(الفصل الثامن عشر)

104 3 4
                                    

نظر ٱسر في ساعه منتظر  علي الذي قال انه لن يتأخر كان يهز ساقه بتوتر وعينيه لم تفارق ساعته والتي ينظر فيها كل لحظه واخيرا وقف محاولا الظهور هادئا بعدما سمع صوت الباب يفتح ودخل علي وما إن رأي آسر ألقي عليه التحيه وكاد يستأءن ليغير ملابسه حتي أوقفه صوت آسر قائلا: اقعد دلوقت يا علي عوزك في حاجه نظر له علي ببعض القلق نعم هو يعلم أنه يريده بآمر ما وقد اخبره بذلك مسبقا ولكنه لم يكن يعلم أهميته واستعجاله لتلك الدرجه فجلس بصمت دون قول شئ منتظرا آسر ليتكلم والذي صمت لبضع دقائق يحرك ساقه دليلا على توتره الواضح فقطع علي حاله الصمت تلك سائلا: مالك يبني في ايه أنت كويس قلقتني كل حاجه تمام نظر له آسر مفكرا كيف يبدأ معه هذا الموضوع فهو يخاف من عدم تفهم علي له ويخاف ان يكون كلام كنان الراشد صحيح لا يعلم ماذا سيفعل وقتها لكنه تكلم اخيرا قاطعا هذا الصمت ردا على علي: انا كويس الحمد الله متقلقش وكل الامور بخير انا بس كنت عاوز اسألك عن احوالك يعني من ساعه مجيت تسكن معايه مقعدناش ولا دردشنا زي زمان بقي علي صامتا منتظرا أن يكمل ما يقلقه فهو يعرف أن هناك أمر ما وذلك ظاهر من جلسته ومسحه على شعره بإستمرار فتلك حركه ملازمه له عند توتره يعرفها هو جيدا ولكنه جاراه عندما صمت مره أخري قائلا : أنا الحمدلله يبني ثم تابع مازحا محاولا جعله يتكلم: بس هو دا الموضوع المهم الي مخلتنيش اغير هدومي عشانه يعني كنت هبقي احسن والله لو كنت سبتني اخد دش واغير وافوق كده لم يتجاوب آسر معه وكأنه لا يسمعه ثم قال فجأه: اخبار عمي ايه مكلمتهوش بقالي فتره فقد كان آسر مقربا من والد علي ويعرفه جيدا وكان على تواصل معه كل تلك الفتره ولكنه لم يعلم بما حدث بينه وبين ابنه فرد علي ببساطه قائلا: عادي لسه مكلمه من يومين لسه بره مرجعش بقاله اسبوع تقريبا اهو وسايب ميسون لوحدها مع جدتي كالعاده وكأن علي واخيرا فتح له باب للحديث عما يريد فقفال محاولا جعل الحديث عادي: ياه معقوله بقاله أسبوع وسايب اختك لوحدها مع جدتها رد علي بنفس البساطه وكأنه اعتاد الامر: عادي هو اتعود على كده وهي كمان اتعودت على كده وانت عارف ميسون من البيت للجامعه ومن الجامعه للبيت فمفيش قلق الحمدالله كز آسر على شفتيه فمن أين يعرفها فهو لم ينتبه لوجودها سوي قبل سفره بأسبوعين ولم يقابلها سوي مرتين وفي المرتين كانت منهاره فمن أين له ان يعرفها ولكنه تابع متخطيا الامر قائلا: طب ليه مبتفكرش تسافرلها تقعد معاها فتره غياب ولدك أو تجيلك يعني بدل متسبها لوحدها أنت كمان أنت تعتبر الي فاضل لها حاليا فرد علي بأخويه وحب قائلا: ميسون مبتحبش حد يهتم بيها زياده عن اللزوم بتحب تتحمل مسؤليه نفسها بنفسها وتابع بتقدير واحترام: حتي هي إلي تعتبر وخده بالها من جدتي ومتحمله مسؤليتها كلها جنب دراستها وبعدين انا كنت عندها من أسبوع وبسافر لها في الاجازات علي قد مقدر واتحيلت عليها كتير تنزل مصر مره في اجازتها تغير جو على الأقل بس وعدتني تفكر
