Forest ?

32 2 0
                                    

إن الواقع الذى نعيش فيه يخلف اختلافاً تاماً عن الحياة الخياليه التى تكتب فى الحكايات ، قصص الأطفال التى دائماً يظهر بها أميرٌ على جواد أسود لينقذ الأميرة من الساحرة الشريره ، ليعيشوا فى النهاية حياة سعيدة لا ينتصر بها سوى الخير ولا وجود للحزن بها  .... ما هى إلا خيالٌ لعالمٍ وردى لم و لن يحدث يوماً ، الحياة ليست بهذا الجمال ولا هذه العظمة أيضاً ، البعض ينسى حقيقة أن الحياة زائله و أن العالم سيمر و سيصبح هو تحت الأنقاض يوماً ؛ أو يتناسى !
لقد أدركت أن الاشرار ليسوا دائما كما يصورون لنا فى القصص المصورة و الروايات الخياليه ، أليس من الممكن أن الحياة فقط دفعتهم إلى  أن يكونوا بذلك السوء ؟ البشر ينظرون لبعضهم كأن البعض ملائكه و الباقى من الشياطين ولا يستطيعوا أن يدركوا أننا جميعاً سيئون ، فقط بعضنا قد دفعته الحياة لإظهار سوئه و البعض الاخر قد حالفه الحظ .
لم أتخيل يوماً أننى سأصبح من النصف الاخر أقتل و أتلذذ فقط بعذاب الآخرين ، ثم أحلم بكوابيس لا نهاية لها ، لكنى قد أدركت أن الحياة لن تعطى أحد كل شىء ، لن تحزن ولن تبكى على أحد ، إن لم تصنع شخصاً يبكى عليك عندما تصبح يوماً ما بعيداً عن هذا العالم فأنت لم تصنع أى شىءٍ ، أعتقد أن الحياة سلبتنى الكثير منذ أن اتيت إليها ؛ الكثير ، لم أتخيل و لو للحظة أن هذا الجسد الذى لا يوجد به أى روح الجسد المغطى بدماء الآخرين سيكن لى أنا !
لا استطيع أن أزيل بقايا دماء الآخرين من على يدى اريد الشعور بالندم ، أريد حقاً الشعور بذلك و لكن ما يرعبنى أننى مؤمنة بأنهم إستحقوا أكثر من ذلك بكثير ، بل حقيقة أننى قد قتلتهم كانت رحمةً لهم ، لا احد يرى منظر الدماء على يدى ، و لكنى أراهم بوضوح ، بوضوح مرعب ، أتذكر صرخاتهم و توسلهم بأن أتركهم على قيد الحياة كأن ذلك كان فقط فى  الأمس .
اريد البكاء بشدة ولكن لا أعلم كيف أعتقد أننى أصبحت جسداً بلا روح لأننى لم أذرف دمعةً واحدة فى الوقت الذى كان علىَّ أن أصرخ و أبكى بشدة ، الشعور بالفراغ مؤلمٌ ، مولمٌ بشدة ، لا أعلم حتى ما بى لما أنا هكذا ؟ ، لما أتألم لا أعلم ، و هذا أكثر ما يؤلمني .
ألا يمكن أن أستيقظ و اكتشف فقط أن ما حدث كله كان إحدى كوابيسى التى تراودنى منذ أكثر من عشر سنوات ؟ أن امى و ابى لا زالوا إلى جانبى و أننى لست وحيده ، أريد فقط أن أستيقظ على صوت أمى الحنون و هى تنادينى إلى الفطور ، أريد أن أشعر بأن أبى هو المنقذ و الحامى الذى لن يستطع أى أحد يؤذينى ما دام بجانبى ؟ ، لن أتذمر مره اخرى من  أستيقاظى باكراً أقسم ، لن أُغضب أبى مرة أخرى و لكن ليكن فقط ذلك كابوساً و ليخبرنى أحد أن كل شىءٍ سيكن على ما يرام ، أننى سأكبر ممسكه بدميتى و أننى ، و أننى لم أصبح سيئه ، ليت هذا اليوم لم يحدث و ليتنى بقيت تلك الطفلة التى كانت غرفتها و عائلتها بالنسبة لها هم العالم أجمع ، لقد أدركت أن الحياة لن تعطيك كل شىء و لكن حقاً بإمكانها أن تاخد منك كل شىء .
صوت أريانوس تخلل إلى مسامعى ، هل شردت مجدداً ؟
صوت صراخ إمرأه ، لا بل إنه أريانوس ، لقد بدأ بالصراخ مجدداً كإمرأة فى شهرها التاسع و على وشك الولاده ، ذكرونى لما قد أحضرته معى ؟
أرأيتيه ، لقد قفز من فوق رأس مباشرة كاد يقتلنى ، أردف أريانوس بسرعة شديده .
نظرت لهذا الواقف أمامنا مباشرة ينظر لنا بتهديد ، شعره أسود يضاهى سواد الليل و لكن لم يجذب انتباهى سوى عينيه الخضراء ، أعتقد أننى إذا ظللت أنظر إلى عينيه طوال اليوم لن أمل و لو للحظة واحده ، بدأ يتعرق بشدة كأنه كان يجرى لعدة كيلومترات !
