الجزء الاخير"القسم الاول"

9.1K 450 92
                                    

اسفه ع التأخير..
.........
🍀...
في مكان بعيد..
وحده من المدن الحدوديه لبلادنا الحبيبه..
مدينه مميزة جدا ليها طراز خاص..
سواء كان مبانيها..او ثرات وعادات اهلها وتقاليدهم..
غدامس..
في منطقه محددة فهالمدينه..
في مكان فاضي مافيشي كان شجرة وحده كبيرة طويلة العمر..
كان مقعمز تحتها على كرسيه المتحرك..
وبعيد عليه بمسافه بسيطه كان في بنيه وشاب خوت من اهل هديكا المنطقه لابسين بالطوات بيض على ملابسهم واقفين يشبحوله..
الشاب"عبد الودود":شكله يبكي..
البنت"مهرة":ايه واضح..كان يتكلم بالتليفون..
عبدالودود بأسف:معناها تعالي نولوا للمستوصف..
مهرة شبحتله وقالت:والحاله اللي تراجي فيه؟
عبدالودود:مش حالة مستعجله هي يشوفها حتى غدوة..
مهرة رجعت شافتله بضيق بعدين قالت:باهي..
القى عبدالودود عليه نظرة بعدين مشي هو وأخته..
وخلوه هو بروحه..
كان يبكي بصمت..عاض على شاربه السفلي بشدة ومغمض عيونه بقوة..
شويه وفتح عيونه وهو يشوف القدام ومازال عاض ع شاربه
جي بين عيونه نظرات عيون راحيل المكسورة في اخر مرة خلاها فيها..
اذكر اخر كلام صار بينه وبينها اذكر كلامه هو تنهد بحرقه..
بعدين رشف..ومسح دموعه بإيديه بسرعه..
وشبح للمذكرة المحطوطه على رجليه خدي البيرو المعلق على غلافها...وفتحها...
وقلب الصفحات لين وصل في صفحة فاضيه..
وبدي يكتب..
(كيف لي أن اوجه عيناك بعد مااقترفته في حقهما من ذنب!؟
لااملك تلك الجرأة..بل لست وقحا لأعود اليك واطلب منك الصفح..فما فعلته لاصفح عنه..
ااه يافيروزتي النادرة..لو تعلمي كم عانيت بدونك..منذ ان تركتني ياراحيل وانا تائه لم أعد استطيع العيش مرتاح البال والقلب..ادركت في غيابك انك انت من يكمل نقص مصطفى من كل جانب..انك انت هي الروح التي اصبح يعيش بيها مصطفى..
مصطفى ذلك المتكبر الجاحد الذي قابل حبك بالخيانه..
قابل ودك وعطفك بالاهانه والانتقاص..
مصطفى الذي كان دائما يراك افضل منه بقلبك الطيب وصفاء نيتك ونقاء سريرتك..
اعترف انني كنت ارى كثيرا اني لااستحق قلبك وحبك لااستحق تلك التضحيات الغاليه..
عندما قلت لي فذلك اليوم تلك الكلمه اللي طلبت فيها نزع روحي من جسدي..احسست ذلك الوقت حقا اني انتهيت..
ولو انني لم اكابر حينها..كنت ركعت امامك باكيا اتوسل لتبقي..
وقف شويه...خدي نفس بعدين كمل كتيبه..
عاقبت نفسي ببقائي مع امرأة ادركت انني لم ولن احبها يوما..امرأة لاتساوي قيمتها قيمة اظفر صغيرا من اظافرك...
وفي الحقيقة كنت اعلم هذا منذ بالبدايه..لكن تكبري وغروري جعلاني اتجاهل هذه الحقيقه..
ومن بعد عقابي لنفسي عاقبني الله بمافعلته لك..
اعترفت لنفسي اني استحق ذلك..بل وعاقبت نفسي مجددا
نفيتها..نعم نفيت نفسي بعيدا عن كل شي...وبقيت وحيدا مكسورا معذبا عشقه وضميره يعذبانه..
نعم عشقه "لأم العيون اللي تحير"..
كان يجب علي ان اعيش في المنفى لأدرك ان قلبي لم يعشق امرأة بعد أمي سواك...
تنهد مرة تانيه نفس التنهيده..
بعدين كتب....واحسرتاه فقد فرطت بك للأبد....
لعن الله الكبر..لعنه الله للأبد...)
صكر المذكرة وعلق عليها البيرو..
بعدين خدي تليفونه..
فتح الإستديو..
حط ع صورة ليها هي وصغارهم واخدها احمد بدون علمهم..
كانت عفويه والتلاته كانوا فيها يضحكوا..
ابتسم من بين دموعه..
شويه وغيرها...وحط ع صورتها وهي لابسة العربي في عرس ولدهم وتتكلم بالتليفون..
كبر الصورة وهو يتأمل فيها نزلوا دموعه وهو يبلع فريقه..
وابتسم بحسرة...
🌾🌾🌾🌾🌾
في نفس الوقت..
في البلاد..
"عمتي ياعمتي غير راجي نفهمك"..
احمد يمشي ورا عمته اللي خلاته ومشت بعد التفتلها..
جت للناس اللي كانوا ملمومين ع الطاولة ويتعشوا
حاطه يدها ع صدرها وتتنفس بصعوبه وعيونها شاخصات والدموع يطيحوا منهم ..
كلهم انفجعوا..وناضوا..
جوها عياد ومياده يجروا..
شدتها مياده وقالت بخوف:خيرك ماما!!
عياد بخوف:امي شن جاك؟
الجازيه وهي مقعمزة ع الكرسي من فجعتها ماقدرتش تنوض قعدت بنبرة باكيه تقول:خيرها بنيتي بنيتي..
جتها ام الخير تجري بطاسة ميه وقالت وهي راعشه:هاك اشربي
راحيل بلعت ريقها ودفت يد ام الخير..شبحت لولد خوها بحده اللي كان يشوفلها بقلق..
