_ قفصٌ جديد ! _

13.8K 753 59
                                    


حزمت أغراضها بالفعل، و قد تركها تفعلها هذه المرة، بعد أن إتخذ الوقت الكافٍ ليفكر في الوضع جيدًا، و الواقع أنه خرج بثمرة هذا التفكير

ليتركها على أهبة الاستعداد بالصالة يجوار حقائبها، و يقف خلف النافذة المطلة على الحارة واضعًا الهاتف فوق أذنه بانتظار رد "علي".. كان بامكانه أن يرى أبيه و هو يقف بشرفته عينيه لا تبارحان المنزل الذي يقف بداخله لكنه لا يراه هو

و أسفل حاجبيه المعقودين ظل يواصل بعينيه الحادتين النظر إلى "سالم" المتربص بهما كصيادٍ ينتظر ظهور طريدته، و فجأة جاء رد "علي" مخترقًا مسامعه المترقبة ...

-إيه يا يسطا نقول صباحية مباركة !

وبخه "رزق" بحدة :

-إحترم نفسك يا علي

-مش لما تبقى محترم إنت الأول ياخويا.. خدت خطيبتك و روحتوا فين متأخر إمبارح يا نمس. إعترف ياض

تأفف "رزق" نافذ الصبر :

-علي بجد مش فايق لخفة دمك.. إنت فين ؟

إتسم صوت الأخير بالجدية الآن :

-في الورشة عند إسامة أبو الخير. في حاجة و لا إيه ؟!!

أمره "رزق" بحزمٍ :

-طيب تعالالي بسرعة محتاجك في حوار

-خير طيب قلقتني

-أما تيجي هاتعرف

-أجيب معايا الرجالة طيب ؟؟؟

-لأ.. تعالى لوحدك. بس بسرعة

-ماشي جايلك

-عارف هاتلاقيني فين !

-فينك يا عم مش ناقصة ألغاز !!

شرح له "رزق" موقعه تمامًا، ثم أغلق معه و أعاد الهاتف إلى جيبه ملتفتًا نحوها ...

-عشر دقايق و هانتحرك ! .. قالها "رزق" بشيء من الجفاء

-جهزتي كل حاجتك ؟؟

أومأت له أن نعم، ثم قالت و هي تنهض ببطءٍ :

-باباك مش مش هايعرف إللي هايتم إنهاردة ده صح ؟

رد "رزق" بصرامةٍ :

-لأ.. مش صح. هايعرف طبعًا. بس لما أضمن إنك بعيد عنه خالص. هاروح بنفسي و أواجهه

ازدردت ريقها بتوترٍ و سألته :

-هو ممكن.. ممكن يئذيني يعني و لا إيه ؟ هو عارف إللي بينا ؟!!

أجاب عن النصف الأول من سؤالها :

-طول ما أنا عايش يا نسمة محدش يقدر يمس شعرة منك.. إطمني خالص. و بعدين مش أهم حاجة عندك نكون مع بعض ؟

أومأت أسرع هذه المرة، فأضاف ببساطةٍ :

-خلاص. يبقى ماتسأليش. مطرح ما هاسيبك هاتفضلي مستنياني. و هاتكوني في أمان و أنا مش هقلق عليكي.. لكن حي الجزارين مابقاش أمان ليكي من بعد إنهاردة !

وقبل أن تبصر عيناكِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن