رغم اصواتهن التي مزقت هدوء المكان لم يجدن مغيث لهن أمام جبروت الانتقام وقسوته لذنباً لم يقترفنه .
.
.
كان يوم غائم ينذر بهطول المطر الغزير .كان اليوم بالنسبة لأميره يوم مميز مختلف عن جميع الأيام. وقفت تنظر إلى السماء وهي تمتم بحزن: "هل هذا وقتك أيها المطر !!"
لم يمنعها سوء الطقس من ألا تفرح بيومها المميز فقد سارت نحو حمام وغسلت وجهها ثم نظرت إلى المرآة وأقرت بجمال عيناها اللوزيتين وانفها الدقيق ليزداد جمالها صفاء بشرتها وحمرة وجنتيها إضافة لابتسامتها الساحرة. كان الجميع يشيد بجمال وجهها وجسدها فهي تحافظ دوماً عليه باتباع نظام غذائي ورياضة. سمعت طرقات اختها الغاضية وهي تخبرها أنه حان وقت الذهاب إلى الصالون لتتجهز فالليلة ليلة حنتها ويجب أن تذهب على موعدها باكراً حتى لا تتأخر في العودة. ذهبت أميرة إلى الصالون برفقة اخواتها وبنات عمها لكنها منعت أحد أن يراها قبل خطيبها حامد والذي يكون ابن عمها.
***
بعد انتهاء المدرسة قررت ملك بما أنه نهاية الأسبوع ووالديها مشغولان ألا تعود إلى المنزل باكراً. فقررت الذهاب برفقة صديقاتها إلى منتزه قريب من المدرسة ليلعبن قليلاً بينما ينتظرها السائق بمكان مخصص للسيارات، أثناء لعبها مع صديقاتها لمحت حسام يجلس بعيداً عنهن وهذه ليست المرة الأولى التي تقبض عليها وهو ينظر إليها وكأنه يراقبها. لم يكن في الحقيقة يزعجها بل تشعر بسعادة لم تبوح بها لأحد يوماً إن لمحت عيناه. رأته يلوي عنقه لكنها عرفت أنه كان ينظر إليها وإن تظاهر بعدم فعل ذلك. رأته ينهض ويختفي بين الأشجار لا تعلم ما الذي دفع بها للحاق به. أخبرت صديقاتها انها ستذهب إلى دورة المياه ثم سارت مسرعة الخطى قبل أن تقرر احداهن اللحاق بها. ظلت تسير نحو الأشجار الذي رأت حسام يختفي خلفه لتفاجئ بعدم وجوده هنالك وأثناء بحثها عنه. شعرت بيد تشدها نحو تلك الأشجار ويد تكتم على أنفاسها بشدة شعرت بعدها بدوار خفبف كانت لحظات قليلة واذا بها بصندوق سيارة وآخر وجه رأته كان وجه حسام.
***
أمام إحدى المشفيات الكبرى بالبلد غادرت فتاة تعمل كطبيبة فيه كانت تسير وهي تفرك رقبتها لعلها تخفف الضغط الذي تشعر به، كان جسدها منهك من عملها المتواصل منذ الصباح حتى كادت شمس الاصيل أن تغيب. مع ذلك لم تنسى أن ترتدي ثياباً تعكس عن أناقة صاحبتها رغم أنها توحي كذلك بالرسمية فهي تبتعد عن إختيار للألوان الزاهية. كانت ذو طول متوسط حنطية البشرة عينيها سودواتين وكأنهما مغارة صعب الغور فيها ذو نظرة حادة. يعرف عنها الجدية والغرور فكل همها هو عملها لا غير ليست لها علاقات غرامية أو أصدقاء من كلا الجنسين فهي تحب البقاء وحيدة كي لا يشغلها عن عملها شاغل. لم تكن تعلم تلك الطبيبة أن هنالك من يراقبها منذ اسابيع ويجمع عنها كل صغيرة وكبيرة. نزع حمزه النظارة عن وجهه وهو يتذكر زيارته لأحد معارفه الذين تم إدخاله للمشفى لتكن فرصة ذهبية لحمزة كي يتجول بالمشفى ويتعرف على الطبيبة روان دون أن يشعر به أحد. لقد زار الرجل باكراً وقت زيارة الأطباء وبقي لديه حتى حان موعد دخول الطبيبة روان فرأى جديتها وحدة نظراتها فهي لم تنظر إليه أو ترمقه بنظرة خاطفة حتى مما جعله يمتاز غيظاً كونها تجاهلته ومرت من أمامه ولم يحرك بها ساكناً.

YOU ARE READING
غيم أسود .. وبدايات شتاء ( مكتملة )
Romanceتأليف الأخوات كهرمان ذات ليلة والغيوم سوداء والشتاء ينذر بزحفه نحو المدينة .. هنالك صرخات مزقة ذاك السكون لكن لم يكن هنالك مغيث لهن أمام جبروت الانتقام وقسوته لذنباً لم يقترفنه ... ليلة مظلمة وثقيلة بظلالها مرت على ثلاثتهن قلبت حياتهن رأسا على عقب...