كهف جهنم (3)

278 43 23
                                    

توغل (ادهم) و(فارس) داخل الممر الصخرى وكلما غاصوا فيه اكثر كلما كان (فارس) حريصا على وضع علامات فسفورية على صخور الممر لتسهل عليهم معرفة طريق الرجوع وعلى ضوء كشفاتهم ظهرت صخور الكهف المتدلية من اعلى ووقف (ادهم) يتفحصها وهو يسجل مللحظاته عبر جهاز التسجيل قائلا:
-يبدو اننا حصلنا على ثروة.. اساطير الناس حول الكهف دفعت الرهبة والخوف فى قلوبهم فابتعدوا عنه ولم تمسسه يد بشر على طول الزمان..

ثم اشار الى صخرة صغيرة التمعت تحت ضوء الكشاف حاول استخراجها من الحائط بأى شكل وهو يقول:
-اظن ان اغلب الصخور هنا تعود للزمن الجيولوجى (الاركى) فقد قامت عوامل التعرية بلعب دور كبير فى ازالة كل الرسوبيات التى غطت صخور هذا الزمن..

قالها ووضع الصخرة الصغيرة فى حقيبته لدراستها فيما بعد ثم تذكر شيئا فجلس على ارضية الممر الصخرى يبحث عنه فى الحقيبة فاقترب منه (هيثم) متسائلا:
-عم تبحث؟؟!!

لم يجيبه كأنما لم يسمعه اصلا فاعاد التساؤل:
-هل تبحث عن شىء!؟؟!!

اجابه وهو يخرج شيئا ما:
-بل وجدته اخيرا..

قالها وانطلقت ضحكته يرددها الممر الصخرى بهدوء وهو يخرج سيجارا ملفوفا بطريقة معينه دفعت (هيثم) ليشهق وهو يقول:

-مخدرات.. كيف احضرت هذا الشىء الى هنا ايها المجنون..

اتسعت ابتسامة (ادهم) وهو يشعل اللفافة بحرفية قائلا:
-ارى الدب العملاق خائفا مرة اخرى.. قلت لك الف مرة الاوراق الخضراء تصنع المستحيل..

ثم مد يده له باللفافة هاتفا:
-خذ ولا تتردد انه صنف ممتاز جدا.. ستشعر معه انك تطير فوق السحاب..

امتنع (هيثم) رافضا:
-لا اظن اننا فى وضع يسمع بتدخين هذه المخدرات اللعينه..

ضحك(ادهم) :
-بالعكس.. صدقنى هذا هو وقتها المناسب.. هذه اللفافة قادرة على تبديد خوفك وستشعرك بالامان فى لحظة كأنك فى حضن أمك..

قالها وارتفعت ضحكته لكن فجأة انطلقت صرخة داخل ممر الكهف فنظر احدهم للاخر وهتفوا فى وقت واحد:

"يا إلهى..(سارة).."

ثم انطلقا يجريان عبر الممر فى محاولة للحاق بمصدر الصوت لكن (هيثم) كان بطيئا لوزنه الثقيل فتأخر قليلا ثم توقف يلتقط انفاسه المتلاحقة وهو يستند الى جانب الممر الغارق فى الظلام..

لكن فجأة اتسعت عيناه ويده تهوى داخل فراغ عميق لينزل بجسده الضخم فى فراغ الحائط واصطدم بجدرانه الجانبية حتى سقط على وجهه و استقر جسده الضخم على ارضيته الصخرية فاقد الوعى..
تماما..

***
فجأة أستيقظ وعى (آدم) بغته..
كان الظلام يحيط به بشدة فأمسك رأسه الذى يؤلمه وشعر بسائل لذج فى مؤخرة رأسه فعرف على الفور ان رأسه أرتطم ربما بصخور ذلك الخندق الذى سقطوا فيه جميعا وربما انخلعت خوذته مع الارتطام و بالتأكيد نزفت رأسه..
تحسس المكان من حوله فى الظلام لكن بلا جدوى وهنا تذكر انه يمتلك مصباحا يدويا فى حقيبته تحسس ظهره فاكتشف ان الحقيبه مازالت مثبته عليه فخلعها وفتحها وسط الظلام باحثا عن ذلك الكشاف حتى وجده واضائه واخذ ينظر لكل ماحوله من صخور وناظرا الى الفجوة التى سقطوا منها قبل ان يتذكر (سارة) و(هيثم) فدار فى المكان دورة كاملة بعينيه باحثا عنهم بكشافه وسط الظلام لكن بدا وكأنهم اختفيا..
هل سقطا فى مكان آخر؟؟!!
لايمكن الاجابة على هذا السؤال وسط الظلام يجب ان يجدهم اولا..
بالتأكيد لن يبتعدوا..
وعلى ضؤ كشافه وجد ممر صخرى ضيق سلط كشافه على الممر فى محاولة لاستكشافه لكن الصخور المتدليه من السقف حجبت الرؤية كثيرا حاول الوقوف لكنه فشل وسقط ارضا متأوها بشدة فلم تقوى قدمه اليسرى على حمله سلط الكشاف عليها فوجد ملابسه ملطخة بالدماء فوضع الكشاف جانبا ومد يده فى قطع بنطاله ومزقه واكتشف ان قدمه مصابه بشدة لكنه تحامل على نفسه للوقوف على قدم واحدة واخذ يستند على الجدران فحشر نفسه فى الممر فى محاولة منه لتخطيه وبالفعل نجح فى تخطى الممر بصعوبة فوجد نفسه أمام قاعة صخرية واسعة يتفرع منها عدة ممرات وشقوق بين الصخور وقف امامها فى حيرة محاولا ان يتذكر كيف وصل الى هذا المصير..

كهف جهنم (أ. حسام أبوحطب) Onde histórias criam vida. Descubra agora