8-'القاتل المنقذ'

1K 165 30
                                    


.
.
.
.
.
.

كان الميتم يحترق.

توجهتُ فوراً نحو الأشخاص الذي تم إخراجهم من الحريق وتفحصتُ وجوههم، كانوا جميعاً مكتئبين ومذعورين وكأنهم رأوا الموت.

اتذكر أن كل شيء يخص مين هو احترق في ذاك اليوم حين احترق الميتم..لكن هذا لن يتكرر مجدداً!!

بينما رجال الإطفاء كانوا يخرجون الاطفال والعمال ركضتُ انا للداخل متجاهلة ندائهم لي وصراخهم علي لأتوقف.

بمجرد أن دخلتُ حتّى سقطت الكثير من الأشياء اثر الحريق لأصرخ واضع برأسي تحت ذراعاي.

رفعتُ سترتي على أنفي ونظمت أنفاسي وسِرتُ بِبطء للداخل، لا املك ادنى فكرة عن غرفة البيانات وظننت لوهلة أني تسرعت وتهورت بِفكرة غبيّة!

كان المكان بأكمله مظلم اثر الدخان الأسود، الرؤية منعدمة...لكني استمريت بالسير.

كنتُ اتحسس الحائط حتى بلغت باباً مغلقاً حينها نظرتُ للافتة بهِ وقد كانت غرفة البيانات لذا ضربت الباب بساقي بقوة لينفتح وتتجلى الغرفة امامي.

حين دخلت وجدتُ طفلة جالسة ارضاً وتبكي لذا هرعت نحوها وساعدتها على الوقوف ثم صرخت بصوت عالي لتتمكن من سماعي:
"تنفسي ببطء! "جففت دموعها وأكملتُ:
"تنفسي ببطء وتوجهي لخارج الغرفة سيري يساراً طوال الممر حتّى البوّابة!! "

أخذت هي تركض للخارج بينما شعرتُ أن انفاسي تقل، اشعر بالدوار الشديد والرؤية تزداد سوءاً.

لكني لم استسلم..في اسوأ الأحوال سأسافر عبر الزمن لإنقاذ نفسي!!

دفعتُ بِـالإدراج ارضاً لتنفتح وتسقط منها شلالات ملفات وبدأت ابحث بداية من حرف الميم بحثاً عن مين هو.

لكن الأمر كان اشبه لكوني ابحث عن ابرة في كومة قش، والرؤية والدخان يجعلان الأمر اكثر استحالة!!

مين هو..

لن اجعل وجودك يُمحى! سأجعلكَ جزءاً من ذاك العالم!!

تساقطت دموعي بينما اكمل بحث لكن الأمر إزداد سوءاً حيث سقط جزء من السقف الخشبي ارضاً.

حاولتُ الوقوف لكن توازني إختل لذا وقعتُ مجدداً، يجب أن لا افقد وعيي على الأقل حتّى أتمكن من السفر، وحين وقفت خذلني جسدي وسقطتُ ارضاً.

كنتُ ارى النيران تحيط بي والدخان يطفو فوقي، واللهب ينفجر ويركض في كل زاوية للغرفة.

كنت اشعر بعرقي يتحرك فوق بشرتي وتنفسي يكاد ينعدم..هل هذا هو الموت؟

مين هو..ابي...هل خذلتكُم؟

اغمضتُ عينايّ وحاولتُ السفر لكن...فشلتُ!

حاولت مجدداً ومجدداً ومجدداً وفي كل مرة افشل تتزايد دموعي حتى بتتُ ابكي بحرقة وخوف شديد وحين تقلصت أنفاسي ادركت أن البكاء بين ذاك الدخان سيقتلني!

Sweet Night | KTHWhere stories live. Discover now