p1

33 2 0
                                    

لا اعلم يا عزيزي أتتذكر كيف التقينا، اين وكيف؟ كان يوما عاديا كما الايام في الجامعة، تلك الجامعة التي لم اخترها ملئ إرادتي إنما هي تلك الأرقام و الحسابات ما حددت مصيري وليس رغبتي، عجب العجاب يأتي زمان تتملكنا الحسابات والارقام، يأتي زمان لا يعبأ التعليم بما تريده و ترغب به بل يعبأ بنسبتك المئوية فهي تلك التي تحدد ما يرغبه -التعليم- و كانت تلك اول صفعة من الحياة علي وجهي الناعم، صفعة تركت اثار من الهالات و التجاعيد لتخط علي وجهي البرئ اول معالم البؤس. أتذكر يا عزيزي عندما أخبرتك وقتها اني أردت الالتحاق بكلية الطب و آل بي الحال في تلك المهزلة و لم اعد اطيق ذراعا هنا. أتذكر ماذا قلت لي، قلت لي: يا ليلي انا كمان مبحبش الكلية و كنت عايز اكون  ف هندسة اساسا و شوفي الدنيا جابتني فين اداب؟ يعني حتي ملهاش اي علاقة بشغفي. بس يا ليلي.. في وقت معين الإنسان بيكبر و بيبقي لازم عليه أنه يتأقلم مع الوضع، الدنيا مش ماما هتطبطب علينا و تأكلنا ف بؤقنا و تدندن لينا الحان قبل النوم، الدنيا صعبة يا ليلي.. صعبة و مقرفة و عمرها ما هتدينا اي حاجة احنا عايزينها.
قلت لك يومها انك علي حق و لكن عندما التقيتك نسيت حنقي بالجامعة و بؤسي بحياتي، قلت لك أن الحياة لم تكن يومها عادلة عندما القتني عند أعتاب تلك الجامعة و لكنها بدلا من اعطائي مُناي اعطتني اياك، و ما الذي قد احتاجه الاك يا حبيبي؟
كنت مخطأة، كانت تدفعني نيران الشباب و وهج الشوق والمحبة، فلم أدرك يومها انك مثل جامعتي المفضلة التي بذلت ما بذلت فيها من مجهود و مشقة علي امل اللقاء و حتي جاء اللقاء فما وجدت الا سرابا..
لقد كنت صفعتي الاقوي من الحياة، لم تكن الاقوي لشدة حبي، بل كانت الاقوي من شدة ثقتي.. حتي اني كلما واجهت صفعة جديدة من الحياة كنت اهون علي نفسي(لا تحزني يا ليلي فمازال هناك يونس) حتي اختفيت انت أيضا يا عزيزي ف توالت الصفعات، تلك التي اضمرتها في ذاتي عندما كنت بجواري و تلك بعد فقداني اياك.. فلماذا يا يونس، لماذا يا عزيزي افترقنا؟

ربما في عالم آخر نلتقيTahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon