زوجة المختار / 23

5.3K 393 58
                                    


'🔥(عداء وتحدي )🔥'

~~~~~~~~~~~~~~~~~~

كان يحسب الوقت في ذهنه ! لم يزح نظراته الثاقبة من عليها اما هي فلم تبالي بشيء لاهية تماما وهي في وسط والديها ! يدها اليمنى في يد امها والاخرى في يد ابوها اللذي لم يتوانى عن تقبيل رأسها كنوع من الاعتذار .. لم يخف عليها الندم الجلي كان ابوها نادما بشدة ويحمل الكثير من الاسف في داخله
اما غاضب كان يحاول التغاضي فمشاعر الغيرة اللتي تتضخم بداخله ليست وقتها الآن ! وإساف من حقها ان تكون بينهم حتى ينتهي الحفل على الاقل وبعدها سيقرر ما اللذي يتوجب فعله
اقتربت إساف من امها هامسة ' امي اريد ان اعرفك على خالتي ، ام المختار
نظرت الى ابنتها بامتعاض ماكان هدفها من المجيء هو زواج ابنتهم ولا السلام عليهم ! وحتى الآن لم تعطي قرار المختار تلك الاهمية ليست جادة بالنسبة الى موافقتها بالمكوث هنا جل مافكرت به هو ابنتها وعودتها للديار معهم وكم كان حلمها صعب التحقيق !!!
مع كل هذه الضوضاء تقدمت ام المختار ! كانت امرأة وقورة سمحة الوجه وبشوشه ، اي شخص سيأخذ عنها انطباع جيد من الوهلة الاولى .... نظرت اليها مريم بتفاجئ لتقدمها ومبادرتها بالسلام اولا !
سلمت عليها بترحيب حار فبادلتها الاخرى ايضا باحترام
ولتفاجئها كانت باردة قليلا
ابتسمت إساف بسرور وهي تقدم خالتها ' امي هذه خالتي لقد دللتني طوال هذه المدة
لم تعرف كيف تعبر عن شعورها وهي ترى الاريحية اللتي تتحدث بها ابنتها مع هذه العائله .. هل هي حقا سعيدة بينهم !! بدأت تتعجب اكثر وهي ترى اخوات المختار يرحبون بحرارة بها ويثنون على ابنتها
كانت المفاجئة كبيرة عليها ، لكنها احست براحة فضيعه
وبدأت في الاسترسال معهم والانسجام كانوا طيبين بحق ومتواضعين بشدة ... بقيوا هكذا حتى انتهى الحفل وراحت ليلى مع زوجها


****************************

(( بعد مرور وقت))
لكن القرار الاكثر جدية بقي عالقا في عقل مريم ، هي لن تتنازل خصوصا انها احست انه المختار يفرض هذه العيشة على ابنتها وستأخذها بالتأكيد لتعيدها للديار ! ليس هذا فحسب ستطلب منه ان يطلقها ايضا،
وعندما بقيت معه على انفراد قالت له بوضوح بطريقة لاتعرف المجاملة ' ايها المختار ! كما ترى الصبية صغيرة على ان تكون زوجتك ، لقد رأيتها اليوم وهي تتصرف بحذر شديد عند تواجدك وكم هي خائفه ان تخالفك
انا لااريد لأبنتهي هذه الحياة ولم اتمناها لها
اما غاضب فمعروفا في فنه بالحفاظ على كبت مشاعره والتعامل باقتضاب شديد وقليل من التعالي مع العامة من الناس ، لكنه في مايخص إساف ! كان كالاسد مستعدا دائما على الانقضاض على خصمه
قال بهدوء ظاهري رغم تصلبه الواضح ' اتفاقنا المسبق لا يشبهه ماتتفوهين به ياأمرأة اما ما تسعين اليه فهو محال
اقتربت منه بتحد واضح ' ياسيد انت لاتعرفني جيدا ! سأنتزع منك ابنتي انتزاعا
ابتسم بستفزاز وببرود ' بلى اعرفك فطفلتي تشبهك الى حدٍ ما وهي عنيدة ايضا ، لكنني استطعت السيطرة عليها ببساطة ، لااريد ان انتزع قلبك يا أمرأة وانا اخذ ابنتك الى ابعد مكان قد تتصوريه وحينها ( ثم رفع رأسه قائلا بتهديد) ' لن تكون صورتها باقية سوا في ذاكرتك ، اذا كنت تريدين معاودة رؤيتها والبقاء بقربها .... تقبلي وجودها في قصري واما اذا لا فكما اخبرتك
كانت سستتكلم لو لا مجيء إساف مسرعه ناحية زوجها مردفة بطفوليه ' غاضب سوف ابقى في الحديقة خارجا امينة تقول انه الورود بدأت في التفتح هل ا
فقال مقاطعا بتعمد ' ابقي في الحجرة الآن
كانت ستعارض وهي تنظر الى امها لكنه اصمتها بنظرته الحادة فراحت بسرعه تحت انظاره ! كان رفضه متعمدا
رغم انه عادة مايرفض هذا الطلب بسبب تواجد الحرس في موقع الحديقة ....