قدمتله ووقفت قدامه وهما يشوفولهم..
وعياد وميادة مستغربين هلبه..
راحيل رفعت سبابتها فوجهه وقالت بحده:ردبالك تكذب عليا رد بالك..
حرك راسه يمين ويسار بسرعه نافي وهو يقول:لا والله ماني كاذب عليك..
عياد:شن في فهمونا..
راحيل بعصبيه:اسكتوا مانبي نسمع حد يتكلم غير احمد..
كلهم تفاجئوا هلبه فأسلوب راحيل عمرها ماانفعلت لهالدرجه..
شبحت لأحمد شويه بلعت ريقها وقالت بشي من التوتر والعصبيه:كنت تكلم فيه هو ولا؟! تكلم فيه؟
عياد بعصبيه:من هو هدا!؟
راحيل بعصبيه:تكلم !..
مياده وهي متوترة:من هو هدا يااحمد؟!
احمد بلع ريقه بقلق وقال:غير اهدوا شويه بالله عليكم..
عياد بصوت عالي:تي تكلموا الزفت قولوا من هو؟!..
"بووك..بوك"
قالت راحيل هالكلمتين وهي مغمضه عيونها بشده العصبيه وصوتها كان عالي..
كلهم انصدموا بقوة...
بالذات عياد ومياده..
فتحت راحيل عيونها اللي كانوا معبيات دموع وقالت:صح ولا؟.
كلهم توجهوا بانظارهم لأحمد..
احمد بحزن:ايه..عمي مصطفى..
دموع مياده نزلوا وهي تشوف بصدمه لأحمد..
لكن عياد عقد حواجبه بغضب وهو يشوفله..
أحمد كمل يقول:ليا 5سنين نتواصل معاه ونعرف عنه كل شي وحتى هو مني يعرف عنكم كل شي..
هما كلهم يشوفوله ومش مستوعبين اللي يقول فيه..
احمد:عمي مصطفى قبل 15 سنه دار حادث سيارة قوي في كندا تسببله في شلل نصفي..
راحيل من صدمتها رجليها معاش حملوها..
مياده وعياد عيطوا بصوت عالي:امي!
شدوها الزوز وهي حاولت تشد روحها..
لين جتها وريده تجري بكرسي قعمزوها عليه..
عياد بخوف:يام نرفعك للمستشفى؟
راحيل بصوت يرجف:لا..كمل..احمد..وقعدت تشبحله وعيونها مليانات دموع..
احمد وهو يشوف لعمته بحزن وقلق:خش في حاله نفسيه وقعد قريب 6شهور حابس روحه في شقته غادي..لكن بعدين طلع من حالته النفسيه هادي بروحه وكمل قرايته في كندا ع الكرسي المتحرك وفي ناس غادي ساعدوه..
راحيل بألم:ومرته؟!
احمد:طلقها طول اول ماطلع من المستشفى وهي خلاته ومش سافرت لأمريكا..
عياد ابتسم بتهكم..
ام الخير بحزن:وبعدين؟
احمد تنهد وقال:ولى لليبيا..لطرابلس..وحاول يتواصل مع عمي صالح الله يرحمه ووصله..
راحيل بصدمه:عمي صالح!؟
احمد:ايه..مشاله غادي ولما شاف حالته وجعه هلبه قالي جاي بيخبركم لكن هو حلفه بالله مايقول لحد على شي وعمي صالح ماقدرش يتكلم..
الجازيه بصدمه:هدا علاش كترت مشياته لطرابلس وكان تتفكري يارحيله قعد فتره معاش يجينا هونا انتي قلتي بروحك شكله بيطلع متزوج ومايبيش يقول..
راحيل وهي مصدومه:حاولت وقتها نجبد منه الدوة قعد يضحك معاي ويبصر وماخديت منه لاحق ولاباطل..
التفتت لأمها وقالت؛تذكري قبل يموت بنهارين وهو في المستشفى شن قالي؟
الجازيه:ايه قعد كلامه فعقلي وكنت نحسابه وقتها يقصد بوك وهو يقول خلي قلبك كبير كيف ماعرفته وماتشدي فيه على حد..
التفتت راحيل القدام وهي تذكر في هداكا اليوم..
مياده شبحت لاحمد وقالت:قبل 5سنين عرفته! يعني بعد موتة عمي صالح!
شبحوا لاحمد..
احمد شبح لمياده وقال:عمي صالح أمني ع سره وقالي كل شي عنه ماكنتش مستوعب في البدايه لعند مامشيت وشفته..
راحيل:شفته!!؟
احمد:ايه ليه قريب عشرة عايش في غدامس..
راحيل ومياده ومصباح بتعجب:غدامس!!؟
نوري:غااادي!
احمد:ايه وهو اللي اختار غدامس وماباش يخلي ليبيا قال بش نكون بعيد عنهم وقريب منهم في نفس الوقت..
ام الخير بدهشه:سبحانك ياربي غير كيف قعد عمي صالح داسها سنين..
الجازيه:حتى احمد مش عارفه كيف صبر وسكت.
احمد بحزن:لانك لو تشوفي حاله وهو يترجى ويحلف ان ماحد يطلع سره يوجعك قلبك عليه وتعذريه وتكتمي سره..
راحيل ناضت بسرعه ومشت طول طلعت من حداهم..
لحقتها وريده تجري..
وكيف جاي بيلحقها عياد شداته مياده وقالت:خليك هني توا..
عياد شبحلها بعدين شبح لاحمد بحده وهز راسه بوعيد..
سحب يده من يد اخته ومشي وخلاهم..
مياده شبحت لاحمد بنظرة عتب ضايقاته هلبه..
بعدين مشت خشت للحوش ومرت خوها خشت وراها..
