كنت راقدًا في سريري بهدوءٍ باسطًا جسدي و نائمًا على ظهري، أنظرُ لذلك الوهمِ الذي يحومُ فوقي و الذي يخيِّلُ لي حياتيَ القديمةَ كمشهدٍ من فيلمٍ حزين، يُحلقُ على مرمى بصري يجعلني أرى كلَّ أحداثِ طفولتي السعيدةَ تتراقصُ فوقي و من ثمَّ تلوحُ و تتلاشى و يظهرُ محلها خرابٌ يماثلُ أطلال خافقي..
من بالوباءٍ يشوبُهُ..
منذُ صغري كان الجميعُ يحسدني على جونغكوك، يريدهُ مني ، يسرُّ الأماني في نفسهِ رغبةً بأبي ، بأمي ، بإخوتي و بحبيبي و جميعِ من يكونُ لي ، كان الجميعُ لا يرى أنني يتيمٌ و أنني فقدتُ الكثير، و جونغكوك عندي هو عوضٌ و هبةُ من إلهي التي إذا حُسدت تلاشت..
" نصفٌ من سعادتك يا تايهيونغ، أو ظفرٌ حتى من جونغكوك!، أنت ملكت السعادةَ و ما بينها، أنا أحسدك!،.. أتمنى حظك،.. ليتني مكانك،.. ليتني كمثلِ حسنكَ لأحصل عليه؟،.. أنت محظوظ! "
باتت تلك الجملُ الآن كالسكاين التي تذبحُ كل شريانٍ أحبَّ جونغكوك، كلَّ وريدٍ قد تلفظ بإسمه، بل هي خناجرٌ تمزقُ قلبي ، و فأسًا يفلقُ الفصَّ الأيمن عن الأيسر فيه..
استغرقتُ لياليَ و أيامًا عميقًا بالبكاءِ الصاخبِ الذي علا أنحاء غرفتنا، و بدورهِ يترددُ صداهُ في أذني يزيدُ من حسرتي و سخطي..
" لما تفعل هذا بي ، لما تفعلُ هذا بنا؟!"
كنتُ أصرخُ بكلِّ قوتي و أنا أضربُ بكفاي على صدري..
" لِمَ تخونني معاها ؟!"
هذهِ المرةَ صفعتُ وجهي و نتفتُ خصلاتَ شعري..
أصابني ما كنتُ أخشاه، هذاني و جنوني بك ، نفسٌ مريضةٌ ببشريٍ سرق كلَّ محبتي و كُتبَ عليَّ التعاسةُ بدونه..
أريدُ المرآة حالًا!..
هتفَ عقلي لي فاستقمتُ سريعًا ناحية مرآةِ يدٍ صغيرةٍ و دهشتُ عندما..عندما وجدتني لا آراني فيها!..
YOU ARE READING
الصهباء | ت؛ك
Romanceجميلةٌ هي كما لو أنَّها لوحةٌ اجتمعت بها كلُّ الألوانِ و بتناغمٍ زاهي ، و أنا عديمُ اللونِ و الميزة ، جميعُ ما بها ينافي ما بي بالشكلِّ الأفظع!.. هكذا علمني بُعدُ زوجي عني..، علمني أنَّ الصهباءَ تفوقني بالمحاسنِ و أنا آخر ثلاثةِ أحرفٍ منها.. آسن.. ...