「CH. 23」

578 68 240
                                    

• ☣ •

كَانّ الجَوّ صَحوَاً، الشَمَسّ تَختَبِئّ جزئِيَاً خَلفّ كُتَلٍ مِنّ الغمَامّ، وَ الهوَاءّ يَهِبُ بَارِدَاً مِن بَقَايَا ثلوَجّ الشِتاءّ فِي يَومٍ رَبِيعٍ هَادِئ

كَانت نَافِذَةُ المَطبَخّ مَفتوحَةّ، وَ كَانّ طِفلٌ صَغِيرٌ يَجلِس إليهَا مُرَاقِبَاً فرَاشَةً زرقَاءّ كَانت تَنتَقِل بيَنّ رَحِيق الأزهَار

حَاولّ الطِفل الذِي بدَى أنَهُ تخطَى سنتَهُ الأولى بِعدَةِ أشهُر أن يُمسِكّ بِكَفِهِ المُمتَلِئّ الفرَاشَةّ الطَائِرَةّ، لَكِنهَا كَانت سَرِيعَةّ فَرَاحّ يَبكِي لِفَشلهِ فِي ذَلِك

إمتدَت ذِرَاعَان نَحوّه، وَ رفعَتهُ لوينا إليهَا بِحنوّ تُحَاوِلّ إسكَاتَهُ فِي الوَقتِ الذِي كَانت فِيهِ تِقَلِبُ بِملعقَةٍ خشَبِيَةٍ حسَاءّ الخضَارِ فِي الفرن

"ماما"
نادها الطفل بِصعوبَةٍ مُحَاوِلاً جَذبّ بَصرِهَا إلى الفرَاشَةِ التِي أصبَحتّ ضيفَاً فِي مَطبَخِهمَا

تنَاهَى إلى أذنِهَا صَوتّ مفَاتِيحّ سبَقت صَوت البَابِ وَ هوّ يُفتَحّ

"أنا هنَا"
قَال بِهدوَءٍ بِصَوتِه الغَلِيظّ وَ نظَرت لوينا إلى بَابّ المَطبَخّ بِترَقُبٍ قَبلّ أن يَدخُلّ مِن خِلالِهِ وَ هوّ ينزَعّ سُترَته

"مَرحبَاً"
نبَسّت بِإبتِسَامَةٍ فَإقترَبّ مِنهَا يوسانغ مُقَبِلاً شَفتَيهَا

"ماما"
حَاولّ الطِفل فِي حضنِهَا أن يُشِيرّ إلى الفرَاشَةِ الطَائِرَةِ مِن جَدِيد، لَكِنهَا كَانت مَشغولَةً بِتَقبِيل يوسانغ

تَأوَهت وَ هِي تَفصِل القِبلَةّ بِسبَبِ طِفلِهَا الذِي شَدّ شَعرهَا بِقوَةّ، وَ قهقهّ الوَاقِف قِبَالتهَا

"أتسَائَل لِمَا لم أقُصّ شَعرِيّ حتَى الآن؟"
تَمتمَت بإستِيَاء فنَظرّ يوسانغ إلى
الطِفل وَ حَادثَهُ كَأنَهُ يُخَاطِبُ شخصَاً بَالِغَاً
"لا تَجرؤنّ عَلى لمَسِهَا مِن جَدِيد، أنهَا زوجَتِي قَبلّ أن تكوَنّ أمَكّ، هَل فَهِمَت؟"

ترَقبّ كِلاهُمَا رَدّ فِعل الفتَى، وَ ضحكَا حِين صفَقّ بِيدَيه نَاظِرَاً إلى يوسانغ
"بابا"

-

فتَحت لوينا عَينيهَا بِبُطَءّ، وَ مَررت بَصرهَا حَولهَا ... كَانت لا تزَال فِي المَلهَى، عَارِيَةً بَينّ يدَيّ يوسانغ بعَدّ أن ضَاجعهَا

زَوج ... طفل ... بيتٌ صَغِيرٌ هَادِئ
كَان كُل ذَلِكّ حلمَاً، كَانت لا تزَال رَاقِصَةّ تعَرِي وَ كَانّ يوسانغ لا يزَالّ رَجُلّ عِصَابَةّ

مينوس: نهج الرذائلWhere stories live. Discover now