يعني هي ممكن تنزل قاطع هذا السؤال المفاجئ من آسر علي فأنتبه له علي واعتدل جالسا سائلا اياه: مالك يبني في أيه انت عاوزها تنزل يعني ولا ايه مش فاهم لاء رد مفاجئ آخر من آسر لعلي جعله ينظر له بعدم فهم قائلا: نعم لاء ايه فرد آسر سريعا محاولا اصلاح ما حدث قائلا: لاء يعني قصدي براحتها متضغطش عليها يعني هي أصل ثم تعلثم في الكلام فلم يكن يعرف ماذا يقول فبتسم علي غامز له قائلا بمرح: تمام أنا فهمتك نظر له آسر بعدم فهم وتوتر على ما فهمه وتابع قائلا: يعني لو عاوز تطمن عليها وتكلمها ممكن تاخد رقمها عادي أنت صحبي واخويا قبلها وأنا أأمنك على نفسي مش اختي بس ظل آسر ينظر له ولا ينطق بشئ في حين أكمل علي قائلا بسعاده: أنت مش عارف هي هتفرح أد ايه إنك سألت عليها وعاوز تكلمها هي مبتبطلش سؤال عنك من ساعه إلي حصل ثم تغيرت نبرته للحزن قائلا: صدقني يا آسر هي ندمت على الي حصل وتسرعها سعتها وبتتمني الوقت يرجع تاني عشان تصلح غلطتها دي أنت عارف قلبها ابيض وطيبه قد أيه الفتره الي فاتت دي اتغيرت جدا بقت حزينه ومطفيه طول الوقت ومنعزله أكتر من الأول أنا مش هقولك إن هي الي خلتني أنزل مصر يمكن أقبلك بس حالتها كانت من أهم الأسباب الي خلتني أعمل كده دي كانت بدأت تدخل في حاله اكتئاب شديده بسبب حالتها دي ميسون كانت حالتها بتسوء وخصوصا بعد مختفيت لما رفضتك مكنتش بتاكل ولا بتطلع من أوضتها لما دبلت ولما العلاج مجبش نتيجه اضطرينا نجيبلها دكتور نفسي وبقت عايشه على المحاليل فضل معاها فتره كبيره عشان يقدر يخرجها من حالتها دي هي اه فاقت الحمدالله عن حلتها الاولي بس مرحعتش زي مهي مرجعتش ميسون شعله البيت وفرحته وسعادته بقت منعزله وكئيبه ومن البيت للجامعه ومن الجامعه للبيت حتي اجازتها بتقضيها كلها في البيت وتعمل حجتها جدتي دفنت نفسها في اوضتها وكرست حياتها للمذاكره وبس ولغت حياتها الاجتماعبه خالص حاولت اخرجها من حالتها دي بس مكنتش بشوف في عينيها غير طلب واحد (لو تقدر ترجعه رجعه) في الوقت دا بابا كان مسافر ومطول وجدتي تعبت وميسون الي قعدت بيها حسيت اني مخنوق وعوزك عاوز صحبي واخويا عاوز احكي وافضفض ملقتش نفسي غير بنقل ورقي ومسافر على مصر ولما رحت اسلم ه
عليها قبل منزل توقعتها هتبقي زعلانه ومنهاره إني سبتها في وقت زي دا لوحدها بس شفت لمعت عينيها بسعاده خلتني اشوف أختي ميسون الي كنت عارفها رجعت خلتي لو كنت شاكك ولو بنسبه بسيطه من قراري اتأكد منه ميه فالميه وبصراحه مش هكدب عليك واقولك كان صعب اوصلك أول منزلت علطول بس كنت واخد على خطري منك حاولت اتحاوز الموضوع ومدورش عليك ولا احاول اقبلك لكنها كانت بتتصل بيا كل يوم تسأل عليا وعلى اخباري وأنا عارف ومتأكد هي قصدها مين ولما حسيت انها بدات ترجع لطبيعتها تاني ميسون اختي الي عارفها قلت اتخلي عن اننيتي وادور عليك ومكنش صعب الاقيك لا عليا ولا عليك وفي اليوم الي قررت فيه دا سبحان الله وكأن ربنا مرتبها من عنده شفتك في الباص منكرش إني كرهت سيدرا في الاول وإن أنت اتخليت عن كل حاحه بره وعني وجيت مصر تشتغل معاها في الاخر بس بصراحه بعد