الأول & مستهتر & صابرين شعبان

8.8K 177 23
                                    


الفصل الأول

كان يقف تحت الماء و هو يتدفق عليه بغزارة  يستمتع  بكل قطرة  تهبط على جسده  و كأنها تغسل روحه  و ليس جسده  .  كان  باب الحمام  مفتوح  عندما دخل مهند لغرفته  قائلاً بسخرية " أخي ألم يعد لديك حشمة "
توقفت المياه ووقف يامن  يجفف رأسه بعد أن تحمم أغلق مهند الباب خلفه عندما خرج شقيقه  و قد بدل ملابسه بأخرى نظيفة. هتف به  بحدة   " أفتح الباب.  أتركه  لا تغلقه "
نظر لوجه أخيه بقلق  و تعجب من ردة فعله  لغلق  الباب  ألا يريد الانفراد به  " أريد الحديث معك و لا أريد لوالدي أن يسمعانا "
هتف به يامن بضيق " لا بأس أنا أعلم فيما تريد أن تتحدث مهند صدقني لا داعي لذلك فقط لتنسى ذلك "
قال مهند ببؤس " أخي أرجوك على الأقل دعني أخبر أبي و أمي الحقيقة "
زجره يامن " أغلق فمك هذا و لا تتفوه بالهراء لا أريد الحديث في هذا بعد الأن مهند أريد أن أنسى فقط و لا حقيقة غير  دهس برئ  بالسيارة  و عليه نلت  العقاب الذي أستحقه و كف عن لوم نفسك أنت لم تفعل شيء لقد كانت سرعتي السبب و ليس إمساكك بالمقود"
تنهد مهند بحزن " و لكن أخي أرجوك أنت لا... "
رمقه يامن بحدة ليصمت مهند ببؤس و هو يتمتم " حسنا يامن كما تريد و لكن لتعلم أنك بإسكاتي لن تجعلني أشعر بالتحسن    "
ابتسم يامن بحرارة و مد راحته ليشعث خصلاته قائلاً " كم اشتقت لغلاظتك "
بادله مهند الابتسام " و كم اشتقت لسخافتك و ثقل ظلك "
فتح يامن ذراعيه ليندس مهند بينهما يعانقه بقوة و قد بدأت دموعه تهطل فقد اشتاق إليه كثيراً و كم تعذب لابتعاده كل هذا الوقت " اشتقت إليك كثيراً أخي "
ابعده يامن باسما و مد أصابعه ليمسح وجهه برقة " و أنا أيضاً اشتقت إليك و لوالدي و للجميع "
شد ذراعه ليجلسه على الفراش و صعد ليستلقي عليه براحة قائلاً " هيا أخبرني بما فعلته خلال الثلاث سنوات الماضية "
قال مهند ببؤس " أنا أحب فتاة و أريد الزواج بها "
قال يامن و هو يبتسم  بحرارة و فرح من أجل شقيقه  " هذا جيد و لم تتحدث عن الأمر هكذا و كأنك ترتكب  جريمة "
فكر مهند ببؤس أنه ربما جريمة بالفعل جريمة في حق الفتاة جريمة في حق شقيقتها و جريمة في حق أخيه أيضاً أن يتعرض لمزيد من الضغط و الحزن  " أخي أخشى أنها الفتاة الأخيرة التي لا يجب أن أرتبط بها "
نظر إليه يامن بدهشة " لماذا. من تكون هذه الفتاة هل هى ابنة وزير ما "
رد مهند بحزن " يا ليت لم يكن سيكون الأمر صعب بهذه الطريقة"
زمجر يامن من الغموض الذي يتحدث به شقيقه " أوه تحدث أيها الأحمق من هى تلك التي صعب لهذا الحد أن تتزوجها "
قال مهند بصوت متحفظ " أنها رواء "
عقد يامن حاجبيه بحيرة و سأله " و من رواء؟! "
أخفض مهند رأسه يتهرب من النظر إلى شقيقه قائلاً ببؤس
