part 4 "الأخير" 🤍

234 23 5
                                    

البارت ال '4' و الأخير 🖤

- كنت كويسة ولا بهدلت الدنيا ؟
سألت "شهد" هذا السؤال و هي تفرك يديها في توتر، منتظرة إجابة أصدقائها لِتُهدئ من توترها قليلًا.
ردت "مايا" بِصوتٍ متحمس و هي تصفق لها :
- أنا قولتلك إنها هتبقى أحلى حلقة و انتِ مصدقتيش، و لسه باقي الحلقة كمان أنا واثقة إنك هتبدعي أكتر فيها.
و قبل أن تَرُد عليها جائتها صيحة "ياسمين" العالية :
- شَهود مش هتصدقي ايه إلي حصل، انتِ أتشهرتِ خلاص..
ثم تابعت و هي تضع هاتفها أمام وجه "شهد" :
- أهو بصي نص الناس حاطة كلامك ستوري، و بيقولوا للباقي يدخلوا يكملوا باقي الحلقة و في منهم بلوجرز كبار كمان..
أخذت "شهد" الهاتف و هي تتصفحه، نظرات الإنبهار بِعينيها كانت كفيلة لِيعلم الجميع إنها في أشد مراحل السعادة..
سعادتها لم تَكن سببها حُبها للشهرة، بل إحساسها أن صوتها صار مسموعًا و أن نصائحها التي قضت سنواتٍ طويلة من عمرها لا يسمعها سوى أصدقائها سيسمعها الكثير الآن.
مَرّ أمام عينيها لحظات ضعفها، بكائها و ضياعها، لم تكن تعلم حينها ما هدفها في هذه الحياة؟ ما الأثر الذي وُلِدت لِتتركه هي؟ و لكن الأن رأت الأثر التي تركته، تستطيع أن تقول الآن و بِكل فخر أنها حققت نجاحًا في حياتها..

"عندما يأتي الليل و يَعُم الهدوء يبدأ جميعنا في التفكير و نبدأ حينها بِنسج أحلامنا، كأننا ننظر إلى مرآة سحرية لِنرى المستقبل بأعيننا، و لكن في مكانٍ آخر هناك من يَشعر بِخواء دماغه، لا يعلم من هو؟ ما الشيء الذي سينجح به؟ ما هي موهبته التي سيُبدع بها؟ و عندما لا يجد لهم إجابة، يشعر أن مستقبله باهت بلا لون و بلا حياة..
و لكنه لا يعلم أن هناك نجاحًا باهر ينتظره، لا يتطلب منه شيء سوى الصبر، الإصرار، و التجربة، و بعدهم فقط سينال جائزته و سيتحقق حلمه المجهول"

قطع لحظتهم تلك صَوت أحد مُعدين البرنامج و هو يُخبرهم بأن الفاصل سينتهي الآن و يجب أن تأتي "شهد" على الفَور، فَودعت أصدقائها و ذهبت لِتبدأ و لكن اختلفت هذه المرة كثيرًا، فَخطواتها السريعة و إبتسامتها الكبيرة تَنُم على فرط حماستها و تَنُم أيضًا أن الجزء الثاني من الحلقة سَيكون مختلفًا !

جلست "شهد" في مكانها تقرأ الورق الذي أمامها بِإهتمام، لقد انتهت من مُعظم المشكلات تقريبًا، لقد  تبقى القليل و ستنتهي هذه الحلقة نهائيًا..

أشاروا لها فَعلمت أن الفاصل أنتهى فَبدأت حديثها بِنبرة متحمسة :
- و رجعت ليكم تاني و أتمنى تكونوا كلكم لسه مكملين معايا الحلقة، أنا اتكلمت قبل الفاصل على مُعظم الكلام السلبي إلي بيتقال لينا و أعتقد كل مشاكلنا كانت بسبب الكلام ده..

تنهدت بِحزن و قد خفتت حماستها قليلًا عندما جاء دَور الحديث عن "حنين" فَمهما مر الزمن على هذا الحادث، تتحول نبرتها إلى الحزن و تبكي عيناها تلقائيًا عندما تتحدث عنها، فَ "حنين" لم تكن شخصًا عادي و موتها لم يكن سهلًا أبدًا.. تنفست بِعمق و أغمضت عينيها حتى لا تبكي على الهواء، و حاولت أن تكون نبرتها طبيعية قليلًا ثم قالت :
- الموضوع التاني إلي هتكلم عنه و ده حقيقي بسببه فقدت واحدة من أكتر الناس إلي بحبها و هو الكلام عن "الثانوية العامة" و مجاميعها و الكليات إلي بندخلها بعدها سواء كانت عجبانا أو لأ..
أضافت قائلة و هي تدون أمامها في الأوراق فكرة حلقة جديدة يُمكنها أن تتحدث عنها في المستقبل :
- ممكن أتكلم عن الموضوع ده في حلقة كاملة عادي، بس أنا مش جاية أتكلم عن الثانوية بصراحة، بس ممكن أبقى أتكلم عنها بعدين.
ثم تنهدت و رجعت نبرة الحزن في صوتها مجددًا :
- هحكيلكم قصة صغيرة كدا، بعدها هتعرفوا عايزة أقول ايه.. من كام سنة كدا أيام الثانوية العامة بتاعتي كنت أنا و أصحابي كل واحدة فينا حلمها مُختلف و كنا كلنا بنشجع بعض بصراحة، و أكتر واحدة كانت بتشجعنا كانت صاحبتي أسمها "حنين"، هي ساعتها كانت راضية بأي كلية ممكن تجيلها و كانت بتذاكر أكيد بس كانت بتقول إن إلي ربنا كاتبه ليها هو إلي هيحصل..
ابتسمت إبتسامة صغيرة و هي تسترجع تلك الذكريات و حديث "حنين" لهم حينها، ثم أكملت :
- و خلصنا الثانوي و ظهرت النتيجة و في الوقت ده حنين اختلفت كتير عن قبل النتيجة بقت إنطوائية جدًا و مش بتهزر و دي حاجة عكس طبيعتها بالمناسبة، و ساعتها ضغطنا عليها علشان تتكلم و كانت بترفض..
شهقة عالية صدرت منها تدل على بُكائها المكتوم، و أعلنت عينيها في هذا الوقت أنها لن تستطيع كتم تلك الدموع كل هذا الوقت، فَنزلت دموعها في هدوء عكس بُركان الحزن و الغضب الذي بِداخلها، حاولت أن تهدأ قليلًا و لِحُسن حظها خرجت نبرة صوتها الطبيعية فأكملت حديثها بأسف :
- أسفة بس أنا كنت بحبها جدًا، و بس قررت هي في يوم إنها تجمع أصحابها كلهم علشان تحكيلهم ايه إلي مضايقها، و أكتشفنا إنهم سَمّوها من وقت النتيجة "الفاشلة" علشان درجاتها كانت قليلة شوية أو بِمعنى أصح أقل من توقعاتهم، و للأسف الكلام ده كان بيتقال ليها من أقرب ناس ليها و هما أهلها، و هي مقدرتش تستحمل كلامهم و نظرتهم ليها و نامت و هي زعلانة و بتعيط و للأسف بعدها مصحيتش تاني ..

مجرد كلمة "قصة قصيرة"Where stories live. Discover now