المقدمة

112 7 1
                                    

(قطرات من اللون الأحمر الداكن يخترق فستانها الزهري من تحت صدرها لينزلق و ينبسطُ على الأرض البيضاء اللامعة معكراً صفوها)

(و لا تزالُ تنزلق قطرةً بعد أخرى لتكون بركة حمراء تعاينها عينيها القرمزيتين الصغيرتين بانتظام رغم ارتعاد جفنيها الناعمة.)

(ذهبت الكلمات أدراج الدماء الساقطة ليتشتت ذهنها يد أمها التي طالما كانت أجمل يد لمستها في هذهِ الحياة، تضعه على نقطة الدماء الجارية)

الأم: عزيزتي...

(لا تزال عينيها تحدق بهذا اللون الداكن رغم مناداة والدتها لها)

الأم (تتلكئ): أذهبي من هنا، رجاءاً!

(رفعت عينيها فور اختراق صوت أمها لإذنيها الصغيرتين لترى ما لن تتوقع أبصاره)

(أحد يدي والدتها متشبثة بالطاولة و بشدة، و يد أمها الأخرى على الدماء، شاحبة الملامح يعكس لون شعرها و عينيها القرمزيتين تفحص عيني والدتها الزرقاوتين المرتعشتين)

(ذهبت عينيها نحو المسدس المعدني الرمادي)

(أحد الأصابع ،التي كان عبارة عن مجرد أمنيةٌ لرؤيتها، تقع في وسط الدائرة البلاستيكية المعدنية رمادية اللون مسنداً على شيء صغير أسود اللون)

: أبنتك هنا، أنظر.... توقف أرجوك!

(ذهبت عينيها القرمزيتين نحو عيني أمها الزرقاوتين الممتلئتين بالدموع لتمتلئ عينيها بمياه حارقة)

: أخرسي! لقد ضجرتُ منكِ و من طلباتكِ الأنانية!

(كالكرة توقفت في رقبتها تمنعها من الكلام، شفتيها الصغيرتين تغلق و تفتح لكن لا تسمع صوتها ... شعورٌ لم تشعر بهِ قط قد حبس أنفاسها و جمدها كدمية بينما عينيها تارة تبصر أبيها  و هو يصرخ على والدتها الجريحة)

( ولا يزالُ يصرخ و من بين يديهِ آلةٌ لطالما رغبت في امتلاكها لترشُ المياه هنا و هناك.)

الأب ( يصرخ بغضب) : لا تسرق! لا تقتحم! لا تقتل! و ماذا بعد ... في كل خطوةُ أخطيها تهدديني بمستقبل أبنتي!

الأم: أبنتك هنا، لنتحدث حيال هذا فيما بعد .... أرجوك من كل قلبي!

الأب: لا! ليس هذا فحسب، بل تطلبين مني أن أعمل و أمضي بحياة فقيرة و أعاين أبنتي و هي تحدق بالأطفال و هم يتسمرون!

(لا تزال يد الأم تمسك جرحها و تشدهُ بينما تحاول الحفاظ على وعيها)

الأب: أنا أيضاً أب! لي الحق في تمني لابنتي حياة سعيدة! لي الحق في أن أعطي لابنتي ما تريدهُ!

الأم: بالصبر، صدقني ستعيش أبنتنا برفاهية لكن ....

الأب: مع الوقت هااا!

(لطخت مدامع الأم وجنتيها و الصغير واقفة كالصنم تنظر تارة نحو أبيها و تارةً أخرى أمها، لا تعرف ما تفعل)

الأب: يكفي! يكفي! يكفي! أنى لي هذا الصبر يا امرأة!

(تحدق هذهِ الصغيرة من خلال عينيها القرمزيتين بالرجل الذي يقف أمامها)

(عينيه لا تزالان زرقاوين، شعره الأسود كالليل المظلم لا زال يشع كعادته، ملامحهُ المتصلبة.... أنها ذاتها .... هذا هو الأب الذي كانت تتأمل لحظة لقاءه و أزهرت بوجوده)

(لا تزال عينيها تحبس دموعها لتطلق العنان تاركةً جفنيها يتلونان باللون الأحمر تدريجياً و ترطبت وجنتيها بالمياه المنهمرة)

skkra, kot kot kot kot ko

(لا يزال أصبعه على هذا الشيء الأسود بل بدء يختفي هذا الشيء الأسود تدريجيا مستصوب منقاره نحو قلب الأم)

(ذهبت عينيها نحو تلك المعدنية تترقب بعناية كيف المياه سوف تخرج لينظف فستان والدتها الزهري من القطرات الحمراء الداكنة التي تلطخت بها بطريقة ما)

الأم: أبنتك الصغيرة هنا! هل جننت؟ توقف من أجل أبنتك على الأقل!

(لا تزال تحدق بهما لينطق الخوف من عينيها بينما لاح الحزن ز الذعر من عيني والدتها)

(لا تزال المدامع تهطل من دون لماذا؟)

الأم (تصرخ بأعلى صوتها): يوريكو! أبتعدي من هنا! أذهبي إلى خالتكِ فوراً! يوريكو!

(التقت عينيها القرمزيتين بعيني والدها الزرقاوتين لينبعث بريق من الشرار ليبتسم ففتحت شفتيها الصغيرتين)

CRACK

(لاح الحزن و الدمع يوقد من عيني أمها الزرقاوين و توقف لسان أمها العطر بآخر حرف من حروف أسمها)

(اتسعت عينيها القرمزيتين بينما تخترقُ تلك الكرة الصغيرة المعدنية قلب أمها صانعاً ثقباً تاركا هطل دماءها، فأحاطت يديها الصغيرتين قلبها تتفحصُ تواجده)

(سقطت الأم كالدمية على الأرض تاركةً الدمع تمتزج مع الدماء لترسمُ لوحة الانهيار الصامت)

( شعر والدتها الأشقر الطويل يتلون أطرافه باللون الأحمر منبسطاً على الأرض مخبئا ملامح والدتها.)

(مدت يدها الصغيرة و هي تعاين اللون الأحمر يحيط أمها من كل جانب)

(لا تزال تحاول أن تمد يدها الصغيرة لتنبسط ركبتيها على الأرض و يكسف شعرها الأشقر عن أذنيها)

( تعصر بفستانها الأحمر بأناملها الصغيرة، تبصرُ سكون أمها)

(شفتيها ترقصُ لكن لا تسمعُ ما تود قوله، لترى كيف ذاك الشيء الذي يدعى بالمسدس تمنت اقتناءه يمكثُ على الأرض و بلا صوت تسمعهُ يرقد بجنب أمها)

(لا صوت و لا كلام ... لم يتبقى منها إلا الدموع التي تتحدث عن ذعرها و حزنها)

(حلمٌ لطالما تمنت باستمراره يتلاشى أمامها ... من دون أن يمهلها لحظة  لاستيعاب تفاصيله )

______________________

يتبع الى  ................. 1/11/2021

لا تنسوا الضغط على زر النجمة أن نالت أعجابكم و أتمنى مشاركتكم لي بأرائكم

أتمنى لكم قراءة ممتعة

27/9/2021

أبنة السفاحWhere stories live. Discover now