حلقه خاصه

10.3K 259 32
                                    

أشتهي عناقاً
الحكاية الاولي..
الفصل  الاول
سلسلة (أغراب بلا وطن)
أسما السيد..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم..

أنا (إيلاف)  أنا تلك التي ينعتوها بغريبة الأطوار، إسمي غريب وهيئتي غريبه لست كأهل المشرق، ولا أهل البلاد أنا ذات النمشات الغربية وذات العيون الزرقاء، أنا من أخفي مفاتني جميعها عن الأعين أنا ذات الرداء،  من يتمناها الجميع لأنفسهم،  ولا أعجب ذاك الذي ينعتني دوماً بالبكماء، أنا من أبكي ليلاً حسرةً علي ما صابني، وأنا الغريبة الوحيدة ،  بلا أهل ولا دار،.. أنا تلك الغبية التي وقعت لعشق رجل،  جعلني لا أستطيع عنه الإستغناء،  أنا من يأتي ليلاً  يقبلها،  ويهديني بأثمن الاشياء، أنا من يحسدونني علي كل شيء، ولا يعلمون أنني أفتقر حتي لأبسط الأشياء، أنا من تشتهي ذاك العناق..أنا من تتقوقع علي نفسها ليلاً بعد عشقة الجارف، أخبر الله بكل الاشياء، وأنني فقط لا  أشتهي منه إلا ذاك العناق..
أنا من تبكي ليلاً علي أتفة الأسباب..أنا أيلاف..أنا تلك التي لا تشعر بالأمان..أنا الغريبة، بلا وطن ولا إنتماء..
ــــــــــــــــــــــــــــ

ـ إيلاف..يا إيلاف..إنتي يابت مش هتقومي تروحي بقي، ولا ناوية تباتي هنا الساعه بقت خمسة؟

زفرت إيلاف بهم وهي تستمع لنفس ذات الكلمات التي تخبرها بها جيداء كل نهاية دوام لهم في الجامعه..

ـ خلينا شوية ياجيداء..ما أنتي عارفة إللي فيها، أنا باجي الكلية عشان أفك عن نفسي..

جيداء بحزن عليها..

ـ أنا عاملة عليكي يا إيلاف هتروحي متأخرة زي كل مرة وجوزك هيقلق عليكــي ويقلب الدنيا، دا أنتي وراكي لسة  طريق سفر طويل..

ادمعت عين إيلاف وهي تتذكر  زوجها التي أجبرتها والدتها علي الزواج منه حتي تتخلص من عبئها وهي بسنتها الاولي من كلية الأداب جامعة القاهرة، جواد إبن عمها الغير شقيق لوالدها، الذي سافر لإحدي الدول الأوربية لسنوات وجمع مبلغاً من المال لا بأس به، ووضعة وديعة بإحدي البنوك ويعيش علي العائد الذي يأتي منه، بالحادي والثلاثتين من عمره، منذ تزوجتة وهو لا يشغل بالة الا السهر ليلاً وشرب المكيفات مع أصدقاءه، وطيلة النهار نائماً علي أثرة..أو هكذا خُيل لها..

لا أحد يعلم ما تعانية  بدقة معه إلا هي..أو هذا ما تود هي إخبارهم به، لا أحد يشعر بها، ما يروه هم نعيماً، هو الجحيم بذاته لها..
أربعة سنوات قضتهم من عمرها هباءً منثوراً، لم يتغير، وبنظرها لن يتغير أبداً، حاولت مراراً، ولا امل منه،تعاني وتعاني ولا يشعر بها، لا تريد أموالة ولا تشتهي شيئاً مما يأتي لها بة…
تشتهي فقط منه عناقاً دافئاً..حتي بتلك اوقاتهم الخاصة تفتقر لة..
هبطت دموعها تباعاً بغزارة، ومالت برأسها تنظر لذاك البعيد الذي يلهو أمامها، وكأن الدنيا لا تسعه  من السعادة، طفلها..ذات الثلاث سنوات..الذي يحارب معها في معركتها الخاصة مع والدة..
(جواد) وما أدراك ما هو؟
ليست غبية ليخفي عليها،  عشقة المتملك لها، لقد عاشوا معاً ببداية زواجهم أجمل لحظات معاً، وكم كانت تعشق دلالة لها، حتي لو لم يصرح بعشقة، ولم تصرح هي، ولكن لا تعلم اين رحل كل ذاك الدلال، أم هي من كانت عمياء منذ البداية..وكل ذاك الدلال فخاً لتقع هي بعشقة البائس

أصابك عشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن