「CH. 19」

691 52 177
                                    

• ☣ •

لم تَكُن للكَلِمَاتِ قوَةٌ يَومَاً دوَنّ فِعلٍ يُصَاحِبُهَا، بَل كَانت الخَدِيعَةُ تَلتَفُ معهَا دومَاً تُنَافِسُهَا

وَ لا إمرِءٍ كَصَاحِبُ الخصلاتِ الدَاكِنَةِ كَانّ يُدرِكّ أن لا إعتِبَارّ للحَدِيثِ دوَنّ تَنفِيَذ، لِذَا فقَدّ عقَدّ العزَمّ للسَعيّ فِي جَعل مَا تفوَهّ بِه حَقِيقَةّ

وَ مَع ذَلِكّ فقَدّ كَانّ يَقِفُ مَبهوتَاً وَ قَدّ إستوعَبّ مَا أنسَلّ مِن ثَغرِه ... لم يَكُن يَعلَمُ مكَانَةّ الفتَاةِ التِي تَقِفّ بَاكِيَةً أمَامَهُ فِي نَفسِهِ حتَى صرَحّ دوَنّ وَعِيٍ عَن إستِعدَادَهِ التَامّ لِفقدَان روحِهِ مُقَابِلّ أن تَعِيشّ هِي حَيَاةً سَعِيدَةً كَرِيمَةً ترضَاهَا وَ لا ترَى بِهَا ألمَاً

بِهدوَءٍ فتَحّ ذِرَاعَيهِ بغيَةّ أن يَلتَقِفهَا فِي أحضَانِهِ وَ يوقِفّ فيضَانّ دموعِهَا، لَكِنهَا إنتفضَتّ سَرِيعَاً عَائِدَةً إلى الخَلفِ خطوَةّ

كَانّ يَعلَمُ أن تَصرفهَا أتَى نَتِيجَةً لِعنفِه معهَا قَبلّ دَقائِقٍ مضَت، لَكِنّ ذَلِكّ آلمَهُ أكثَرّ مِمَا توقَعّ وَ جعَلّ مِن قَلبِهِ يَنكَمِشّ وجعَاً

"لن أؤذِيكِ، أعدكِ"
همَسّ بِصَوتٍ مَكسوَرٍ حَاوَلّ أن يَطمسّ فِيهِ الضعَفّ دوَنّ جَدوَى

رفعَت لوينا عَينَاهَا إليه وَ قَدّ شَدّتهَا نبرَهُ الحزن غَيرِ المُتوَقعَةّ فِي صَوتِه، وَ ظَنَتّ أنّ ذَلِكّ أتَى نَتِيجَةً لِصَدِهَا له، غَيرّ عَالِمَةٍ أنّ ذَلِكّ الحزنّ قَدّ شمَلّ أيضَاً عجزَهُ عَن إخرَاجِهَا وَ مشَاعِرَهُ المُهتَاجَةّ إزَائِهَا

كَانّ لا يزَالُ يَمِدّ ذِرَاعَيهِ فِي الهوَاءّ وَ بِبُطءٍ إقتربَتّ مِنهُ وَ إندسَتّ بَينّ أحضَانِه

لفّ يَديهِ حَولهَا مُتَنفِسَاً بِعمقٍ وَ قَدّ قَلّ وجَع خَافِقهِ بِسُرعَةٍ وَ إنتَابَهُ شعورٌ بِالراحَةِ وَ خدَرٌ مِن رَائِحَتِهَا اللطِيفَةّ

"تَبدِينّ جَمِيلَةً جِدَاً"
همَسّ بِجَانِبّ أذنِهَا وَ فصَلّ عِنَاقَهُمَا لِيَنظُرّ لهَا نظرَةً زَادَتهَا خجَلاً ضِعفَاً عمَا شعَرتّ بِه حِينّ إمتَدحهَا بِشَكلٍ مُفَاجِئ

"شكرَاً لك"
قالت وَ هِي تُزِيح ذِرَاعَيهَا عَن كَتِفَيهِ وَ رَاحَتّ تُعَدِل مِن ربطَةِ عنقِهِ التِي كَانت قدّ بدَأت بِالإنحِلال، وَ كَانّ فِي ذَلِكّ طَرِيقَةٌ عمدَتهَا لِتحَاشِي نظرَاتِهِ دفعَت بـ يوسانغ للإبتِسَامِ مِن مَعرِفَتِهِ بِهَا

"إذَاً"
نبَسّت بِصَوتٍ خَفِيضّ دوَنّ أن تَنظُرّ لَهُ
"مَالذِي سَيحدث الآن؟"

مينوس: نهج الرذائلWhere stories live. Discover now