مقدمة

1 0 0
                                    

ما هذا؟! رواية جديدة ⁦⊙.☉⁩ ؟! غريب . . .
سيسعدني كثيرًا أن أسمع آراءكم في التعليقات. أيضًا، يسعدني أن اهدي هذه الرواية إلى صديقتي user32612374،   تلبية لطلبها 💕

في ليالي ديسمبر الباردة، حيث غطت الغيوم قبة السماء، تسلل صقيع الشتاء إلى الأزقة والأروقة، مغطٍ كل المساحات المفتوحة أمامه. لم يترك أي زنزانة إلا وقد جمد قضبانها وثلّج ما يقع وراءها من كائنات وجماد. كان الكل يرتجف من البرد وعدم توفر سبل للدفئ، أو قهرًا من الحال البائسة التي وصلوا إليها في حين لم يرتكبوا ذنبًا سوى أنهم وضعوا أرجلهم فوق الأرض التي سيطروا عليها.

كلهم إلا تلك الزّنزانة التي احتضنت تلك الفتاة التي ترتجف، ليس بردًا، بل رعبا. خوف ورعب وفزع من الآتي إليها. لم تسلم الصغيرة منه أبدًا فو مصرّ على أن يفقدها صوابها ويجعلها تتقلّب على الأرض ألمًا وهو يبتسم ويفرح. فلطالما استمتع بألمها؛ كلما زاد ألمها، زادت متعتها. أحاطتها ذراعيها الصغيرتين عسا أن يخفف هذا من ذعرها هذا لكن لم ينفع. أنفاسها كانت تتسارع مع كل ثانية تدق وبدأت الدموع الباردة تسرح إلى أسفل خدّيها مما جعل الغبار في الهواء يلتسق ببياض وجهها.

صدا صوت صرير فتح الباب، ولحظة وصوله إلى مسامعها فزعت من مكانها. اتّسعت بقلتا عينيها وبدأ سيلان الدموع الباردة بالإنهيار وأنفاسها تشتدُّ وتعلو صوتًا. بدأ صوت دقات قلبها يعلو وكأن مطرقة تضرب على صدرها. أحسّت بِأنّ اليوم ستحِلُّ نهايتها؛ الشعور نفسه كل يوم. حاولت التّحرّك إلى الوراء ولكن الحائط ما منعها. 

دخل رجل بخطوات متّزنة وببسمة مُستفِزّة قد اتّسعت فور رؤيته للفتاة بالدّاخل. بالنسبة لها، هو وحش قبيح تحت جلد الخروف هذا. لقد ذاقت طعم الألم والمعاناة بشتّى أنواعهما بسبب هذا الرجل.

"أتعلمين؟ كل يومٍ أنتظر أن أراكي بفارغِ الصّبر حتى نلهوَ معًا! لقد ضجرت اليوم وأنا أنظر إلى عقارب الساعة وهي تتحرّك وكنت سأترجّاها حتى تجري وتقف عند وقتنا، " قال بنبرة سعيدةِ ملأها الخطر. خرج من فمها صوت نشيج  مِمّا قاله وأحسّت بأنّ قلبه لن يتحمّل هذا وينفجر.

"ابتعد عني، " قالتها بصوت مبحوح وعيناها تلمعان من الانكسار وتتشقّقان من الخوف. رغم أنها تعلم أنّ ما قالته دون فائدة وأنّه آتٍ آتٍ، إلا أنّ قلبها الأحمق يظنّ أنّه سيستمع إليها يومًا أو يشفِق عليها فيتركها ليلةً بسلام.

ولكن هيهات . . .

"*بفت* ماذا؟ لا لا، لا يمكن. أأنا من يترك المرح ويذهب؟ ثم لا يمكنني تركك وحدك هكذا فأنت مصدر المرح والمتعة! " تقدّم منها فرقص قلبها وكاد صدرها يُدَمّر وأحسّت أن نفسها قد توقّف. بِيَده وبخفّة رفع رأسها واقترب من أذنها ليهمس، "أليس من الأنانيّة أن تحتفظِ بكل هذا لوحدكِ يا عزيزتي؟ "

أمنية الإنتقامDonde viven las historias. Descúbrelo ahora