مكانت هتموت في ايدي يوم التسمم دا وانا قررت ابدأ معاها صفحه جديده هي بردو ملهاش علاقه بالي حصل ولا ليها ذنب فيه وانا متأكد إنك مقلتلهاش حاجه كاد يكمل غير منتبه لحاله آسر حينما رد هاتفه فتحه ووجدها أخته فلمعت عيناه بسعاده قائلا: سبحان الله بتيجي على السيره يارتنا كنا افتكىنا حاجه حلوه ثم نهض سريعا يرد عليها ويحدثها بحماس وفرحه غير منتبه لحاله آسر الذي كلن شاردا يعنف نفسه ويشتم نفسه بألف لغه على غبائه فقد اتضح ان نزول علي كما قال كنان الراشد من اجل اخته وهو الغبي وبدون قصد منه جدد أمل علي بشئن علاقته بأخته وانها قد تأتي فعلا لمصر تأمل منه ما لا يستطيع ان يقدمه فقد ماتت مشاعره ومات قلبه ومات كل ما له علاقه بالحب داخله لم يعد يري سوي حياته تلك بروتينها الذي اعتاده وهو بهذا الشرود والتفكير العميق مع نفسه في حل لتلك المصيبه كما اسماها سأله علي عن شئ لم يسمعه من الأصل فأومئ له برأسه بغياب عما حوله ولم يفق سوي على علي وهو يحتضنه بشده ويربط على ظهره بحب وأخويه قائلا بنبره كلها امتنان وحب وتقدير: كنت عارف إنك مش هتكسفني يا صحبي وديما رافع راسي نظر له آسر بعدم فهم حينما تابع علي قائلا: ميسون اتبسطت اوي لما عرفت إنك بنفسك عوزها تيجي ومعندكش مانع وهتحاول تخلص كل حاجتها بأسرع وقت وتيجي علي أول الاسبوع الحاي او اخره وقت متخلص إلتزماتها وتابع بحب: أنا مش عارف اقولك ايه يا صحبي دايما واقف جنبي ومعايا ومخرجني من مشاكلي وحللهالي كمان ربنا يكرمك خير زي ما أنت دايما سبب فرحي فكل وقت ومكان احتضنه آسر بحب واخويه شديده فبعيدا عن أخته فهو يظل صديقه واخيه وتوأم روحه ورفيق الطفوله والمراهقه والشباب وابتسم له بسمه لم تصل لعيناه وغادر علي ليبدل ملابسه وينام قليلا ولأول مره يحس بهذه الراحه وكأن جبل ونزل عن قلبه وظل يشكر ويدعي لآسر في طريقه فهو لم يكن ابدا سيجبره على اخته مهما حدث اما آسر فكانت حالته يرثي لها عندما غادر علي من امامه ألقي نفسه على الاريكه خلفه ورأسه بين يديه يلعن حظه وحياته وجد هاتفه يضئ برساله من كنان الراشد فيها (ها طمني ايه الاخبار) لم يشعر بنفسه سوي وهو يلقي بهاتفه بالحائط ليسقط متهشما واسرع مغادرا
دقائق وكان ببيت سيدرا ظل يطرق الباب وهي لا تجيب قلق عليها بشده خاصه أنه قد طلب منها الذهاب للشركه بعد انتهاء محاضراتها وهاهي الآن لا ترد لا على هاتفها ولا على طرقه للباب ظل يدق بعنف على الباب وكأنه ينفس عن مابه بالباب وعندما ظل الصمت هو الجواب ذهب مسرعا لنسخه المفاتيح الاحتياطيه التي تختفظ بها سيدرا فقد كانت كثيرا ما تنسي مفاتيحها بالداخل لذالك دائما ما تحتفظ بنسخه في مكان ما يعرفه بالحديقه اخذها وفتح الباب قابله الظلام من كل ناحيه خاف عليها أكثر فحاله البيت توضح الا أحد به فهو غارق بالظلام ويعرف سيدرا لا تحب الظلام وتخافه فدائما تترك مصباح أو اثنين مضيئين بالمكان ظل ينادي عليها ولكن ايضا لا رد صعد للأعلي ووقف امام غرفتها وظل يطرق الباب لإحتماليه وجودها بالداخل في وضع محرج ولكن ايضا لا رد زاد طرقه على الباب بقلق وخوف شديدين وعندما ظل الصمت هو الجواب اقتحم الغرفه بعنف دافعا الباب بقوه فقد تمكن منه خوفه اعلي المراحل وصدم عندما وجدها نائمه على السرير وهاتفها بجانبها لا يكف عن الرنين  ظل مكانه لحظات يستوعد ما يراه بصدمه ثم بسرعه تقدم نحوها يحاول افاقتها فهو يعلم ان نومها ليس بهذا الثقل حتي صوت الهاتف والطرقات سواء على الباب الرأيسي او باب غرفتها لم يوقظوها 
بينما سيدرا منذ ان اتت واحست بقدرتها تتلاشي ولا ترغب سوي بالنوم تحس ظلام يسحبها إليه ولم تقاوم واستجابت له غارقه في تلك الظلمات منفصله عما حولها بشبه غيبوبه فقدره تحملها نفدت من بكاء طول الليله السابقه وحزن وصمت جسدها مسترخي تماما لا تستطيع تحريكه وكأنها فقدت قدرتها على التكم به كان هذا الصوت يناديها من بعيد انه صوت آسر نعم هي تعرفه جيدا ولكنه بعيد لا تستطيع الرد عليه وفي نفس الوقت تشعر به قريب حاولت جاهده فتح عيونها أو الرد عليه فلم تستطيع فأستسلمت لحالتها تلك ولم تقوم أكثر بينما كاد آسر يجن لما يري فماذا حدث لها وما سبب حالتها تلك فهو منذ مغادرتهم للمنزل ولم يخفي عليه تغيرها الشديد ولكنه لم يكن يظن الأمر بهذه الخطوره ظل يحاول افاقتها وينادي عليها لعلها تستجيب ولكن لا حياه لمن تنادي فحملها سريعا وتوجه بها لأقرب مشفي كان يقود السياره بسرعه خياليه وهي بالخلف يتطلع لها كل بضع ثوان لا يعرف ماذا حدث لها واخيرا وصل في وقت قياسي حملها ودخل بها المشفي سريعا اخذها طبيب علي الطوارئ وهو يحاول الاستفسار عن حالتها ولكن لم يجيبه أحد ظل يسير في الرواق منتظرا خروج أحد بتوتر ليستفسر عن حالتها وقلبه يكاد يقف من الخوف والقلق وبعد مرور حوالي نصف ساعه فتح الباب وخرج الطبيب فجري آسر نحوه يسأله عن حالتها فسأله الطبيب قائلا بعمليه: أنت تقربلها ايه
قريبها يا دكتور بس طمني عليها الاول مالها كان هذا جواب آسر السريع عليه فتحدث الطبيب بعمليه قائلا: هي عندها هبوط حاد في الدوره الدمويه مع ضعف شديد واضح انها كانت في فتره نقاهه لغسيل معوي وحصل حاجه صدمتها او مستوعبتهاش شئ اقوي من قدره تحملها فحصلها انتكاسه وجت شديده مع ضعفها الواضح دا طبعا كان آسر يستمع له كما انه من المريخ لا يعرف بما يجيب اي انتكاسه واي حاله واي صدمه أيتحدث الطبيب عن سيدرا التي كانت معه منذ ساعات بخير أم أنه اخطأ الحاله وجد نفسه يسأل الطبيب قائلا بتوهان: أنت بتتكلم عن ألي  لسه جايه الطوارئ صح هز الطبيب راسه وهو يشعر بحالته وصدمته فتابع آسر قائلا بنفس التشتت: صدمه أيه الي مستوعبتهاش دي كانت زي الفل معايا من كام ساعه انا مش فاهم أيه الي حصل رد عليه الطبيب بمهنيه قائلا وهو يقدر حالته تلك: للأسف دا الي واضح معايا من التشخيص ممكن تراجع أهلها أو قرايبها في الموضوع دا بس حاليا هي هتبقي تحت الملاحظه ال24 ساعه الجيين لان تأخر نقلها هنا خلاها في حاله اشبه بالغيبوبه حاسه بس معندهاش لاوعي بإلي حوليها