" أنها شقيقة أرورا "
لم يفهم يامن شيء فمن رواء و من أرورا تلك " لا أفهم ما المشكلة هل كنت تحب شقيقتها من قبل مثلاً "
قال مهند ببؤس " لاااا أخي..  أنها الفتاة التي صدمتها بالسيارة "
و ساد صمت ثقيل بالغرفة لم يقطعه أي منهم لوقت طويل ..  هل يحب الفتاة التي صدمها بالسيارة  .  قال يامن  بهدوء " يمكنك  أن تخبرني مهند ما الذي تتحدث عنه  بالضبط  "
فرك مهند وجهه بعصبية فهو متوتر و يحتاج أن يتحدث عن ذلك  خاصة مع يامن  " أخي لم أكن أعرف أن رواء هى شقيقة  أرورا  عندما تعرفت عليها  "
" أرورا  هى الفتاة التي صدمتها  "
أومأ  مهند ببؤس " نعم هى.  و لكني أقسم  أني لم أعرف  أنها شقيقتها  إلا  بعد مضي  وقت طويل  على تعارفنا  لقد حدث بالصدفة أنها تحدثت عن الحادث  "
" أها " همهم يامن  بشرود
جلس مهند أمامه  على ركبتيه و أمسك  براحتيه قائلاً " أقسم  أني حاولت  أن ابتعد  عنها  و لكني  لم أستطيع  "
سأل يامن بهدوء " كيف تعارفتما  "
قال مهند بحزن  " عن طريق صديق  لي هى صديقة شقيقته  لقد تقابلنا  صدفة عندما كانت لديهم  "
" و كيف توطدت  علاقتكم  هل كنت تخرج  معها في موعد "
هز مهند رأسه  بعنف  " لا أخي  أقسم  أنها فتاة على خلق  لم نذهب لمكان يوماً  و لكن كانت لقاءاتنا  صدفة "
صمت يامن بشرود  لا يفهم  كيف يظن  أن لهم مستقبل معا  " لا أفهم  مهند كيف تظن  أنها ستوافق على الارتباط  بك  عندما تعلم  أنك شقيق  من دهس شقيقتها  "
ارتسم  البؤس  على وجهه " هى لم توافق بالفعل بل تكرهني بشدة عندما علمت أني شقيقك  "
أغمض يامن عيناه  بألم  مؤكد ستفعل  " ماذا ستفعل  إذن  "
رد مهند ببؤس  " أنا أحبها  و لا أستطيع  أن أفكر أنها لن تكون  لي"
فرك  جبينه بألم  فذلك  الصداع  عاد إليه  مجددا  عندما يتعرض للضغط  ..  " هل يمكن أن تتركني أغفو الأن قليلاً و سنتحدث فيما بعد "
لاحظ الارهاق  على وجه شقيقه  فيما كان يفكر عندما دخل غرفته  يلقي  بهذه القنبلة في وجهه هل يظن أنه  سيهرع إليه  ليطلبها  ..
" حسنا  أخي أسترح  و سنتحدث  مرة أخرى  "
استلقي  يامن على الفراش  بتعب " أغلق  المصباح  "
فعل مهند و أمسك  برتاج  الباب ليغلقه ليجد أخيه  ينتفض على الفراش " أتركه  لا تغلقه  "
تسمر مهند لبعض الوقت قبل أن يقول  بقلق  " ماذا هناك  أخي  هل تخشى العتمة  "
قال يامن  بمرارة " أحب أن يكون  هناك  بصيص  من النور في الغرفة لأستطيع النوم  و لا أحب ترك  المصباح  "
أومأ  مهند بصمت " أسترح أخي حمدا لله على سلامتك  "
و تركه و خرج  سحب يامن الوسادة الصغيرة بجانبه ليضمها بقوة  و هو يتمتم  بخفوت " لقد عدت الأن  ستكون بخير يامن أعدك  "
هدئت أنفاسه ليغرق بالنوم..

مستهتر 1+ 2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن