الفصل الثامن والخمسون (أخشى حبك)

123K 6.4K 2.1K
                                    

الفصل الثامن والخمسون (أخشى حبك)
#رواية_وريث_آل_نصران
بسم الله الرحمن الرحيم

وكأن القلب يعرف مالكه أكثر من نفسه ...يعرفه لدرجة تصل إلى أن يسلم مفتاح دخوله إلى الشخص الوحيد الذي يرى فيه الأمان مع أن صاحبه مازال ينكر ذلك... ينكر ويشعر بالأمان ليثبت أن لا أحد يعرفك أكثر من قلبك.

هو في النهاية هنا، كما اعتادت دائما.... وصل إلى منزل "ميرڤت" منهكا حيث الطريق من الاسكندرية حتى القاهرة بالإضافة إلى التلف الذي أصاب كل إنش به بعد ما سمعه من "بشير" عن حالتها.
كان "حسن" يجلس على الأريكة أمام غرفتها وما إن دخل "عيسى" بعد فتح "بشير" البوابة له، هب واقفا، ثم سمع سؤال شقيقه الذي بدا قلقه جليا للجميع:
ايه اللي حصل؟

تحدث "حسن" أولا يخبره بتعب بعد ليلة لم يذق النوم بها:
أنا كنت هرجع النهاردة اسكندرية علشان زهقت، قولت هاجي اسلم عليها ولو أنت مجتش على اخر النهار هرجع لوحدي، جيت لقيت الجيران بيقولوا انها متخانقه مع جوزها وتعبانه اوي.

أكمل "بشير" يطمأن صاحبه:
أنا حسن اتصل بيا، وكلمتلها الدكتور بتاعها، جه شافها وقالي إن اللغبطة دي بسبب انها مش منتظمة في الأدوية بتاعتها، ولا بتتابع معاه زي ما المفروض يحصل.

سمع منهما ما أراد وتحرك بهدوء ناحية غرفتها، فنبهه "حسن":
هي نايمة يا....

قبل أن يتابع حثه " بشير" على الصمت قائلا:
سيبه يا "حسن".

تركه بالفعل وعاد للأريكة وقد تمدد عليها بتعب، وفعل مثله " بشير" على الأريكة المقابلة، بينما في نفس التوقيت دخل "عيسى" إلى غرفتها اتجه مسرعا إلى فراشها وجلس جوارها ليرى الشحوب الذي أصاب وجهها، مسح على رأسها بحزن شديد وهو يتأمل تقاسيمها، مهما فعلت يحبها، لم يشعر بألمه أحد بنفس القدر الذي شعرت هي به.
تسللت رائحته إلى أنفها، ففتحت عينيها وما إن وقعت على وجهه حتى ابتسمت بضعف قائلة:
وحشتني يا واد.

مال على رأسها مقبلا، وهو يقول بمزاح محاولا التخفيف عنها:
كده تقلقيني عليكِ، وتجيبيني في أنصاص الليالي... ثم تابع مغيرا صوته:
وأنا الحاج محرج عليا قايلي لو خرجتي بعد 12 هطلقك.

تضحك من قلبها على الرغم من أنه أوشك على الإنهاك تماما، ابتسم لضحكتها وهو يطالعها بحنان جعلها تقول بنبرة منخفضة:
بطل تبصلي كده بعينيك الحلوه دول، أحسن أحسدهم.

تضع الدواء في أحد الأدراج المحاورة للفراش دائما، هو يعلم ذلك، مما جعله أثناء حديثها يفتح الدرج ليجده خالي من كل شيء فاستدار يسألها معاتبا:
فين الدوا بتاعك؟

_ خلص.
قالتها بوهن شديد جعله يسأل طالبا الصدق:
أنتِ اشترتيه الشهر ده ؟

لم تستطع الكذب فهزت رأسها نافية وتابع هو بغير تصديق:
بياخد منك حق الدوا، هو بيدفع حاجه من جيب أهله علشان يستخسره فيكِ؟

وريث آل نصران Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt