Chapter「6」

1.7K 230 281
                                    


الفصل السادِس : الضحية

_________________

إن الحياة قاسِيةٌ شديدةُ الجور ، كالجري مُتعِبةٌ لا راحةً فيها و كالحلمِ مُرهِقةٌ لا أحضان تحويها

اعتِزالُ الحرب في ميدانِها غير مُمكِن و التنحي عن مسلكِها المُمعدنِ صعبُ التحقُق

إن ضاقت بِك جُدرانُها فأغلِق على نفسِك باباً و استمتع بما باعتهُ لك من لحظاتٍ ثمنهُ قد يُكلفُك الكثير مِن الخسائر

لكِن جميعنا خاسِرونا ضِد الحياةِ في النهاية ، أليس كذلِك؟

حولتّ عيناها عن هيئته و ابتلعت ما بفمِها بصعوبه إلا انها عادت تسترقُ النظراتِ لهُ من جديد و قد تشكلت عقدةٌ صغيرةٌ بين حاجبيها

كانت تعلمُ انه فتاً مُحبٌ للمشاكِل و قد تأكدت مِن ذلِك الآن

بالامسِ ليلاً حين رأتهُ آخِر مرةٍ على طاوِلةِ العشاء كان بخير لكِنهُ لا يبدو كذلِك اليوم ... وجههُ مُزينٌ بالكثير مِن الكدمات الداكِنة و شعرهِ الطويل مُسدلٌ على عينيه حتى يُخبِى ضمادةً بيضاء كبيرة كانت تُغطي عينهُ اليُسرى

بدى انهُ بحاجةٍ ماسةٍ إلى رعايةٍ طبيه إلا انهُ كان يجلس هناك على احد الطاوِلات في قاعةِ الطعام الخاصةِ بالميتم يتناولُ فطورهُ بطريقةٍ طبيعيه بينما يضحكُ مع رفاقهِ غير آبهٍ بالأمر

لم يكُن يرتدي لباسهُ المدرسي مما جعل لارييت تُخمِنُ انهُ لن يحضر اليوم للمدرسة و قد قادها هذا للتفكير فجأةً عن سببِ حالته التي هو عليها

لم تكُن مُنتبِهةً انها اطالت التحديق به حتى امسك بها مُتلبِسةً للمرةِ الثالثة ربما؟ ... مُحرِج

ازاحت عيناها عنهُ سريعاً و وجنتاها قد تصبغتا بلونٍ زهريٍ قاتِم ثم استلت حقيبتها من الأرض و خطت مُغادِرة

مشت بينما تتقاذفُها الأفكار يُمنةً و يُسرى حتى لاحت لها أبوابُ المدرسة فهرولت للداخِل بينما تدعو ان لا تُصادِف في طريقِها ايلي او إحدى صديقاتِها

حين وصلت للصف كان أولُ شيءٍ فعلته هو التوجهُ لقائد مجموعتِم في مشروع الأحياء لإعطاءه النقود التي تظاهرت أنها لم تُحضِرها بالأمس

كان ذلِك بالطبع كي تضمن ان لا يتكرر ما حدث ، لم تكن تستطيع الانتِظار حتى قدوم وقتِ الحصة فهي ليست مُتأكِدةً من أن ايلي لن تُعيد شريط الأمس و تسرِق نقودها

مرتِ الحِصص بعد ذلِك كفلمٍ مُمِل ... التكرار المُعتاد الذي بدأت تألفُه

مَلجَئِي: جَزِيرةُ سَلامِي Where stories live. Discover now