الفصل السابع

4.5K 212 137
                                        

ستدرك في وقتٍ متأخّر من الحياة أن معظم المعارك التي خُضتها لم تكن سوى أحداث هامشية أشغلتك عن حياتك الحقيقية .

غازي القصيبي


كانت ملك تجلس على السرير تضم يديها أمام صدرها غاضبة ورافضة منذ ليلة أمس أن تقوم بإرضاع مازن مهما حاولت معها عمتها مليكة لتقوم حينذاك أميره بأخذه لتعتني به إلى أن يستطعن من اقناع ملك بذلك ، فجأة طرق الباب لتدخل روان بلبسها الابيض ناظرة إلى ملك لتبتسم وهي تقول

" استيقظت فتاتنا الجميلة "

نظرت ملك إليها لكنها لم تجيبها بشيء بل ظلت عاقدة الحاجبين كانت أشبه للطفلة من كونها فتاة مراهقة وأما ، لتسألها روان التي ارسلت لها أميره ان تحضر لتقنع ملك بإرضاع مازن الذي لم يهدئ منذ ليلة البارحة

" من أحزن جميلتي يا ترى ؟؟"

" أبله روان لست بطفلة "

ضحكت روان وقالت وهي تقرص وجنة ملك التي عادت إلى عنادها السابق

" حقاً .. حسناً أعتذر منكِ يا ملاكي "

لتقول ملك بدلال

" أبله روان لا تغضبي أرجوكِ "

قبلتها روان وقالت

" من هذا الذي يغضب من ملاكاً مثلك !! هيا اخبريني لماذا أحزنتِ ماما مليكة يا ملك ؟؟"

نظرت ملك إلى عمتها مليكة ثم إلى أصابعها وقالت بحزن

" أنا احبها جداً ولا أريد أن أحزنها .. لكنني لا أستطيع أن ألمسه شكله مقرف ومقزز "

أمسكت روان بيدها حتى تنظر ملك لها وقالت بتفهم
" هل هنالك أماً بالعالم تقول عن طفلها الجميل مقرف ومقزز يا ملك ؟!!"

بكت ملك وقالت بغضب

" هذا ما أشعر به .. ليته يتوفى حتى لا اضطر لأن أراه وهو يكبر ليصيح شبهه أكثر "

توقفت تدفق الكلمات من فم ملك وتجمد كل ما بها ليستدرن ثلاثتهن إلى ما تنظر ملك إليه ، ليجدن أن كلاً من حمزة وحسام بالإضافة لمراد قد حضروا لزيارة الطفلين فلم يجدوا من داعي للذهاب إلى المنزل وجميعهن هنا وعندما وصل ثلاثتهم كان الباب مفتوحاً فدخلوا الغرفة دون طرق الباب.
ليفاجأ ثلاثتهم بما سمعوه ليعم المكان الصمت آنذاك لا يقطعه سوى صوت شهقات ملك التي غطت وجهها واخذت تبكي لتضمها عمتها مليكة متفهمة مشاعرها وما تشعر به فما مرت به ليس بقليل ليأتي قطعة من قلبها يذكرها بما حدث كلما نظرت إليه.

غيم أسود .. وبدايات شتاء ( مكتملة )Où les histoires vivent. Découvrez maintenant