جلس آسر على الكرسي خلفه بصدمه وعدم تصديق ما سمعه صدمه وغيبوبه وردته ماذا حدث لها لقد كانت تناغشه بالأمس وكانت في أروع حالاتها ماذا حدث بين ليله وضحاها ربط الطبيب على كتفه بهدوء يطمئنه: الحمد الله هي مؤشرتها الحيويه كويسه لأنها مكنتش استسلمت كلي للغيبوبه وإن شاء الله تقوم بالسلامه وتركه وغادر
لا يعرف آسر كم بقي من الوقت على تلك الحاله وبحث عن هاتفه تذكر أنه حطمه والآخر بالسياره فركض بسرعه لها واتصل بكنان فرد كنان بعد لحظات سائلا بهدوء: ها يا آسر طمني يبني وصلت لأيه وكأن آسر لم يستمع له فسأله محاولا جعل نبرته هادئه طبيعيه: هي سيدرا في حاجه حصلتلها او ديقتها إمبارح يعني انصدمت في حاجه عرفت حاحه أي حاجه غريبه يعني قالها بنفاذ صبر فليس لديه طاقه للشرح ويكاد يموت بسبب ما حدث لها ولا يعرف سببه فأجاب كنان بقلق: يعني أيه صدمتها دي أيه إلي حصل يبني مكانت زي الفل إمبارح ومشيه معاك كويسه
معرفش ياعمي معرفش قالها آسر بصراخ ونبره أقرب للبكاء دب الرعب بقلب كنان علي إبنته وحالته تلك وسأله محاولا الاستفسار: طب اهدي بس وقولي في أيه ولا حصل أيه كان يحاول السيطره على نفسه ونبرته تقطر قلق وخوف ولكنه لا يريد التسرع مره اخري فيخسر آسر للأبد فهو يثق به 
تدارك آسر نفسه سريعا ولعن نفسه وابعد الهاتف عن أذنه ليتنفس بعمق بضع لحظات محاولا تنقيه صوته المنهار ثم رد عليه بهدوء قائلا: مفيش حاجه ياعمي خير متقلقش احنا تمام أنا بس كنت قايل لسيدرا تعدي عليا بعد الكليه قي الشركه ومجتش رحتلها لما لقتها مبتردش لقتها نايمه ومش عوزه تقوم فحستها زعلانه أو مديقه من حاجه قلت أسألك زفر كنان الهواء الذي كان يكتمه بصوت عالي سمعه آسر فلعن غبائه على ما كان سيفعله بالرجل فلتوها خارجه من أزمه كادت تودي بحياتها وتقضي عليه بينما أجاب كنان بنبره ممازحه: يا أخي خضتني تلاقيها زعلانه منك ولا حاجه ولا اتخنقت مع حد ما أنت عارفها مبتقعدش ساكته نعم هو يعرفها جيدا يعرفها ويعرف أسلوبها وأسلوب حياتها وأن هناك ما يزعجها منذ الأمس ولكنه لا يعلمه ولا يعلم حجمه وأهميته ليوصلها لحالتها تلك قاطعه صوت كنان مناديا عليه فرد آسر سريعا قائلا: اه ممكن عموما أنا هشوفها تاني كده بكرا تكون نامت وارتاحت يمكن مرهقه ولا حاجه فرد كنان قائلا: تمام ماشي وأنا هكلمها وأشوف مالها برضو واطمنك
لا كان هذا رد آسر السريع ثم تدارك نفسه قائلا بهدوء: خلاص ياعمي بقولك مبتردش ونايمه مش عوزه تقوم خليها على راحتها وابقي كلمها بكرا لما تصحي
ماشي يبني وابقي طمني عليها قالها كنان ثم تابع بتذكر قائلا:اه صحيح نسيت مقلتليش عملت ايه قي الموضوع دا انا بعتلك رساله واستنيتك تتصل رد آسر منهيا هذا الحوار: بعدين ياعمي معلش هقفل دلوقتى وهكلمك تاني
ماشي هستناك خلي بالكوا من نفسكوا يا آسر مع السلامه انهي كنان الاتصال بهذا واغلق الخط
ظل آسر يتلوي بمكانه كأنه جالس على جمر من لهب يريد ان يعرف ماذا حصل لها يعلم تمام العلم ان لا احد سيحيبه سواها ولكنه غير قادر على الإنتظار ولكنه سينتظر لتستيقظ أولا بسلام ثم يأتي كل شئ لاحقا وبهذا ذهب واستأجر غرفه بجوارها كالمره السابقه ليرتاح قليلا هو الآخر فلقد كاد أن يموت بسكته قلبيه فور رؤيته لحالتها تلك....