احمد ضم شواربه لداخل بأسف وطلع من حداهم حتى هو..
🥀🥀🥀🥀
وريده وهي تمشي ورا راحيل بسرعه:راحيل..راجي شويه راحيل..بالله عليك اوقفي..
وقفت راحيل وحطت يدها في نصها بلعت ريقها وقالت بحده:مانبيش نسمع من حد شي ولانبي ندوي ياوريده
وريده شبحتلها بحزن..بعدين جتها وضمتها..
راحيل ماصدقت..حضنت صاحبتها بقوة وانهارت بالبكي...
🌿🌿🌿🌿
وهديكا الليله اعصب ليله مرت علي راحيل وولدها وبنتها..
مياده طول الليل حاضنه مخدتها وتبكي..
اما عياد قعد مقعمز في بلاكونة وسط الحوش متاعه ومرته مسكينه ماقدرتش ترقد من التخميم فيه..
وأمهم..
كانت مقعمزة ورا طاولة المكتب متاعها تتفرج على صور قديمه ليها هي وياه..
في بداية زواجهم..وصورة مع عياد وهو في عمر السنه..
وصورة عائليه ليهم قبل سنتين من الأنفصال خدوها..
وصورة لمصطفى خدتهاله هي وهو يقرا قبل تلاته سنين من انفصالهم كانت تتأمل فيها وهي تبكي بصمت وحرقة وقلبها يتقطع وين تذكر كلام احمد
" عمي مصطفى قبل 15 سنه دار حادث سيارة قوي في كندا تسببله في شلل نصفي.."
حطت يدها ع فمها وهي تكتم في عباراتها وغمضت عيونها بشده وتبكي بألم شديد..
🌿🌿🌿🌿
ومن هداكا اليوم مر اسبوع..
وراحيل في عزلة تامه تطلع وتخش وتخدم لكن ماتكلم في حد من عيلتها ولافي حد تجرأ يكلمها..
احمد بالذات قاطعاته مرة وحده زي ماقاطعه عياد..
🌿احمد:ليها اسبوع ماتبيش حتى تشبح فوجهي..
مصطفى بأسف:اسف جدا اني اللي تسببتلك في هدا كله..
احمد تنهد وقال:مش مهم سيورها تصفى..المهم توا هما عرفوا واني متاكد ان عمتي توا تفكر في قرار تاخده..
مصطفى بفضول ممزوج بالقلق:شن تتوقعه؟.
احمد:الحق مانقدر نتوقع شي..
"دكتور مصطفى"..
مصطفى:معليشي احمد لازم نصكر توا بعدين نعاودلك..
احمد:تمام..السلام عليكم ..
مصطفى:وعليكم السلام..
صكر مصطفى وحط التليفون ع الطاوله وشبح لمهره وقال:ابدي دخلي الحالات..
مهرة بإبتسامه:حاضر..
ومشت طلعت ..
هو تنهد..وحك عيونه من تحت النظارة ورجع لبسها كويس..
وخشت اول حاله..راجل جايب معاه بوه..
الزوز قالوا:السلام عليكم.
مصطفى بإبتسامه لطيفه؛وعليكم السلام..تفضلوا استريحوا..
ومهرة واقفه تشبحله كيف يتكلم وهي مبتسمه..
🌾🌾🌾🌾
الساعه 7:30مساءا..
خشت للسانيه بسيارتها..
كانوا امها وصغارها وكنتها برا مقعمزين يراجو فيها..
درست السيارة ونزلت طول..
صكرت الباب ومشتلهم..
وقفت عليهم وقالت:السلام عليكم.
هما ردوا عليها السلام ويشبحولها بترقب..
قامت تليفونها اتصلت برقم محدد حطاته على وذنها وقالت:ايوه..تعالى توا...ونزلت التليفون وصكرت وشبحتلهم وهي تقول لصغارها:غدوة عندكم حاجة ضروريه!؟
الزوز شبحولها بإستغراب وردوا:لا..ماعندي شي..
تنهدت وهزت راسها بإيجاب..
ع خشة احمد للسانيه..
عياد جي بينوض يخش وقفاته امه لما شدت ذراعه
وقالت:قعمز..
بالسيف عياد ولى قعمز..
وصل فيهم احمد وقال:السلام عليكم..
كلهم ردوا :وعليكم السلام..
شبح لعمته وقال:أؤمري عمتي..
راحيل بجديه:مايأمر عليك ظالم..غدوة بإذن الله بتسافر انت وعياد ومياده لوين ماقاعد بوهم..
انصدموا كلهم ماعدا احمد اللي ارتسمت ع وجهه ابتسامه خفيفه..
اما عياد قال:لالا يما مانمشيلاش اني ولانبي نمشيله..
قعدت مرته تشبحله بضيق..
راحيل:هي كلمة وقلتها وتم..
عياد:يام..
قاطعاته وهي تقول بصوت عالي:عياااد..هي كلمه بتسافر لبوك يعني تسافرله..تشوفه وتشوف شن يلزمه وشن يبي..هدا بوك..مهما دار يقعد بوك وغصب عنك حتواصله وتبره
فاهم..!
عياد قعد يشوفلها بحده وعيونه مليانات دموع بعدين قال:ع خاطرك انتي لانك انتي قلتي امشي بنمشي..
ومشي بعصبيه من حداهم للدروج اللي يرفعوا لشقته..
وبثينه جت بتلحقه عزوزتها قالت:خليه توا بنتي هو طايرتله مرات يفش غله فيك ويغلط فالكلام..
تنهدت بثينه بضيق وقالت:حاضر..
شبحت راحيل لمياده وقالت؛ماسمعتش صوتك..
احمد من بكري وهو يشوفلها..
مسحت دموعها وقالت:حاضر ماما زي ماتبي..
راحيل:مالا نوضي وتي روحك..
ومشت من حداهم خشت للحوش..
