اقتباس من شيخ في محراب قلبي

36.1K 2.6K 325
                                    

_ يا ست الكل ابوس ايدك مش وقته احتجاج دلوقتي الخطبة شغالة من عشر دقايق وعايز ألحق الصلاة.....

نظرت والدته له بتذمر ثم ألقت نظرة حانقة لوالده تبتسم بسخرية ليبادلها والده نفس النظرة....
مسح زكريا وجهه بضيق شديد هل كان يجب أن يتجاذبا في الحديث الآن... فها هي والدته ترفض التحدث بكلمة واحدة عن مكان العباءة الخاصة به وهذا لأنها غاضبة من والده... وكأن ادلائها بمكان عبائته سيفقد غضبها رونقه......

اتجه زكريا لوالده وهو ينحني مقبلا يده :

_ يا حاج ابوس ايدك صالحها دلوقتي وبعدين اتخانقوا براحتكم.....

لوى والده فمه بسخرية ثم نهض يقول وهو يرمق زوجته بحنق :

_  انا رايح البس خليني ألحق الصلاة.....

خرج صوتا ساخرا من فم زكريا وكأنه يخبر والده (هذا إن وجدت ما ترتديه)

ألتفت زكريا لوالدته..... مشيرا للجهة التي سلكها والده :

_ انا مش فاهم ايه دخل اللبس في زعلكم؟؟؟ كل ما تزعلي منه تلمي هدوم البيت كله تغسليها... مش فاهم... هل مثلا صوت الغسالة بيغطي على صراخ روحك من جوا؟؟؟ عصرة الجلبية في ايدك  بتنسيكي زعلك مثلا.....بعدين هتزعلي لمي هدومه هو وسيبي لبسي... انا مالي انا.....

رفضت والدته التحدث بكلمة واحدة كما تفعل كلما غضبت من والده..... صاح زكريا بضيق وهو يستغفر ربه ثم خرج من الشقة وقد قرر الذهاب كما هو... رحل حزينا فهو اعتاد الذهاب لصلاة الجمعة بعبائته المفضلة لكن كان للحاجة " وداد " رأي آخر.... يشكر الله أنها لم تجعله يخلع ثيابه تلك حتى تغسلها...

سار طريقه للمسجد يستغفر ربه ويحاول أن يهدأ فهذه ليست المرة الأولى التي تفعل والدته هذا فهذه عادة عندها... لكن هذه أول مرة تفعلها يوم الجمعة وايضا قبل الصلاة مباشرة....

تنهد وهو يبحث في جيبه عن هاتفه حتى يغلقه قبل الصلاة لكن لم ينتبه لتلك التي كانت في الشقة فوقه تحمل سطل كبير من المياه التي استعملتها سابقا في تنظيف الشرفة.. فهي ساكنة جديدة في هذه الحارة ومازلت تنظف الشقة رفقة والدتها...... نظرت للشوفى ببسمة حينما انتهت من تنظيفها نظرت للمياه في السطل باشمئزاز شديد فهي أصبحت سوداء من كثرة الأوساخ التي نظفتها فيها..... لذا حملت السطل والذي كان ثقيلا نسبيا وخرجت للشرفة مجددا على أطراف اصابعها حتى لا تفسد ما نظفته للتو..... رفعت يدها وهي تتنفس بعنف شديد من ثقل السطل ودون حتى أن تكلف نفسها عناء النظر لاسفل قامت بسكب السطل سريعا وهي تتنفس براحة لتخفيف وزنه......

أثناء بحثه عن هاتفه شعر فجأة بسيل من المياه يسقط على رأسه ليشهق بصوت عالي وهو يرتد للخلف كحركة طبيعية لجسده صارخا :

_ ربــــــــــــــــــــــــــاه!

انتبهت هي من فوق لصوت شهقات أسفل شرفتها.... أطلت برأسها لتجد جريمتها أمامها لتترك السطل برعب وهي تضع يدها على فمها شاهقة...

ما كاد زكريا يستفيق من صدمته حتى شعر فجأة بشيء يهبط عليه من الأعلى بعنف لتصدح صرخته في المكان كله بينما هي صرخت برعب تركض لداخل شقتها برعب شديد.......

اتجهت وداد لتفتح الباب الذي يصدح جرسه باصرار... لكن فجأة شهقت بدون صوت لما رأت من حال ابنها.... نظر لها زكريا مبتسما وهو يشير لنفسه  :

_ اهو يا ست الكل... ربك انتقملك مني عشان زعقت قبل ما اخرج... مفيش أي ردة فعل طيب ايه هتتصدمي بهدوء من غير كلمة؟؟؟

ثم انحنى يقبل يدها وهو يترجاها :

_ ابوس ايدك انطقي فين مكان الجلبية خلاص مبقاش فيه حاجة اروح اصلي بيها.. يرضيكِ افوت صلاة الجمعة يا ست الكل.. اروح اشحت طيب جلبية؟؟

زفرت والدته بضيق وهي تتركه ثم تحركت متجهة لإحدى الغرف وعادت بعدها بحقيبة بلاستيكية تعطيها له... انفرج فم زكريا ببسمة واسعة لينكب على والدته تقبيلا ثم جذب منها الحقيبة ودخل غرفته سريعا ليرتدي ثيابه في نفس الوقت الذي خرج به والده وهو يرمق زوجته بحنق مشيرا لنفسه :

_ حلو كده؟؟؟ عجبك كده يعني؟؟؟

ابتسمت وداد وهي تضم ذراعيها لصدرها... خرج زكريا من من غرفته وقد كانت ملامحه عابسة ليشير لنفسه :

_ ايه ده؟؟؟

نظر لؤي ( والده) له ليراه مرتديا عباءة كانت تخصه حينما كان في عمر العاشرة تقريبا.... انفجر اسعد على ابنه وهو يشير له ضاحكا.... نظر له زكريا بحنق سرعان ما تحول لقهقهات وهو يرى والده يرتدي عباءة نفس شكل خاصته...........

أشار زكريا لفخذه  :

_ طب حتى يا حاجة كنت هاتي واحدة لبعد الركبة... يرضيكِ انزل كدة؟؟؟ أبين عورتي للناس كلها؟؟؟؟


#شيخ_في_محراب_قلبي
#قريبا
#رحمة_نبيل

كريزي لاند Where stories live. Discover now