٢٩-حزن و ألم

89 15 2
                                    

ما إحتمال أن تلتقي بشخص لا تعرفه مرتين؟..و ما إحتمال أن تصبح مسؤولا عن هذا الشخص لأجل غير محدد؟

تسائل نيار في سره و هو يجلس على حافة سريره بالأكاديمية و يركز بأنظاره على ريناس الجالسة على كرسي المكتب أمامه تنظر إليه بنوع من الإستكشاف المتسائل..لحظة الصمت التي مرت بينهما بينت تضارب أفكار كل منهما، و لم يكن يقطعها بين الفينة و الأخرى سوى زفير فريتز المتملل..

-"حسنا..!" زفر نيار أخيرا يمرر كف يده على وجهه في محاولة منه لضبظ نفسه، بينما إستقرت ريناس على حالها غير قادرة على قول شيئ ما، فالعديد من الأسئلة تنهش ذماغها بخصوصه ناهيك عن كونها متعبة لدرجة عدم قدرتها على خوض أي نقاش مهما كان نوعه..

-"لا أستطيع أن أفهم..لما من بين آلاف الفتيات في العالم تكون أنت؟" تسائل بغضب و نهظ من مكانه يدرع الغرفة جيئة و إيابا..

قلبت ريناس عيناها بضجر بالرغم من عدم فهمها لمعظم ما قاله قبل أن تصيح :"بل أنا من عليها أن تفهم هنا..من تكون أنت؟..ماذا كنت تفعل ذلك اليوم في المصح؟.و الأهم ما علاقتي أنا بك حتى و إن كنت أحد طلاب الأكاديمية؟ "

توقف عن سيره و إلتفت ينظر إليها شزا، بينما صفر فريتز كمن يشاهد مباراة ما و قرفص أرضا جوار قدمي ريناس يتابعهما بإهتمام..

-"لقد قلتها توا..طلاب الأكاديمية..!" صاح بها بنفاذ صبر بعد أن إستطاع التحكم في نفسه و عدم الإفصاح عن حقيقة العلاقة التي ستجمعهما فيما بعد..و آه كم صار بتمنى لو أن هذه المدعوة ريناس كانت لينوفر لا هي..!

نهظت ريناس من مكانها مجيبة إياه بنبرة متعبة :" لا يهمني أمرك في شيئ، فبالرغم من كون العديد من الأسئلة تنهش ذماغي الآن إلا أني أملك ما هو أكثر أهمية.."

سارت بضع خطوات تنوي مغادرة غرفته إلا أن دوارا مفاجئ قد أصابها جعلها تترنح في خطواتها فأسرع يمسك بذراعها تزامنا مع صراخ فريتز بإسمها مهرولا ناحيتها..

-"هل أنت بخير؟" سألها نيار بهمس و نبرة هادئة وهو يساعدها على الوقوف بشكل ثابت، فسارع فريتز لإمساك ذراعها الأخرى..

أغمضت عيناها لوهلة فتحسدت نتيجة التحليل مجددا أمامها مما جعل رجفة تعبر جسدها و هي تحرك رأسها نافية..

لا أستطيع المقاومة..لا أستطيع الإدعاء أني بخير..! تمتمت في سرها في حين لا زال رأسها يتحرك بسرعة نافيا لسؤاله..نيار الذي عقد حاجبيه في تسائل واضح لوضعها و ماكاد يسألها مجددا حتى لمح سيل الدموع الذي غادر عيناها المغمضتان لتشهق باكية بمرارة..

-"اللعنة ريناس..! ليس مجددا أو على الأقل ليس أمامه " صاح فريتز يمد يده ليمسح دموعها فتغضن جبين نيار لذلك و زفر بخفوت قائلا :"أظن أن صديقك الخفي يحاول مواساتك بشكل ما"

ريناس روبي1Where stories live. Discover now