الفصل الرابع و الأربعون - Chapter 44

10.2K 684 379
                                    

- وجهة نظر ثالثة -

الأربعة أيام جرت بِسرعة الريح و لم يشعرون بِها ابداً.

وصلوا إلى مملكة فالينيا، أستراحوا قليلاً ثم وجدوا أنفسهم في يوم السفر مجدداً إلى المملكة الأخيرة في هذا العالم.

لم يأخذونَ حمولة ثقيلة على الطريق لكنهم لم يُقَصِروا بِأخذ أسلحة كثيرة، فرسان و حراس خاصيّن لكي يرافقونهم على الطريق المظلم و المليء بالحجارة و الطين.

مع أنَّ المطر لم يهطل و لا ثلوج قريبة منهم لكن الأرض ..... سوداء و لزِجة جداً كأنَّ الليل لا يعيش فوقهم فَحسب بَل أسفل أقدامهم.

بعضًا مِن الحُراس وقعوا على الأرض لكونهم لم يتحكموا بِتوازنهم و بعضًا من الخيول المسكينة واجهت نفس المصير لِشدة لزوجتها.

حتى الغابات مِن حولهم هادئة......

أو صامتة، لا يسمعوا منها أية همس أو أصوات الطبيعة نفسها التي تصدرها في أوقات من الليل أو النهار.

بالكاد يَشعرو بِنسمة الهواء على جلودهم المكشوف كُلما أخذوا فترة أستراحة قصيرة لِلغاية خوفًا على أنفسهم مِن صمت هذه الغابات و الطُرقات الوَعِرة الخطيرة.

هذه طُرقات و غابات بداية الطريق الذي يوصلهم إلى مملكة الظلام التي تُدعى، شادونايت.

لقد مروا في طُرقات ممالك أخرى على طريقهم لكونها الوحيدة التي توصلهم إلى هدفهم في أمان و مع ذلك في اللحظة التي أصبحوا فيها في أراضي شادونايت، تحول كل شيء جميل و ساحر إلى قبيح و خطير.

في حياة  فالكين كُلها، لم يخطو و لو خطوة صغيرة في أراضي هذه المملكة التي خُلقَت مِن الظلام و كل ما هو شرير، ليسَ لأنه لا يريد لكن لم تسنح له الفرصة ابداً.

و ها هي ..... فرصته التي بدأ بِالندم عليها ليسَ لأنه سيَدخلها لكن لأنَّ معه أشخاص مهمين قد يُصبحوا أهدافًا متحركة لِلأعداء و خاصةً انهم سوف يدخلونها مباشرة و ليسَ هذا فَحسب بَل سيدخلون قصرها في أخِر مدينتها و التي على حسب ما سمعه، تُطِل على البحر الأسود.

بحر قد كانَ أملاً لِجنس هذا العالم لكنه بِسبب حكام تلكَ المملكة، تحول لِكوابيس لهم و ملجأ لِلأشرار و نواياهم الفاسدة.

فإن لم يكُن أية حاكم عادل و يُحب الخير لِلجميع لن يكون شعبه مِن الأخيار ولكنهم سيُحبون عمل الشر، الكره و الحقد على الغير.

تنهد فالكين و هو جالس في عربته التي يُشاركها مع صديقه المُقرب ريزار الذي يجلس على المقعد القرمزي مقابله و مرافقه بلايز النائم في حضنه.

الوقت متأخر من الليل و السماء حالكة فوقهم، لا نجوم فيها و القمر مُختبئ بين غيوم رمادية و الأشجار التي تُحيطهم تُغطي بأوراقها عليه، تُجلِب الظلام أكثر و أكثر كُلما دخلوا إلى عمق أراضي شادونايت.

تحت الغطاء الأبيض - Under The White Cover ✔Where stories live. Discover now