ريم

42 2 0
                                    

ريم ، استيقظي، هيا ، هيا استيقظي » صاح الشاب و هو يحرك في ذاك الجسم الصغير الذي لم يكمل  بعد عامه الثامن في هذه الحياة القاسية «ألم تستيقظ بعد؟» استفسرت الأم عن حال طفلتها « حتى لو كانت دبا في فصل الشتاء لاستيقظت من سباتها »
- «دعها تنام وقتا إضافيا، ما زال الوقت مبكرا »
- «لكن يا أمي ، ستتأخر هكذا عن دراستها » لم يسمع جوابا ، زحف لركن الغرفة ، و صار يلاحظ ملامح أخته الصغيرة ، وجهها أصبح مصفرا باهتا، جسمها ليس سوى جلد مهترئ على عظام رقيقة تكسر بأبسط الضربات ، تلبس ثوبا رقيقا مزق بالأوقات العصيبة التي مرت عليها ، رغم مرور الليل إلا أن عيناها لازالت متورمتين بعد بكاء دام نصف الليل فهي تكره أصوات الصواريخ ، تخاف أن تفقد شخصا آخر بعد فقدان أخيها البكر الذي كان يعاملها كأميرة شديدة الدلال ، رمقها بحزن يلوم نفسه على ضعفه يرى زهرته المفضلة تذبل و تفقد رونقها ، فتسقط أوراقها على أرض لوثت حديثا بسماد مسموم ، حمل جسمه و خرج من الغرفة يحس بالدوار ، ترنح بجسده ، رمق بعينيه البنيتين أمه تفتح  باب المنزل  لأحد الجيران ، يظهر على محياها الحزن . أكمل مسيره إلى المطبخ ، ينتظر سماع الجديد ، و يا ليته لم يسمع .........
••••••••••
يمشي في الطرقات حافي القدمين يحمل دلوا أخضر اللون
«يا أحمد» سمع صوتا ينادي بإسمه رفع بصره و ارتسمت على وجهه ابتسامة شبه ظاهرة
•••••••••أحمد••••••••••
سمعتُ صوتا يناديني ، رأيتُ عينيه السوداوتين تُطِل و ترافقه تلك الإبتسامة ، لا تغرك الابتسامة فهي تخفي ألما بالأطنان . لوح لي للاقتراب الظاهر أنه حجز لي مكانا في الطابور حيث يأتي هنا مئات الفلسطينيين لسقي المياه . كان الصف يتحرك ببطىء مخزون المياه قليل و كذلك تدفقه ، لكن لا يوجد خيار سوى الإنتظار ، تحدثنا أنا و صديقي أنور عن أمور مختلفة ، مرت ثلاث ساعات على هذه الحال ، نظرتُ للماء كان عذبا باردا، غسلت وجهي به، و بدأت أشرب منه كالجمل العطشان ،أملأ معدتي بلا مكابح ،ثم ملئت القدر ، ستفرح أمي و ريم بهذه المفاجئة !
••••
#فلسطين

ألم و أملWhere stories live. Discover now