فرمق امها بتكبر 'هل رأيتي ؟ إساف ليست ابنتك وحسب .. انها زوجتي وانا المسؤول عن خروجها او بقائها او حتى تحركاتها !!! اما الآن كل مااريد قوله افعلي مابوسعكك ... وراح منطلقا حتى انه لم ينتظر سماع كلامها كظمت غيظها بصعوبة
واللذي اغضبها اكثر خنوع زوجها واستسلامه المقيت
بقيت مع زوجها في احدى حجر الضيوف بقي عقلها
مشوشا وهي تعرف جيدا انه بقاء ابنتها في الحجرة حتى الآن بسبب زوجها رغم انه من المفترض ان تكون مع والديها حتى هذا الوقت ! لكن هذا الفعل المتعمد كان مقصودا من المختار ليثبت لها انه إساف خاصته
ولن يستطيعوا اخذها منه ...
عدها قال شريف بمنطقية ' لا بد ان نبين له القبول والرضا ! انا اسف مريم لكننا مجبرين على ذالك
اردفت منفعله في وجه زوجها ' شريف انت ماذا تقول بحق الله ؟؟؟؟ هل تبيعها لهذا المتجبرر
نظر في عين زوجته ' مريم اسألك بالله ماللذي تنوين فعله ؟ ها اخبريني ماذا بيدك كي تفعلينه انه المختار هل انتي مدركة عن من تتحدثين ! القرار ليس بيدنا وابنتنا زوجته شرعا لا نستطيع ان نفعل شيئا
فركت وجهها وهي تتنفس بغضب ' كل اللذي نمر به بسببك ، الله اعلم ماللذي مرت به صغيرتي طوال الفترة الماضية الله اعلم
مسح جبينه بتفكير ' لااعتقد بأنه قد يؤذيها لقد رأيت الحب في عينيه وعندما سألت كريم قال انه يدللها ويعطيها كل ما تشتهيه نفسها ...
نظرت بعداء ناحية الباب ' لو كان كذالك لما حبسها الآن عوضا عن جلوسها بيننا والسؤال عن احوالها
شريف ' كان هذا بسببك انت من تحديته ووقفتي قبالته معلنه العداء والتهجم ! اما هو فعل ما فعل
لقد جاء بنا الى مدينته وعززنا وماكان ليقصر بشيء
فقد فعل الواجب .. هل نسيتي مافعله طوال الفترة الماضية ام اذكرك مريم ؟؟ لقد فعل الكثير من اجلنا
لاتنكري ...

************************

طرقت عليه الباب واخبرته على عجله بأنها تريد التحدث معه على انفراء ، تنهد بنفاذ صبر وهو يروح برفقتها ! قال غاضب بطريقة جافة 'جميعكم اليوم تريدون التحدث على انفراد ماللذي حصل لكم ، تحدثي انتي الاخرى افرغي مابجوفك
عبست امه بغضب ' غاضب لاتتحدث معي بهذه الطريقة انا امكك.. انتبه الى اسلوبك
نظر بجمود وغضب مكبوت ' هذا لأنك تريدين الدفاع عن هذه المرأة وانا لن اسمح لأحد بالتعدي على
قاطعته امه ' لكن ياولدي لايجب ان تتسرع في حكمك عليها انها ام وبقيت لشهور متألمه ومشتاقة لأبنتها .. ماكانت طريقتك جيدة في اخذها ! انت تزوجت منها مرغمة وانها تصغرك بسنوات عديدة فلا تلوم امها على هذا الرفض بل اعمل على جعلها مرتاحة من هذا الزواج
قال بتزمت " لا يهمني رأي امها ولا اي احد ، إساف طفلتي انا كيف ماكانت البداية ذالك ليس موضوعنا ! الآن إساف تتقبلني كزوج وهذا الاهم .. اما رفض والديها هذا لا يعنيني
بدأت تتلف اعصابها ' غاضب ارجوك افهمني ! لااحد يمكنه اخذها منك طالما انك تحاول تحسين علاقتك بوالديها ، اذا رأتك إساف وان تتحدى امها او ابوها وتعاملهم بهذه الطريقة لن تبقى معك
قال بصوت قاس ' إساف قرارها بيدي ليس لها حق التصرف من دوني ... لااعرف غير ذالك ! ثانيا انا لم اعاملهم بسوء ابدا امها هي من تهجمت واعلنت عدائها بعد ذالك لن اسمح لاحد بمناقشتي عن هذا الموضوع مجددا انتهى

__________________

الى قراء ومحبين هذه القصة ادعموها لو سمحتهم
ساهموا في نشرها من فضلكم ، وسأكون شاكرة

شكرا لكل واحدة كانت مهتمة وانتظرت الجزء بحماسة
انا سعيدة فيكم ❤

لن اتأخر هذه المرة ،
دمتم سالمين

زوجة المختارWhere stories live. Discover now