كهف جهنم (1)

1.1K 68 27
                                    

رغم أن الدليل البدوى حذر تلك المجموعة من المغامرين  الذين جاؤا لاكتشاف تلك المنطقة الصحراوية النائية الا انهم اصروا على نزول ذلك الكهف.. وربما كان ذلك القرار هو سبب كل المتاعب والاهوال التى عانى منها الجميع.. والتى لا يعلم احدهم كيف ستنتهى..
مازال (ادم) يتذكر كلمات البدوى الذى تجاهل فتحة هذا الكهف بالتحديد اثناء مرورهم بين وديان تلك المنطقة البكر حين استوقفه (فارس) احد الشباب الخمسة قائلا:
-يوجد كهف هناك.. لماذا لا نكتشفه؟؟!!

نظر له البدوى الشاب فى شىء من الحزم قائلا فى محاولة منه ان يبدو فى شىء من اللا مبالاه:
-هذا الكهف غير عميق.. ولا اعتقد انه مهم..

كان يتحدث بلهجة بدوية غريبة لكنها مفهومة وبسيطة ربما لكثرة احتكاكه برحلات السفارى لكنه لا يفهم الغرض الذى جاؤا له لذلك قال (ادهم)ذلك الشاب النحيف ضئيل الجسد وهو يستخرج كشافه متجها الى الكهف:
-لا اظن ذلك فالكهف يبدو منعزل وعميق.!!

نظر له البدوى الاسمر بنظرة نارية وهو يقول رافعا صوته بشكل مفاجىء:
-قلت ان هذا الكهف غير عميق.. وسطحه شديد الوعورة..

ثم هدأ قليلا وهو يكمل:
-هذا الكهف سطحى لن يفيدكم فى شىء..

قالها وجذب ناقته التى تحمل اغلب المعدات وانصرف غير ناظرا لهم لكن (ادم) عدل وضع نظارته واوقفه بحزم:
-توقف.. لقد تعب الفريق سيرا واظن اننا يجب ان نرتاح قليلا..

توقف البدوى ناظرا الى الشباب الخمسة ثم عاد ينظر الى الشمس التى اقتربت من المغيب وبدأت تغوص بين مرتفعات الوديان.. ثم التفت لهم قائلا بشىء من القلق:
-سنبيت الليلة هنا عند هذا الوادى هناك فى الأسفل فهو اكثر امانا.. لكن لا تنسوا انى حذرتكم من نزول ذلك الكهف..

بعد دقائق وصلوا الى الوادى حيث انزل الخيام وبدأ فى نصبها فاقتربت منه تلك الفتاة الوحيدة بين الشباب الخمسة والتى يدعونها(ساره) بشعرها الاحمر وجسدها النحيف.. كانت مختلفة عن تلك الفتيات اللاتى يأتين دائما للتنزه اوقضاء ليلة سفارى للاستمتاع حيث بدت مهتمة طوال الوقت بالصخور وهى تتحدث مع صديقها ذو الشعر الاصفر الطويل (هيثم) لذلك قدر انها عالمة او على الاقل تهتم بدراسة الصخور لسبب علمى لذلك بمجرد اقترابها منه رفع يده ليوقفها قائلا:
-اعلم انك مهتمه اهتمام كبير بالصخور.. لكن لا اظن ان اقترابك من هذا الكهف امر جيد..

ابتسمت بهدوء قائلة:
-(سيد جاسم) اعلم ان المنطقة محاطة بالكثير من الغموض والاساطير و ال…

قاطعها بحدة :
-ليست أساطير..

ثم اشاح بوجهه عنها وهو ينصب الخيمة الثانية مكملا بإضطراب:
-الامر اكبر من ذلك.. صدقينى انا رأيت ذلك بنفسى ليست مجرد حكايات تحكى..

نظرت للكهف الساكن بهدوء وسط سكون المكان ثم تركته واتجهت الى الشباب الخمسة يتهامسون ويضحكون وهم..
يختلسون النظر الى ذلك الكهف..
وفى عقلهم فكرة واحدة..
لابد من اكتشاف هذا الكهف..
بأى شكل..
وبأى ثمن..
****
كانت الشمس قد غربت بالفعل ولكن اكتمال القمر فى تلك الليلة بعث على الاطمئنان وقد جمعتهم حلقة واحدة جلسوا فيها جميعا حول النار التى اوقدها (جاسم) والذى انهمك فى اعداد بعض الطعام لهم فمال (فارس) على اذن (ادهم) هامسا:
-اسمعنى جيدا.. غموض ذلك البدوى وقلة حديثة عن الكهف.. الامر مقلق حقا.. لماذا انتم مصرون على هذه الفكرة..

كهف جهنم (أ. حسام أبوحطب) Where stories live. Discover now