حديث بعد الثانية عشر

| القلق |

أصعب شىء قد تشعر به سيدي القلق

حيث يؤلمك معدتك، تشعر بأنعدام الحياة أمامك
كلما حاولت الاستمتاع بحياتك ستجده يمنعك وكأنه يقول "تستمع بحياتك وانا موجود؟، هذه تُعتبر اهانه في حقي".

قلبك المسكين الذي يظل يدق عدة مرات وبسرعة خارقة مستغربًا كيف لم يخرج من مكانه.

النوم الذي تنسى طعمه كلما تغمض عينيك تجد ما يقلقك في نومك، تتذكره وانت مستيقظ وتراه في أحلامك.

تهرول لأي احد تخبره عن قلقك لعل وعسى يخففه عنك ولكن بلا جدوى، كلما تحدثت معهم يخففونه كثيرًا وتشعر بأن الحياة قد دبت بك مرة آخرى.

تحاول ان تتناسى قلقك بالفعل اي شىء وسبحان مشيئة الخالق تجد كل شىء أمامك يفكرك بما يقلقك وحبذا لو كان هناك إشاعة هذا تعب أعصاب بالكامل ومن يقول غير ذلك كاذب.

سيحاولون أخبارك بأن كله سيمر وأنهم مرو بتجارب سابقة وقد مرت الأيام، وسيقولون لك لا تقلق وكأن هذا بيدك أصلًا.

سيستخفون بقلقك حتى تتنساه، سأصدمك سيدي لن يخفف قلقك بل يزيد، لا أعرف السبب ولكنه سيزداد.

ستذهب لكل قريب تحكي له ولم تنجح، ستلجئ للأغاني التي تحبها وتناسيك همك أحذر ماذا ستزيده عليك، ستشعر بضيق، ستنفر منها.

تناجي ربك بالدعاء وقرآة القرآن _أو الأنجيل_ والصلاة وبالفعل سينعدم وسترتاح وتحمد الله، أقسم بأنه عند جلوسك دقيقة واحدة بعد انتهائك ستشعر به يزيد.

ياليت يخترعون دواء لداء القلق، لا النوم ولا الاغاني ولا الحديث مع الصحبة سيهدأك.

لن تهدأ، سيظل القلق ينتشر في جسدك حتى يأكل أعصابك تسير بأعصاب تالفة، إبتسامة مزيفة ترسمها على شفيتك حتى لا يمل منك اصدقائك.

بالأخير ستمضي مع القلق رحلة حياتك سيكون رفيق دربك الذي أن غاب يعود ضاربًا اياك وكأنه ينتقم من تلك الايام التي غابها عنك.

13/3/2021

كُتب من قبل الكاتبة المبدعة 🤍
MaramSalah0