ومياده ناضت ومشت خشت وراها..
احمد:خل حتى اني نمشي نوتي روحي..اوينا حناي..
الجازيه هزت راسها وهي ساكته..
بعد طلع احمد قالت:ربي يهدي سرهم ان شاء الله..
بثينه بحزن:آمين..
..........
"كيف!!؟"
احمد بضحكه:اللي سمعته غدوة بإذن الله صغارك يكونوا عندك..
مصطفى بتوتر:لالا..مازال اني مش مستعد نواجههم..
احمد:لاعمي مصطفى سامحني بتستعد من توا يعني بتستعد مايجيش بعد اللي صار هدا كله تقول لا مانبيش نشوفهم انت راك هكي بتسخرهم نهائيا..
تنهد مصطفى بألم بعدين هز راسه وقال:باهي..تمام..تمام...امتى بتجوا بالزبط؟
احمد:هي رحلة جو وبر مع بعض..نقول هكي نكونوا غادي مع الظهر لان الطيارة الساعه 7 الصبح..
مصطفى بلع ريقه وقال:باهي..بنصكر..وصكر طول وهو يفكر بخوف في اليوم اللي بعده..
مارقدش الليل..ماغمضتلاش عين وهو يفكر..ومتوتر وقلق..
يتخيل فردود افعال مختلفه وكلها سيئة جدا..
🌿ومرت هديكا الليله عليهم تقول سنين..
عياد ماتمنهاش اتم..
لكن ميادة كانت تراجي امتى يصبح الصبح بفارغ الصبر..
وولا واحد جاه النوم..
و عدت واخيرا هديكا الليله وطلع الفجر..
صلى مصطفى ومشي رفع مرته لحوش اهلها..
وروح للحوش لقاهم يفطروا ماباش ياكل شي..
ولى طلع برا وقعمز يراجي..
ع خشة احمد..عياد قلب وجهه عنه..
واحمد ابتسم على جنب وقعد ساكت...
لحظات..
وطلعت مياده ووراها امها..
راحيل:عينكم من ارواحكم..طول الطريق بنتصل بيكم نطمن وين تمشوا بر خلوا تليفوناتكم مفتوحه..
احمد ومياده:حاضر..
وعياد مشالها طول كب على راسها بعدين مشي ركب السيارة بدون مايقول كلمه..
وامه تجاهلت..سلمت على مياده وخشت بدون ماتعبر احمد..
احمد قعد محتفظ بإبتسامته ومشي قعمز في كرسي السواق..
شغل السيارة بعد ركبت مياده وتحرك طول...
🍀🍀🍀🍀
غدامس..
قدام الدار اللي عايش فيها مصطفى الموجوده في المستوصف..
كان مصطفى مقعمز يراجي وهو ملهوف عكس اليوم اللي قبله ومع هدا مازال قلق ومتوتر..
من بعيد شويه مهره وخوها عبدالودود كانوا يراقبو فيه كعادتهم..
مهرة بعيون مدمعه:لو راجل زي هدا بوي والله مانخليه ثانيه..
عبدالودود بحزن:تعرفي يامهرة قلبي واجعني..خفت منه اليوم هدا وجي..لابد بيولي لعيلته يوم من الأيام.
قعدت مهرة تشوف لمصطفى ودموعها ينزلوا وماعلقتش على كلام خوها..
🌿واستمرت الساعات تمر على مصطفى بطيئه بطئ قاتل..
وراحيل كذلك اللي كانت تفكر فيما بعد اللقاء وين يروحوا صغارها شن يقولولها عنه..في أي حال لقوه..
🌿🌿🌿🌿
بعد ساعات سفر طويله برا..
وصلوا غدامس..
لفتت انتباه عياد ومياده هلبه مدينه فريده جدا
احمد:اهو خلاص وصلنا..هدا هو المستوصف
كور عياد قبضة يده بغضب
اما مياده حست بمغص من التوتر والخوف
لكن بوهم
طلب من عبدالودود يدخله للدار لما عرف انهم وصلوا..
درس التاكسي وأحمدقال:هي انزلوا..ونزل
نزلوا الزوز من السيارة بالسيف...
لاقوهم مهرة وعبدالودود..
احمد بضحكه:ودود..
عبدالودود:حمادة..
وسلموا على بعض بالأحضان..
عبدالودود:حمد لله على سلامتكم
احمد:الله يسلمك..
بعدوا عن بعض وقال احمد:كيف حالكم..
الزوز ردوا بإبتسامه:الحمدلله..
التفت احمد لعياد ومياده وقال :عياد..مياده..صغار الدكتور مصطفى..
قربوا وسلموا عليهم..
عياد تصافح هو وودود وسلم على مياده بالكلام..
وكذلك تصافحوا مهرة هي ومياده وسلمت على عياد بالكلام..
عبدالودود:هي تفضلوا..
مشوا مع بعض لمكان في المستوصف قعمزوا فيه وارتاحوا شويه وضيفوهم..
حاولوا يدردشوا معاهم دردشة لطيفه تخفف التوتر الباين عليهم..لكن عبث..كل مالهم يزيدوا يتوتروا اكثر..
احمد:وتوا نجوا للجد..الدكتور مصطفى وينه..
مهره:في داره يستنى فيهم..
عياد:وعلاش مش هو اللي يجينا؟.
ميادة شبحت لخوها بتفنيصه..
واحمد شبحله..
اما مهرة وودود شبحوله بحده وقالت مهرة بنبرة حاده..
مهرة:راجل مقعد ونفسيته تتعب من المواقف الصعبه اللي زي هادي وفوق من هكي بوك..تبيه هو اللي يجيك!
عياد رفع حواجبه وهو يشوفلها..
اما مياده شبحتله وعيونها مليانات دموع..وتحرك داخل قلبها شعور الغيرة على بوها..
ودود:مهرة..
مهرة بلعت ريقها وقالت بنبرة مخنوقه:الدكتور مصطفى بالنسبه ليا زي بوي مانرضاش فيه لو انتم جايين بش تزيدوه على مابيه مش حنخليكم تشوفوه حتى لو كنتوا صغاره ومن صلبه..
مياده ناضت وقفت وهي رافعه حاجبها ودموعها نزلوا:توا نبي نشوف بابا..
عياد تفاجئ بردة فعلها..
أما احمد قعد يشبحلها بنظرات حب..
مياده:هي نوضي ارفعيني لبابا..
ودود حط يده ع كتف اخته وقال:نوضي..
ناضت مهره بالسيف وقالت:تعالي..
طلعت ووراها مياده..
......
كان مصطفى مقعمز ضام ايديه لبعض وحاطهم ع فمه..
يراجي امتى يبانوا عليه..
 ع خشة مهرة..
قام راسه وشبحلها ونزل ايديه حطهم ع ايدين الكرسي وماقدرش ينطق بكلمه..
مهرة ابتسمت وقالت:خشي مياده..
قلب مصطفى قريب وصل لحنجرته من قوة الدق...
وهو يشوف بلهفه للباب..
لين بانت عليه مياده..
اول ماراها طول طاحوا دموعه من عيونه..
اما هي قعدت تتأمل فيه..قعدت تتمعن في كل تفاصيله وتقارن بينه وبين الصور اللي شافتهمله..
ركزت بالنظر ع الكرسي المتحرك..بعدين على رجليه..
وشويه..
وبدون مقدمات...
طيحت شنطتها من يدها ومشت تجري لبوها وضماته وانهارت بالبكي..
هو حط ايديه عليها وهو مصدوم قعد يتحسس فيها بش يصدق انها فعلا قدامه بنته وحاضناته بشوق..
هو لما صدق ضمها وقعد يبكي...يبكي بالعبره يبكي من جده..
ومهرة تبكي معاهم..
واحمد ودود متأثرين هلبه لكن عياد مازال متملكه الغضب..
🌷بعد لحظات من السلام الحار...
قعمزت مياده على كرسي حدا بوها..
وايديه حاضنات ايديها..
مصطفى بصوت مبحوح:فيك من امي جداك خيريه الله يرحمها..
مياده يإبتسامه ودموعها ينزلوا:ايه ماما قالتلي نجيب منها هي..
مصطفى ابتسم وقالت:وطيبه وحنينه زيها..وزي امك..
ابتسمت مياده بحب..
بعدين قربت يدها لوجهه ومسحت دموع بوها..
وهو يشوفلها بحب ومازال مش مصدق..
برا..
احمد:خش..حتى كان تبي تعاركه عاركه وبرد على قلبك هو راضي منكم بأي شي..
وعياد ساكت ويفكر في كلام احمد..
داخل..
مياده وهي تمرر فنظرها على دار بوها قالت:معقوله قعدت سنين عايش فالدار هادي..
مصطفى وهو يشوف للدار:سادتني فوحدتي..
شبحتله وقالت:بابا علاش قعدت مختفي السنين هادي كلها؟
مصطفى تنهد وقال:اجابة السؤال هدا مفروض تسمعه امك هي الأولى..
مياده بإبتسامه:متوقعها مازال تبي تشوفك.
ابتسم بحب وقال:نتمنى..
ميادة تنهدت يإبتسامه بعدين رجعت تشوف لدار..لعند ماطاحوا عيونها على حاجه قعدت تشبحلها بآستغراب..
على خشة احمد ومعاه عياد..
احمد:السلام عليكم..
مياده شبحتلهم..
ومصطفى قعد يتأمل فعياد بذهول..يشبهه شبه كبير لايصدق حتى في نظرة العين الحاده..
ابتسم تلقائيا.
قدمله عياد ووقف قدامه بمسافه وقال:ماتتوقعش ندير زي مادارت اختي..ولاحتى نسألك عن حالك ولاندور شن صارفيك وشن ماصارش ولانبي نعاتبك لانك فنظري ماتستحقش هدا كله..
مياده واحمد شبحوله بصدمه..
اما مصطفى فكان يشوفله بضيق وهو ساكت.
عياد:لولا امي..المراة الباهيه الأصيله بنت العز والأكابر اللي انت غدرت بيها وبعتها بالرخيص اقسم بالله ماكنت فكرت حتى مجرد التفكير نجيك..
احمد:عياد..
مصطفى:خليه يقول لعنده.
عياد:ماعندي شي اكثر من هكي اصلا كلامي معاك هلبه عليك.
مياده بصدمه:عياد!..
عياد ماباش يعبرها طول لف ومشي طلع من حداهم..
احمد:معليشي اعذره اللي صار مش شويه..
مياده:عياد صح عصبي شويه وطبعه واعر لكن قلبه طيب هلبه هلبه..غير بس هو مضايق منك لاأكثر..
مصطفى وهو يشوف للباب اللي طلع منه عياد:واني عاذره..لو قال اكبر من هكي كنت حنعطيه كل العذر..اني نستاهل اكثر من هكي..
شبحت مياده لاحمد بحزن.
واحمد ابتسملها ابتسامه لطيفه تهون عليها وهي ردتهاله..
شويه حرك مصطفى عيونه ناحيتهم قعد يمرر في نظره عليهم..تلقائيا عقد حواجبه وقال:اححييحم..
هما انخلعوا وشبحوله بعدين نزلوا روسهم بإحراج..
🌷🌷🌷
شويه وجوهم مهرة وودود بالغدي..
تغدوا الرجاله مع بعض ماعدا مصطفى اللي تغدى مع مياده ومهرة..
ومره مياده توكله..ومرة مهره..
وهو في قمة سعاده..
كان لحظات يسرح فعيون مياده اللي كانوا قراب لعيون امها فاللون..وقلبه يدق بأقوى ماعنده وين يتخيلها راحيل..
🌾🌾🌾🌾
راحيل اللي بعد صلت العصر في الجنان..
وبعد مافرغت اللي فقلبها كله وهي ساجده..
قعدت مقعمزة بملايتها وتفكر ..ودموعها دون شعور منها كانوا ينزلوا...
🍀🍀🍀🍀
غدامس..
طلع عبدالودود بأحمد وعياد يديروا دورة في غدامس..
اما مهرة فكانت مهتمه بشغل المستوصف..
ومصطفى مع بنته مياده تحت الشجره الكببرة يهدرزوا..
مياده؛بدت توا تحضر في الماجستير ..
مصطفى بإبتسامه:عندي علم..تنهد وقال..امك هادي مش عارفه كيف بنوصفها ولاشن نحكي عنها..تعرفي لولا امك ماكنتش دكتور..امك هي اللي اصرت عليا نكمل طريقي لحلمي ونوصله بأي شكل..مع الوقت بعد..انفصالنا..حسيت بريق طموحي بدي يخفت..وكأن راحيل هي اللي كانت تلمع فيه فنظري بش نوصله بسرعه..
نمشي فهداكا الطريق بروحي واني فاقد الشغف..فاقد امك اللي كانت زي الوقود اللي يحرك فيا اتجاهه..
مياده تسمع لتعابير بيه وتشوف فنظرة عيونه اللي تلمع وهو يحكي عن امها وهي مبتسمه..
تنهد مصطفى وقال:في ذنوب لاتغتفر من بينهم الذنب اللي ارتكبته في حق امك..
مياده:بابا بنتجرأ نسألك سؤال خاص شويه..
مصطفى:اسألي بابا ولايهمك اني راجل متفهم...بعض الشيء طبعا..
ضحكت ميادة وقالت:بابا انت كنت تحس بشي اتجاه مرتك التانيه؟!
مصطفى تنهد وقالت:اعجاب بس..عجبتني حسيتها بنت قويه طموحه ليها بعد نظر...لكن انها تكون خدت حيز في قلبي ابدا..على قد ماحاولت ماقدرتش..كنت عارف علاش بس كنت نتجاهل..
مياده:باهي علاش خديتها وطلقت ماما؟
مصطفى:غباء..تكبر..عناد..تكسير راس..خديتها واني مش مقتنع بس كنت نبي نثبت لأمك اني نقدر ناخد بنت عيلة كبيرة ليها وزنها بكل سهوله..
مياده:ماما عمرها شافت نفسها عليك؟
مصطفى ابتسم بألم وقال:ياريت..ياريت..ع الأقل كنت قدرت نطلعها من عقلي وقلبي وننساها امك مادراتش معاي الا كل شي طيب وكويس وحلو..مش مذكرلها الا الحاجات الحلوة ومافيش غيرها اصلا بش نذكره..
مياده بأبتسامه:ماما مراة حلوة هلبه من برا ومن داخل ماتسيبش وراها الا الاثر الطيب وبس..
مصطفى شبحلها وقال بضحكه:حتى انتي تعطي فيا على راسي لكن من تحت الحزام..
مياده:ههههههههههه..
مصطفى بضحكه وهو يهز فراسه:مستاقظلك..
ومياده تضحك لين طاح راسها ع كتف بوها..
وهو يسمع في ضحكتها وقلبه طاير من السعاده..
🍀واستمرت هالسعاده ليوم تاني..
بعدين جي وقت المرواح..
يوم السبت الصبح..
مياده بدموع وهي شاده يد بوها:بإذن الله بابا جاينك مرة تانيه..
مصطفى بعيون مليانه دموع :نراجي فيكم ماطولوش الغيبه
طبست على راسه وكبت عليه..
بعدين بالسيف طلقت يده ومشت للسياره..
احمد:بإذن الله نجيبهم في رمضان كان قالت عمتي باهي..
مصطفى:بارك الله فيك ياأحمد..
ابتسم احمد وقال:هي نشوفوكم على خير..السلام عليكم..
مصطفى وودود ومهره:وعليكم السلام..
مشي احمد ركب سيارة الأجرة اللي بتوصلهم للمدينه التانيه اللي فيها المطار..
ومصطفى عيونه على عياد اللي ماباش يسلم عليه نهائي..
تحركت السيارة ومصطفى معاها بعيونه وهو يقول في نفسه
"جابني شكلا وطبعا" بعدين ضحك ضحكه خفيفه..
🌾🌾🌾🌾🌾
الساعه 2:30 بعد الظهر..
في البلاد..
روحوا..
عياد طول ركب لشقته...
ومياده بعد ماسلمت ع حناها وامها خشت لدارها..
واحمد روح لحوشه..
راحيل وقتها كان بتموت وتعرف كل شي صار معاهم لكن شدت روحها ومابتش تسألهم لين هما يجوا يحكولها..
🌾مع العصر..
مشت للأرض متاعها..
قعمزت في المقعد بروحها..وهي تفكر وبس..
لعند ماجتها مياده اللي اول مافاقت مالقتهاش في الحوش سألت عنها قالولها وينها..
مشت للمقعد وركبت من السلوم..
وجت لأمها قعمزت جنبها وضمتها وقالت:استاحشتك ياقلبي..
ابتسمت راحيل
بعدت مياده شويه وهي شادتها باستها على خدها بقوة بعدين قالت:محلاها ياناس..
راحيل بضحكه:هدا كله شوق؟
مياده:شوق وحب للمراة هادي اللي خلاها ربي امي نحبه ربي هلبه..
راحيل:هههههه..هبلتي انتي..
طلقتلها مياده وشدت يدها وقالت:زدت حبيتك من كلامه عليك..
تلاشت ضحكة راحيل..
