「CH.1」

2.4K 149 228
                                    

◈ قبل إبحارِك بين فصول روايتي، هل لي أن اطلب منك ايها القارِىء أن لا تنسى التفاعل بين الأسطر و أن تنِيرها بلمسِك للنجمة؟

تنويه: تحتوي الرواية على أفكار و مشاهِد جريئة قد لا تناسِب الجميع.

مُلاحظَة: تدوَر أحدَاث القِصَة فِي مُنتصف تِسعينيَات القَرن المَاضِي

+ قِراءة مُمتِعة +

━────── •●• ──────━

الحياةُ تُشِبهُ نُزهةً قصيرة ... تكونُ سائِراً و الشمسُ مُشرِقةٌ على سمائِك بينما الارضُ شائِكةٌ تتحينُ اختراق أقدامِك

إلا أنهُ في هذِه البقعةِ مِن العالم حيثُ المكان أشبه
ببريةٍ لا تخضع للقوانين، تكابلت الأحزان على القلوب الضعيفة و جارت الأشواك بالإلتِفاف عليها حتى لم يعد يظهر لها مِن سماءِ النهار ضوء

لكِنّ الوقت لم يكن نهاراً! ، لا ... بل كان ليلاً تجلى فيِه القمر بأبهى حللِه جاذِباً وحوش الشهواتِ الوضيعة مِن بين براثنِ المستنقعات نحو ملهىً ليليٍ قد إشتهر بخدماتِه و ما يقدِمه مِن ملذات

كان صوت الموسيقى يصدح عالياً، يكاد يخترِق الأذان بأغنيةٍ مثيرةٍ حملت بين طياتِها الكثير مِن المعانِي البذيئة

و مِن خلفِ سِتارٍ خفيف ظهرت فاتِنةٌ برِداءٍ أسودٍ ضيقِ، يُظهِر مِن جسدِها أكثر مِن ما يستر

تحولت جميع الأعينِ إليها حين تقدمت مِن عمود الرقص، و بينما هي تمشي تمنت أنّ تموت على القيامِ بما كانت موشِكةً عليه، إلا أنها تراجعت عن ذلِك سريعاً إذ أن الموت وسط كومةِ القذارةِ هذِه هو آخر ما كانت ترغب بِه

راحت تواكِب إيقاع الأغنية مُميلةً جسدها بحركاتٍ بطيئةٍ مثيرة و بين حينٍ و آخر تُسقِط مِن جسدِها قِطعةُ ملابِس تارِكةً المحيطين بِها يشتعِلون رغبةً و هذا ما كان مطلوباً، إذ أنه لن يكون بيدِهم حينها سِوى اللجوء إلى خدماتِ الدعارةِ التي يقدِمها الملهى

كان الشيء الوحيد الذي جعل مِنها مُرتاحةً فِي تِلك اللحَظةِ الصعبَة هو أنهَا لم تَكّن مُجبرَةً عَلى تقديم أي خدماتٍ جنسيةٍ و قد إستطاعت بفضلِ ذلِك -حتى الآن- المحافظة على بكارتِها سليمة

و مِن مكانِها حيث تقِف رأت رجُلٌ ما يجلِس على طاوِلةٍ بعيدةٍ بمفردِه، يدخِن و يحتسي نبيذاً بينما ينظر لها بهدوء

كانت عيناهُ تحترِقان رغبةً إلا أنهُ لم يبدو كحيوانٍ هائِج كحالِ من حولِه و واصل التدخين بإفراطٍ في تلك البقعةِ المظلِمةِ الحالِكة كحالِ ملابِسه و شعرِه الطويل

مينوس: نهج الرذائلTempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang