Chapter「33」

3K 198 221
                                    

الفَصل الثالِث وَ الثلاثون: مَلجَئِي، جَزِيرةُ سَلامِي

「الأخِير」

__________________

بَين سِتار الغِيومِ الداكِنة، تسَلل شُعَاعٌ صَغِيرٌ مِن الشَمسِ أعلنَ عَن يَومٍ جَدِيدٍ فَتح أبوابَهُ وَ أنَار عتمَته

وَ على سرِيرٍ وثِير الأغطِيةِ إنبَلجّ جُفنَانِ عَن عينانِ آسِرتانِ، سُرعَان مَا أدركّتا أنّ المَكان مَا كَان مَألوفَاً

إلا أنّ الذِكرياتِ توالَت عَلى عَقلِهَا تِباعاً فَتفجّر الإحمِرار فِي خَديّهَا، و إرتسمَت إبتِسَامَةٌ خَجولَةٌ عَلى شَفتيها

وَ رغمَ كَل المَشاعِر المُنتشِيةِ التِي كَانت تَشعر بِهَا فِي تِلك اللحظَة، إلا أنّ شعورَ الإنزِعاج طَغى عَليها جَمِيعاً فَجأةً حِين إستنجّدت بِهَا رِئتَيهَا ... مَا كَان هُنآك أوكسجينٌ كَافٍ يصِل إلى أجزاء جَسدِها!

بِكل مَا تحمِله الكلِمةُ مِن مَعنى كَان ظَهرهَا مُلتصِقاً بِصدر وويونغ الذِي أحاطَهَا بِذِراعَيهِ القويان بِشِدةٍ رغمَ أنّهُ بَدى مُستغرِقاً فِي النَوم

تأوَهت بِخفَةٍ بَينما كَانت تُحاوِل التحرّر مِنه للألم الذِي داهَمَها أثر ليلتِهمَا الجامِحةِ بِالأمس، وَ مَع أنّ صَوتهَا كَان خافِتاً إلاّ أنّهُ إستيقظ وَ كان شعرها المُسدل عَلى ظَهرهَا العارِي هوَ أول مَا إستقبال بَصرهُ

" أتُحَاوِلين الهروب مُجَدداً؟ "
قال بِصَوتٍ مَبحوحٍ و هوَ يجذِبُهَا إلى أحضانِه مِن جَدِيد فأطلقّت ضِحكةً خَافِتةً قَبل أن تَطبع قُبلَةً سطحِيةً عَلى رَقبتِه الدافِئة

" صَباح الخَير "
نَبست بإبتِسامةٍ بَينما ترفع يَدهَا حَتى تُزِيح خصلاتِ شعرِه المُتناثِرةِ عَلى وَجهِه إلا أنّ ذِراعَها تَجمَدّت فِي الهواء فَجأةً وَ راحَت تُحدِق بِهَا بِصَدمة

كَان مِعصَمُهَا مُحكَم التقييد بِربطةِ عُنقِه التِي كَان يَرتدِيهَا بالأمس، و تابَعت نَظراتُهَا إلى أين تقود حَتى وَصلت إلى مِعصمِه حيث كَان يلف الطرف الآخر بِقوة

رفعت بَصرها إليهِ بِدَهشةٍ فَوجَدتهُ يَنظر لَها بِهدوء

" خشِيت أن أستيقِظ صَباحَاً فلا أجِدكِ "
فسرّ قائِلاً و هوَ يُزِيح بَصرهُ عَنها أخِيراً ... فِي تِلك اللحَظة، إنتاب لارييت شعورٌ عَمِيقٌ عارِمٌ بِالسوء

" أنا آسِفة "
قالت بِنبرةٍ مُهتزَةٍ نَادِمَة بَينما تدفِن نفسهَا فِي أحضانِه وَ أحسّت بِكَفيه الدافِئان يُحِيطانِ خَصرهَا حَتى سَهل عَليها الإستِمَاع إلى نبضاتِ قلبِه الصخِبة
" لا أريد شيئاً أكثر مِن بقائِك بِقربِي ... إبقي "

مَلجَئِي: جَزِيرةُ سَلامِي Where stories live. Discover now