اتصل علي بساندي يتكلمان عن تفاصيل تلك الحفله بفرحه وسرور في صوته فرحت ساندي لفرحه وىكنها سألته عن السبب فهو يكاد يطير من السعاده قائله: بس ايه السعاده دي مبحسدش يعني ولا حاجه بس خساك هتطير من الفرحه متفرحني معاك اجابها علي بنفس نبرته وحالته الفرحه السعيده: لو قلتلك جبل واتشال من عليا مش هديلوا حقه حمل وخلص انتي متعرفيش انا فرحان ومبسوط اد ايه والله فعلا حاسس اني هطير من الفرحه فأجابته ساندي بسعاده لسعادته تلك فهو دائما هادي لا يتكلم كثيرا فأعتقدته انطوائي ولكن اتضح انه كان بهم وانتهي منه كما تري: طب متقول وتفرحنا معاك فأجابها قائلا: بعدين يا ساندي بعدين لما نتقابل هفهمك كل حاجه ان شاء الله
ان ساء الله كررتها ساندي مغلقه الخط على وعد باللقاء غدا يعد علي الساعات والدقائق ليلتقي بساندي يشاركها فرحته
في مكان آخر يقوم آسر بفعل نفس الشئ ولكن ليعلم من سيدرا ماذ حدث لها
وبإختلاف الحالات اتي الصباح
استعد علي جيدا ووجهه يشع فرح وسرور للذهاب للجامعه ولقاء ساندي وقص لها ما حدث  نزل للأسفل ليشرب قهوته الصباحيه مع آسر ولكنه لم يجده ظن انه قد سبقه لعمله فخرج هو الآخر
في المشفي لم ينم آسر طوال الليل يراجع كل شئ حدث لعله يصل لاجابه وسبب لما حدث لها ولكنه لم يصل طرق الباب فأءن للطارق بالدخول كانت الممرضه تعلمه بإستيقاظ سيدرا اخيرا وانه يمكنه الاطمئنان عليها هرع آسر لها ولكن استوقفته الممرضه قائله انها تنقل حاليا لغرفه عاديه وانه من الافضل الذهاب وتبديل ملابسه وشكله لا يقلقها عليه نظر آسر لنفسه فوجد ان معها حق فدخل سريعا للحمام يحاول هندمه نفسه قبل الدخول لها
كان الطبيب يخرج وهو يدخل سأله مستفسرا عن حالتها فأجاب الطبيب بأنها تحسنت كثيرا وبإمكانهم اخراجها اليوم فشكره ودخل لها طرق الباب ودخل فوحدها مستيقظه تنظر للسقف بشرود اقترب منها ببطئ مناديا بصوت خافت:سيدرا لم تجيب فكرر النداء وهو يقترب منها فنظرت له سيظرا بشرود بضع لحظات كأنها تحاول معرفه من هو ثم تنهدت ناظره مره اخري للسقف جلس آسر على الكرسي امامها سألا اياها عن حالتها قائلا:ألف مليون سلامه عليكي ايه الي حصلك يا وردتي انتي شكلك محسوده اول منرجع البيت هرقيكي علطول قالها بمزاح وضحك خفيف يحاول اخراجها من حالتها تلك ولكن لم تشاركه او تجاريه فعاود السؤال مستفسرا بقلق:سيدرا انتي كويسه مالك يا حببتي مبترديش ليه ثم هب واقفا ذاهبا بإتجاه الباب قائلا: انا هروح انادي للدكتور حالا  فأوقفته قائله اخيرا:انا كويسه مفيش داعي رجع مسرعا إليها ممسكا يدها سائلا بلهفه:لو حسه بحاجه خليني اناديه انتي كويسه هزت رأسها دون اجابه وسحبت يدها منه وعاودت النظر بشرود للسقف وقف آسر لا يعرف ماذا يفعل يحس انه لا يعرفها او انها لا تطيق وجوده وكاد يتكلم مره اخري حينما تكلمت سيدرا اخيرا متنهده قائله:احنا لازم نفض الشراكه وبأسرع وقت ظل آسر بلا رده فعل كأنه لم يسمع او يحاول تكذيب اذنيه فسيدرا التي يعرفها تموت قبل طلب شئ كهذا فأقترب منها قائلا:انا هسيبك ترتاحي شويه شكلك لسه مفقتيش وهحيلك كمان شويه فانتفضت سيدرا بصراخ وغضب قائلا:هو ايه الي مش مفهوم في كلامي بقولك الشراكه تنفض وبأسرع وقت وتمشي من هنا ومشفش وشك تاني ظل آسر صامتا لا يصدق ما يسمعه ليجيب فهم بالخروج حينما اتاه صوتها صارخا من خلفه بغضب قائله: انا كلمت المحامي عرفته برغبتي دي وبدأ فعلا في الاجرائات فياريت متعطلهوش عشان نخلص وهنا لم يستطيع آسر السيطره على