نظر لنا و هو يردف للمرة التى لا أتذكر كم هى " من أنتم و كيف استطعتم الوصول إلى هنا " .
كدت أرد على هذا القابع أمامنا ، قبل أن يقاطعنى شخصٌ ما ، اللعنه إنه أريانوس من جديد يردف بمرح تختلف عن نظرة عينيه الفارغه التى وجهها للواقف أمامه " لقد جئنا بالسيارة من هذا الطريق " ، أردف و هو يؤشر على الطريق الذى جئنا منه مسبقاً ، كم أود الآن أن اختبر مقدار قوة ذراعى على وجهه الوسيم هذا .
نظرت له بتحذير لأنظر إلى فرانسيسكو كى يتولى هو هذه المهمة و لننتهى من هذا الأمر .
نظر فرانسيسكو للواقف أمامهم و الذى لازال ينظر لهم بكره شديد ليس له مبرر ، ليردف بهدوء " سيد فوريست ، أقدم لك السيدة آيڤا ، و هذا هو أريان.... لم يكد يكمل كلامه حتى التف المدعو بفوريست مغادراً بعدما نظر لى نظرة غريبة ، و هو يردف بملل " انسى الأمر ، لا أريد أن أعرف ، غادروا من هنا ، لا أريد أن أرى أحد "
مع كل خطوة كان يخطوها كنت أشعر بالغضب الشديد ، توجهت نحوه بسرعة شديده و أنا إمسك بذراعه و أجعله يلتف نحوى و أردف بشدة  " أنظر إلى يا هذا ، أنا لست هنا لألعب معك ، أنا لم أتى من لندن إلى روسيا لتخبرنى أنك لا تريد أن تتحدث معنا واللعنه ، أنا لم آت إلى هنا من رغبتى بذلك ، بل أنا محبرة أن أتى إلى هنا كما أنت مجبر بأن تسمعنى " .
نظر لها و هو يرفع إحدى حاجبيه بدهشة ، رسم على شفتيه ضحكة سخريه و هو يردف " لنكمل حديثنا فى الداخل ، لا أعتقد أنكم تريدون أن تصبحوا طعاماً للذئاب أو الدببه "
و بالطبع كان أريانوس هو أول الواصلين الى باب المنزل الخشبى ، يبدو دافئاً للغاية مع مدفئة قد نقش عليها بعض الحروف بلغة أشعر أننى رأيتها من قبل ، أعتقد أنها من الممكن أن تكون اللغة اليونانية القديمة ، جلست على الأريكة و شعور غريب بالنعاس قد راودنى فجأه ، أنا لا أشعر بالنعاس إلا عندما أشعر بالراحة الشديده و أعتقد أن هذا المنزل قد بعث لى شعوراً بالاطمئنان ، أعتقد أننى رأيت بيتاً مثله من قبل ، و قد قطع تفكيرى صوت فوريست و هو يقول " لم أعرفكم بنفسى بشكل لائق أدعى فوريست و أنا صاحب هذا المنزل ، أرجو منكم أن تخبرونى لما أتيتم هنا و إلا سأكون آسفاً بأن عليكم البقاء خارجاً ، كدت أبادر بالرد عليه حتى قاطعنى فرانسيسكو و هو يمد للقابع أمامنا يده برسالة صغيرة سوداء اللون و هو يقول " لقد حان الوقت لأن ترد لنا دينك "
عقدت حاجبى بتعجب و أنا أستمع إلى هذا الحديث و ما زاد من دهشتى أن ذلك القابع أمامنا قد ظهر على وجهة علامات الجمود التام و هو يومئ برأسه بخفةٍ و يردف بخواء " أعتذر ، لم أتمكن من التعرف عليك " .
ليومئ فرانسيسكو برأسه بخفة ، و أنظر أنا و أريانوس ببعضنا بتعجب ، ولا يبادر ذهنى سوى شيئاً واحداً فقط " أقاموا بتجاهلى الآن ؟ "
_________________________________
أسفه جداً على التأخير بس كنت فى فترة ضغط و امتحانات و تعب أعصاب ، فمكنتش قادرة أرتب افكارى ، و بما إنى خدت أجازه مواعيد النشر هتبقى بنظام ، هحاول إن شاء الله أنزل بارت كل يوم جمعه ، و احتمال احاول انزل فى نص الاسبوع ده بارت علشان البارت ده صغير ، تقريباً أصغر واحد كتبته ، بس علشان أفاكرى بحاول أجمعها من تانى .
دمتم سالمين 💗 .
Enma .
Malak walid sheeh 🧡 .

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Dec 30, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

the secret mission حيث تعيش القصص. اكتشف الآن