اللوحة الثامنة والثلاثون

274 19 36
                                    

لا يمكن أن أنسى هذه الليلة
أو وجهك وأنت راحل
لكني أُخمن أن هذه هي الطريقة
التى تمضي بها القصة

...........

لم يصدقوا كيف يفعل زين ذلك، أن يجعلها ملتصقة به حتى بعدما قام بخيانتها وهجرها ليعود لجورجيا، هل خُدعوا جميعاً به؟، أكان حبه وتعلقه بها مجرد تزييف لما بداخله؟

ولِمَ لا؟، فلطالما خُدعنا بأشخاصاً ظنناهم ملائكة على الأرض ولم يكونوا سوى شياطين تجسدت بهيئة الملائكة لتحصل على مرادها وما إن تجده، تظهر حقيقتهم

تعافى زين تماماً ليُغادر المشفى مع تحذير الطبيب بأن يحصل على أكبر قدر من الراحة، وكانت جورجيا ترغب بأن تُقاضي نوڤان على ما فعلته بها، لكن زين بطريقةً ما أقنعها ألا تفعل ذلك

بحجة أن نوڤان لازالت تعمل لديه وتستطيع الأنتقام منها وقتما تشاء وأينما تريد، وجورجيا لم تتردد لحظة بالموافقة والتخطيط بكيف ستنتقم منها

أنتقل زين للعيش معها وبالطبع دانتي لم يفارقه مطلقاً، وجورجيا كانت تعتني به تارة وتارة أخرى تُقصر بحقه، ولم يكن من زين سوى تَقبُل الأمر وتجاهله فهو من أختار العودة لها

أما عن نوڤان فقد أزدادت حالتها سوءًا في الأونة الأخيرة، تبكي طوال النهار وأناء الليل تصرخ من كوابيسها، وما إن تستيقظ تجد ذلك الطيف يبتسم لها ويداعبها حتى تعود للنوم مجدداً براحة

لا تُفارقها صورته، صوته أثناء غنائه يؤلم قلبها لكنه يُسكن جروح روحها، تمنت لو أمتلكت قدرة العودة بالزمن، لكانت رفضت هذه الوظيفة وعاشت حياتها بطبيعية وسلام

لكن القدر كان له رأيًّ آخر بتواجدها هناك، ربما تحسنت مع الأيام، لا تدري أهذا هدوء أم مقاومة أم تخطي أم أنطفاء أم حريقٌ خامد، لكنها كانت تبدو بخير بالنسبة لهم

فقد عادت لتناول الطعام والتحرك، توقفت عن البكاء وأصبحت أكثر هدوءً، أما عن نطقها، فلقد شرحت وضعها لتورا، كتبت لها بأنها تفهم ما يُقال لها لكنها تعجز عن حياكة كلماتها وإخراجها، تفهمت تورا الأمر وشرعت بمساعدتها على الحديث

فأصبحت يومياً تُجبرها على نطق كلمات محددة وكأنها تُعلمها النطق من البداية كما الطفلة الصغيرة، لن تنسى نوڤان وقوفها بجانبها هي وتاي ورينا، لقد كانوا نعمة الأصدقاء بوقوفهم معها بمحنتها، رغم أنها كانت للتو تعرفت عليهما، لكنهما أثبتا كم يمكن الأعتماد عليهما

وطوال تلك المدة كانت تتساءل نوڤان، أين عائلتها؟، كانت تراسلهم فيُجيبون عليها متأخرين، حتى أرسلت لها هيلي بأن الجدة مرضت بشدة ويجب أن يمكثان معها اكثر وهاري قد ذهب لهما لمساعدتهما ولم تشأ إخبراها كي لا تقلق

رسامي الأعمى || Z.MWhere stories live. Discover now