نفسه او مراعاه مرضها ووضعها الحالي فهو ليس مجرد كلام غضب كما اقنع نفسه فأندفع لها ماسكا كتفيها يهزها بغضب قائلا: انا اكيد مش بحلم وانا سامع الكلام دا منك السؤال ليييه ليييه هو الي حصل اثر علي دماغك انتي بتهبلي تقولي ايه شراكه ايه الي تنفض ومحامي ايه الي كلمتيه انتي نفسها سيدرا الي كانت هيجرلها حاجه لما عرفت اني هنفصل عنها ايه الي حصلك متسكتيش رديييي حاولت سيدرا تخليص نفسها منه ودموعها انحبست في عينيها لما ألت له الامور ولكنها تابعت معتقده ان هذا هو القرار الصحيح من وجهه نظرها قائله ببرود ولا مبالاه:فكر زي متفكر دي رغبتي وانا بدأت الإجراءات فعلا معتقدش تبقي عندك دم لو قبلت تكمل تعامل مع حد مش طايقك وقلهالك صريحه ثم دفعته قليلا للخلف بقوتها الضعيفه متابعه: وياريت التعامل بنا يكون رسمي يا استاذ لو سمحت انت متقربليش ولا اديتك الإذن عشان تعمل الي بتعمله دا واخيرا انهت حديثها ناظره للناحيه الاخري قائله :واتفضل اخرج ومتجيش هنا تاني انا خلاص اخدت قراري ومش راجعه فيه لم يحتمل آسر كل تلك الضغوطات منذ الأمس فهو محاصر وجائت هي واعطته الضربه القاضيه دون رحمه أو شفقه فنظر لها نظره اخيره وهي توليه وجهها للناحيه الاخري ثم تنهد وخرج ببطئ يشعر بأن قدميه كالهلام لا تحملانه وانه سيسقط في اي لحظه من كم الضغوطات النفسيه التي مر بها وفور خروجه من الغرفه احس بضيق تنفس وبإختناق شديد وان المكان يدور به وبدوامه سوداء تسحبه للقاع فرحب بها مستسلاما لها ودوي صوت ارتطامه بالارض بالمكان جرت إليه احدي الممرضات التي كانت بالقرب منه في حين صرخت سيدرا وهي تنتفض من على السرير بتعب ووهن شديد بأسمه :آسررر آسرررررر وجرت للباب فتحته لتصعق لما تري بطلها وحاميها والمدافع عنها وكل معاني الامان والامل والسعاده لها واقع امامها بلا حول ولا قوه وهي السبب بسبب عقدها وتفكيرها الغريب بسبب احساسها بالنقص وأنها تكاد تفقده ارادت البعد هي اولا محتفظه بكرامتها وكبريائها ولم تفكر فيه ظلت مصدومه تعيد حساباتها وهي تري نتيجه تهورها وتفكيرها الأحمق فبكل الامر فكرت بنفسها بكبرامتها بكبريائها بموقفها ولم تفكر به اصطحبته الممرضه للغرفه المجاوره الي قضي بها ليلته بجانبها ونادت على الطبيب ليفحصه وسيدرا تتبعهم كالانسان الآلي فحصه الطبيب ليقول ضغطه نزل فجأه لرقم خيالي كويس انه في المستشفي لكان يدخل في غيبوبه انقليه على اوضه عاديه عشان هنركبله محاليل بسرعه دي اوضته يا دكتور ردت الممرصه بهذا فسألها الطبيب :هو مريض هنا فأجابت قائله :لاء بس كان حاجزها عشان يفضل جنب الآنسه لحد متخرج ونظرت لسيدرا فأوما الطبيب وبدأ يكتب ما يحتاحه لتحضره الممرضه وتضعه لها لم تقدر قدمي سيدرا على حملها فجلست على اقرب كرسي فنعم هكذا تكافئه على بقائه بجانبها على خوفه عليها فبدونه لا تعرف ماذا كان حدث لها بعدما فقدت وعيها وحيده بالمنزل انهمرت دموعها في صمت وهي تري الممرضه تغرس في يده هذه الاشياء التي تكرهها لاء احد فتري مصدر قوتها في هذا الموقف الآن بسببها فكرهت نفسها اكثر