مياده بإبتسامه:هو يعرفك قبلنا وممكن اكثر منا..قداش يحترمك قداش يشوفك فيك حاجه كبيره..يحكي عليك ياماما زي المتحسر اللي يحكي على حاجه غاليه راحت منه..
راحيل شبحت القدام وقالت:نظرته فيا ماكانتش هكي ولابعد عرف شن تغير عليا في حياتي ولى يشوف فيا حاجه كبيره!؟
مياده؛نهائيا ياماما ماحكاش على توا بكل كلامه كله على زمان..يحكي ع راحيل اللي ضحت ع خاطره وخلاته يولي دكتور..
شبحتلها..
مياده بإبتسامه:حفظت احلا كلام قاله..قالي امك مادراتش معاي الا كل شي طيب وكويس وحلو..مش مذكرلها الا الحاجات الحلوة ومافيش غيرها اصلا بش نذكره..
ابتسمت بتهكم ورجعت شافت القدام..
مياده بدموع شدت على يد امها وقالت:ياريتك ياماما تشوفي حاله حالة العجز والحزن اللي هو فيهم بابا بتقتله الغربه فهداكا المكان ياماما..بابا ياماما محتاجنا هلبه..هلبه..
راحيل وهي شاده دموعها بالسيف:مانيش شادتكم عنه..
مياده بنبرة باكيه:هو مش طالب منك الا حاجه وحده انك تسامحيه ياماما وبس..
راحيل قعدت تمسح فدموعها بعنف..
مياده نزلوا دموعها وقالت:تعرفي ماما شن شفت عند بابا في الدار اللي عايش فيها..
راحيل مابتش تتكلم..
مياده:شفت تحت الطاوله متاعه كندرته السودا اللي زمان كنتي ادسي فيها في دولابك مع كندرتك البيضا..
راحيل انصدمت..وشبحت لبنتها..
واذكرت انها لما روحت للبلاد حرجانه وقعدت اطلع في حوايجها فقدت كندرته السودا ومالقتهاش دورت عليها قلبت الشناطي قلب ومالقتهاش..
وهي كانت متأكده انها ضمتها مع كندرتها البيضا في الشنطه بعدين شكت فروحها انها نستها وياما بكت عليها..خافت مصطفى يلوحها لأن ليها مكانه كبيره في قلبها من مكانة صاحبها اللي برغم غدره بيها ماقدرتش تكرهه ولو شويه..
مياده:اذكرتيها ماما؟
راحيل رجعت شبحت القدام وهي مازال مصدومه وهزت راسها بإيجاب..
🌿🌿🌿🌿
ومن هداكا اليوم..
وراحيل زادت عزله اكثر من قبل دابها داب خدمتها وبس..
وكلهم خلوها ع راحتها عارفين ان وجود مصطفى فحياتها حتى وان كان بعيد كفيل انه يلخبطلها كيانها كله..
اما صغارها..
فعياد كان في حالة حيرة..اغلب وقته وهو سرحان ويفكر..
ومرته كل مابتجي تفتح معاه الموضوع تتراجع خوف انه يعصب عليها ..
اما مياده فكانت يوميا تتواصل مع بوها وتنقله في اخر الأخبار..واحمد مسكين طلع منها مرة وحده..
لامن عمته ولامن عياد ولامن مياده ولامن بوها اللي لما لقي احبابه نسي اصحابه..
ومع هذا صابر ومتحمل على امل تصير معجزة والمستحيل يصير..
🌿🌿🌿🌿
بعد مرور ثلاته اسابيع..
في الأرض..
مقعمزات وريده وراحيل في المقعد يهدرزوا..
راحيل:قلبي واجعني عليه هلبه وفي نفس الوقت مازال شايل منه..
وريده:راحيل..انتي قاعده تحبيه؟
راحيل قعدت ساكته..
وريده؛تمام قاعده تحبيه واكثر من قبل..باهي السؤال الاهم تبي توليله؟
راحيل شبحتلها بنظرات مليانه حزن غرقانه بالدموع..
وريده ابتسمت وقالت:مش هاين عليك تخليه وهو فهالحاله اني اللي نعرفك ع قد مايدير فيك تزيدي تحبيه اكثر  مايهونش عليك..
مسحت راحيل على وجهها بعنف بعدين خطبتهم ببعض وقالت:مانيش فاهمه شن هو هدا؟
وريده بضحكه:هدا ينقاله عشق يارحيله هانم..
راحيل شبحتلها شويه بعدين ضحكت وهي تحرك فراسها يمين ويسار..
ووريده حضنتها وهي تضحك وحاطه راسها ع كتفها بعدين:حبيبتي استخيري واللي يقولك عليه قلبك ديريه لان قلبك بيد ربي..
تنهدت راحيل من وسط قلبها وقعدت ساكته..
🌿🌿🌿🌿
بعد مرور يومين..
حط الملف ع المكتب وقال وهو يتكلم بالتليفون بصدمه:كيف!!؟
احمد بضحكه:مش عارف شن قصتك مع كيف هادي!ع العموم غدوة بإذن الله حنكونوا عندك اني وياها ومياده..
مصطفى قلبه بيطلع من صدره..
وحس برهبه غير عاديه..
احمد:الو..عمي مصطفى..الو..
بلع ريقه وقال:معاك..
........
عبدالودود بضحكه:لالالا بجد مش مصدق تقول بدير مقابله شرعيه..
مصطفى شبحله برفعة حاجب..
مهرة بضحكه:اسكت انت..مادوراش دكتور اني تو نختارلك الحوايج اللي تلبسهم ونشرف على طلتك..
ضحك ودود
مصطفى:نكتوا عليا واضحكوا براحتكم غير توا عندي فشن نلهى تو بعدين نلهى بيكم..
ومهرة وودود يضحكوا..
🍀وشن يفوت هالليله على مصطفى..
كان طول الليل وهو يدرب ع الكلام اللي بيقوله..
يصفف في كلمات الإعتذار والمبررات اللي بلاحساب..
وفي كل مرة يحس انه مايقدرش يبرأ روحه في ساحة قضائها مهما حاجج عن نفسه..
ويطلع عليه الفجر..
صلى واستعان بالله فدعائه..
مصطفى لهالدرجه حاس بالرهبه من لقائها غارق في التوتر والقلق..
مصطفى اللي زمان كان يخلي فيها هي ترجف مجرد تشوفه من بعيد...هو تو يرجف لقرب موعد لقائه بيها..من قبل مايشوفها..
🌾🌾🌾🌾
في الطريق..
كانوا في سيارة الأجره..
هي وبنتها من الخلف..
كانت تشبح للروشن وسرحانه والدموع معبيات عيونها وبنتها مرة مرة تسرقلها فالنظر..
خشوا لغدامس..
كانت راحيل تتفرج عليها وهي متفاجئه..
مصطفى اللي انذهبت شيرته بطرابلس وبعدها ضاع في كندا اللي قريب نساته اسمه عايش توا فهالمدينه ذات الطراز القديم جدا والبسيط؟!
برغم ان غدامس تعتبر مدينه مميزة ماتشبهاش ولا مدينه فيك ياليبيا..بس امكانيات الحياة الحديثه..فيها شحيحه بعض الشيء..
احمد:هدا هو المستوصف عمتي..
وبدي قلب راحيل يدق بكل قوة...
خدت نفس عميق..وبنتها شبحتلها..
درست سيارة الاجره..
احمد:هي انزلوا..
فتحوا الزوز البيبان ونزلوا..
صكروهم..
وقعدوا يمشوا ورا احمد..
وراحيل تتفرج ع المكان..
وصلوا في ودود ومهره..
وسلموا على بعض وعرفهم على راحيل..
مهرة في نفسها"ياااه محلاها ومحلا عيونها عند الحق يبكي عليها ليل ونهار"..
ودود:هي تفضلوا..
راحيل:وينه؟
هما شبحلوها وتفاجئوا..
ودود..في داره .
راحيل شبحت لبنتها وقالت:ترا هاتي الكيسه ماما..
مياده ابتسمت ومدتها لأمها..
خدتها راحيل..حولت الكندرة اللي كانت لابستها..
طلعت الكندرة البيضا حطتها لوطا..
ولبستها...
كلهم قعدوا يشوفولها بإستغراب..
ماعدا مياده اللي دموعها نزلت وهي مبتسمه..
راحيل مدتلها الكيسه خدتها وشبحت لودود وقالت:ارفعني لمكانه..
ودود ابتسم وقال:تفضلي..
قعد يمشي وهي تمشي وراه وحاسه قلبها بيوقف..
قعدت تاخد في نفس كل شوي...
متوترة هلبه وخايفه..
وصل ودود في باب الدار اللي كان مفتوح وخش..
مصطفى كان يراجي ع نار قعد يشبحله بلهفة وهو ساكت..
ودود بإبتسامه:تفضلي خالتي راحيل..
قلب مصطفى انتفض...وانفاسه تسارعت...وماهي الا ثواني وبانت عليه راحيل..
كانت لابسه سروال اسود كتان وبلوزة واسعه وطويله لونها ابيض واصله لتحت الركبه..
ومغطي شعرها الشاربه الستان اللي خداهالها هو..
مرر نظره عليها بإنبهار لعند ماوصل فالكندره..
لما شافها اذكر اخر ليله ليهم مع بعض..
لما حول قميصه الاسود وبعدين مشي فتش فشناطيها وين شاف كندرتها مع كندرته دمعت عينه وخدي الكندره متاعه قصدا..كان يبيها تنساه بالمرة..
هو هني نزل راسه لوطا خجلا..ودموع عيونه غلبوه ونزلوا..
اما هي..
لما شافت حالته اللي هو فيها قلبها تقطع عليه..
نست كل شي..كل شي شين منه..ماعاد فقلبه شي عليه ماقعد فقلبها كان الحب الصافي الأصيل المغروس في القلب غرس..
وياويل قلبها وين جو عيونها ع رجليه وشافاته لابس نفس الكندرة لكن خيوطها مش مربوطات..
لبسها وماقدرش يربط خيوطها...
طول جاته..
ونزلت قعمزت ع روس صباعها وبدت تربطله فيهم..
مصطفى شبحلها بصدمه..
لقاها تشبحلهم وتربط فيهم ودموعها ينهمروا انهمار على خدودها..
هو مش مصدق كان متوقع عكس هكي..
توقع انها تجرحه تهينه تتشمت فيه تقوله اللي درته فيا لقيته..
ماتوقعش ان راحيل تكون انسانه صاحبة قلب ملائكي لهالدرجه..
قعد يسب ويلعن في نفسه..
لحظه لحظه لحظه...!
شنو هدا اللي في بنصر يدها اليسار!! لامستحيل!!
مصطفى بصوت مخنوق:مازال فيدك؟
هي فهمت قصده..ابتسمت بعدين رفعت عيونها المدمعه فيه وقالت بضحكه:كان انت طلقتني..اني عمري ماطلقتك..
معاش قدر ينطق خلاص..شن بيقول شن عنده بيقول اخرساته بالمرة..
هادي راحيل يامصطفى..الفيروزة الثمينه اللي انت فرطت فيها وبدتلها بالفالصو..
حط ايديه ع وجهه وانهار بالبكي..
وهي تشبحله بألم ودموعها سيل..
ومصطفى كل ماله يزيد يبكي..بالعبره يبكي..
وهي تبكي معاه بصمت..
وبرا مهره كانت حاضنه مياده اللي تبكي بقوة..
ودود واحمد بعدوا من حداهم وهما جدا متأثرين باللي صار...

....يتبع....

في المنفىWhere stories live. Discover now