٥.حلوى لأهدئ.

9.2K 561 58
                                    


يا إلهي فالن ما بِك؟ " قالت ثم اخذتها جيما لحظنها

"الأمر صعب يا جيما "
تحدثت فالن بصوتها المختنق

-

"لماذا يردن اب؟ هل انا لا اوفر لهم كل إحتياجاتهن"
قالت بين بكائها بينما تمضغ الحلوى

جيما تعرف صديقتها جيدًا فهي لا تستغني عن السكريات عند حزنها وبكائها

"لا عليك انظري من يفتقد الشئ يتمناه بالطبع، اعني هما يردن ان يشعرا بان لديهم اب كباقي الاطفال، يحتاجن رجلاً بحياتهن"
تحدثت جيما بحكمه كعادتها

"ماذا افعل اذاً ما بيدي حيله "

"بلا !! لماذا لا تواعدين؟ "

"ماذا" صرخت
"هل تعين ماذا تقولين هل انتي متاكده منه !! انا ؟ فالن؟ اواعد؟ مستحيل. "

"يا إلهي اهدئِي، لا بأس ان جربتي و لو مره بحياتك انه ليس بذلك السوء ان تواعدي ! "

"بالنسبة لي انه اسوء شئ ممكن افعله ارجوك جيما لا تتحدثي بهذا الموضوع مره اخرى ،حسناً؟"

ما كان لجيما الا ان تومئ بخيبة امل

"انا لا اريد ان اشعرهن بالفقد اياً كان نوعه انا لا اريد ان يجربا ولو ربع ما سببه لي جاك، الحقير كل هذا بسببه اكرهه ان رأيته اقسم انني سأقتله "

"لا تغضبي او تحزني بسببه انه لا يستحق "

تنهدت محاولةٍ لطرد ضيقتها مع الهواء الفاسد من رئتها لكن لا فائده فهي ستظل بائسه وضعت رأسها على الطاوله وهي تفكر ماذا ستفعل

"وجدتها !" صرخت جيما مما جعل فالن تقفز

"انا بجانبك لقد اخفتِني "

"سأقول لك الحل لكن لا تغضبي مجدداً لانه الحل الوحيد ... اعتقد؟ "

" فقط اخبريني "

"والدك، الجد يكون بمثابة الاب بعض الاحيان كما انه بالطبع سيحن عليهم ويشعرهم بالامان كما لو كان ابيهم ، فكري فقط فالن لا تحرمي ابنتاك من شعور الابوه بسبب شيء حصل وانتهى !"

لم تغضب هذه المره، لأنها فكرت جيداً بحديثها ربما هو فِعلاً نادم على ما فعله، هو حنون جداً وكانت تحبه ولازالت لكن ما فعله كان صعباً لتنساه، تلك الفتره كان يتعامل مع فالن بقسوه ،هي احتاجت عطفه اكثر من قسوته، هذا مر عليه الكثير من الزمن ربما يجب ان تسامحه فهو يبقى ابيها. لكن شيئاً ما يمنعها.. ألم في قلبها يجعلها تتردد بمسامحته.

"تذكري ان لم يجعلك تبقي مع جاك لما حصلتي على باتي، اليس هذا سبب كافي ليجعلك تسامحيه" حاولت جيما اقناع فالن بطريقه متذاكيه

" اتعلمين جيما سأفكر بالموضوع "

اختصرت فالن تلك الافكار التي تملئ ذهنها ، ودعت جيما ثم خرجت

-

قادت لخارج المدينه حيث لا يوجد اصوات سيارات او موسيقى ، لا ضجه ، الهدوء يعم المكان

توقفت ، ترجلت من السياره ثم استلقت على العشب البارد. هذا ما تفعله اذا ارادت التفكير بأمر صَعِب عليها

الظلام يسيطر على السماء والنجوم تزين السماء ببريقها

التأمل من افضل الاشياء بالنسبة لها .

سمحت فالن لمخيلتها بالعمل، حيث رأت صغيرتيها بحظن جدُهما وهو يقبص وجنة جيسي ويداعب انف باتي، سمعته وهو يقول

'إفتقدتك ابنتي فالنتينا'

ماذا اذا سامحته وعادت اليه ؟ هل سيرحب بها؟ هل سيشعرها كالسابق.. هل سيعاملها كفالن المراهقه؟ هذا ما بادر بالتفكر به ذِهن فالن

هي تعتقد انه اذا رحَّب بها شفقةً بها ورحمه، لكن هو والدها، هذا ما نسته!

لم تشعر بان عيناها تذرف الدموع حتى شعرت بقطرات تسقط على اذنيها

كمية اشتياقها له لا تستطيع وصفها هي حتى ليست كنجوم السماء

اشتاقت عندما يلعبا كرة القدم معاً، اشتاقت لشواءه اللذيذ

اشتاقت عندما يختلق الأعذار لوالدتها حتى لا تغضب منها، فهو كان مقرب لها اكثر من امها

اما الآن الأقرب هي اُمها لانها تعلم شعورها كأُم، فهي تأتي كُل فتره لنيويورك لتتطمإن على ابنتها وحفيدتيها

لكن هذا لا يعني انها لا تفتقد ابيها، انها لا تزال تحتاج عطفه فهي لا زالت صغيره لكن هذه الحياة جعلتها اكبر مما هي عليه

'الحياة مهما اخذت منك اعلم جيداً ستعوضك'

هذه العباره ظلت فالن دوماً ترددها، فعلاً اذا فقدت شيئاً تأكد إنك ستُعوض، فهي فقدت حياتها في ايرلندا، اصدقائها وعائلتها.. لكن عُوضت بطفلتاها اللتان اصبحتا جُل ما يشغل بالها وحياتها.

-

웃 <3.

Valentina - H.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن