ؛ في أبعدِ مكانٍ ممكن. واعتقد أن "جايسون" يشاركني الرأي.

لم تعي "جرايس" جملة ابنها جيداً، ولم تهتم. على حين وعت "مونيكا" تماماً الرسالة المبطنة لكلماته.

******************

قصد "جاري" حجرة مكتب "هوارد" فاستوقفته "مسالا" والقلق يلوحُ على ملامحها.

- وصلت رسالةٌ ل"دورندا"، فقد لمحتُ ظرفاً في كفِّها وهي تسرعُ إلى الأعلى.

بدا الانزعاج على قسماته على حين أردفت "مسالا" بخوف:

- ستكتشف أن هناك رسالةٌ لم تصلها. إن علمت أنني استلمت الرسالة السابقة وأعطيتك إياها ستغضبُ كثيراً.

جلوسترشير..   مكتملةWhere stories live. Discover now