تعالي رنيت هاتف في المكان ليخرج صوت الممرضه سيدرا من شرودها معطيه لها هاتف آسر قائله تليفونه بيرن ردي طمنيهم هو كويس ان شاء الله فنظرت للهاتف وجدته والدها فلمعت الدموع اكثر بعيونها وهي ترد فجاء صوت والدها يقول :آسر عامل ايه يا حبيبي طمني عليكوا وسيدرا عامله ايه انا مرضتش اقلقها دلوقتي زي مقلتلي وهبقي اكلها بعدين ماذا فعلت هي أيطمئن والدها عليها في حين مرضها ليسهر هو بجانبها لتكافأه هي بذالك لم تستطيع كبت مشاعرها اكثر فأنفحرت في بكاء مرير مردده بصوت مرتعش : ب ابا باب ا انتفض كنان لسماعه صوتها وبكائها الهستيري فأجاب بخوف وقلق وهو ينظر للهاتف يتأكد أنه رقم آسر وليس سيدرا :سيدرا مالك يا بنتي وبتردي على تليفون آسر ليه هو فين ايه الي حصل في حين لم تتوقف هي عن البكاء بهستيريه مكرره اسمه كاد كنان ان يجن لما يحدث فهي كمن دخلت بنبوبه فظل يحاول تهدئتها متغلبا على رعبه الشديد لما يحدث قائلا بصوت مرتعش ليحاول ان يفهم ماذا يحدث: اهدي يا حبيبه بابا ويا نور عينه اهدي يا قلبي اهدي يا سيدرا في ايه يا روح بابا طمنيني عليكوا ايه الي حصل فهدأت سيدرا قليلا قائله من بين شهقاتها وهي تنظر لآسر على الفراش بحالته تلك: آسر وانهارت مره اخري في البكاء جن جنون كنان خوفا عليهم ولكنه حاول الهدوء قائلا طب وانتوا فين دلوقتي اخذت الممرضه الهاتف من سيدرا واحست بالشفقه عليها فأعتقدت انه زوجها او ما شابه فهو لم يتركها بالامس وهي حالتها تدهورت لما حدث له بعدم مقاومه تركت سيدرا لها الهاتف فسمعت الممرضه احد يصرخ به فقالت بهدء اهدي حضرتك نظر كنان للهاتف وقال :مين معايا ردت الممرضه بهدوء قائله :انا نهي الممرضه هنا صرخ كنان بها فقد تملك منه الرعب عليهم قائلا: ممرضه ايه سيدرا وآسر فين فأجابت الممرضه بهدوء قائله : حضرتك اهدي هما بخير دلوقت صرخ كنان بها قائلا :ايه الي حصلهم وهما في المستشفي ازاي فقصت عليه نهي ما حدث منذ جاء آسر بسيدرا امس حتي حالته تلك اسمها ايه المستشفي دي وفين كان هذا رد كنان على ما قالته فأجابته الممرضه فقال لها :طب لو سمحتي خليكي جنب سيدرا او اديها حاجه مهدأه لحد ماجي وانا مسافه الطريق حاضر يفندم كان هذا رد الممرضه قبل ان يغلق كنان الهاتف وبالفعل اعطت الممرضه حقنه مهدأه لسيدرا بسبب حالتها فلقد اصبحت عيونها بلون الدماء وشحب وجهها بشده فخافت عليها من انتكاسه اخري ثم ساعدتها بالاستلقاء في غرفتها وهي تردد من بين الوعي والاوعي اسم آسر اسرع كنان بإرتداء ملابسه والذهاب للقاهره لتلك المشفي وهو يكاد يموت من القلق فماذا حدث لسيدرا واي انتكاسه حدثت لها ولما لم يخبره آسر بالامس عندما هاتفه وماذا حدث لآسر هو الاخر فبالتأكيد شئ يفوق قدرته ليهبط ضغطه لدرجه فقدانه للوعي وبسرعه قياسيه وصل كنان للمشفي واندفع يسأل عنهم وذهب مسرعا للطابق المتواجدون به فدخل لسيدرا وجدها تحت تأثير المخدر تهذي باسم آسر ودموعها تتساقط على خدها وهي نائمه فجلس بجانبها وأخذ يخفف عنها ويمسح علي شعرها ويطمئنها حتي استكانت ونامت ذهب سريعا لآسر الذي اذهله حالته وسط تلك الاسلاك والمحاليل فلم يتمالك نفسه وسقطت دموعه على ما يحدث امامه ولا يعرف له سبب وبتردد وعدم تصديق اقترب من سريره مناديا عليه بهدوء :آسر قوم يا حبيبي ايه الي حصلك قوم يابني قوم متوجعش قلبي عليك قوم دخلت الممرضه لتطمئن على آسر فوجدت كنان بحالته تلك فخافت ان يحدث له شئ هو الاخر فقالت سريعا :والله هو كويس والحمدالله لحقناه يخلص بس المحاليل دي وهيفوق بإذن الله والمدام مراته بردو كويسه طمنها عشان متتنكسش تاني كانت هتموت عليه نظر لها كنان بعد فهم :مراته مين فأشارت نهي على الغرفه الاخري قائله :المدام الي في الاوضه التانيه ومن بين ما حدث ضحك كنان نعم ضحك علي ما اعتقدته الممرضه بشئنهم لخوفهم ولهفتهم على بعض وقال وهو يتمالك نفسه :لا هي مش مراته هما قرايب بس خجلت نهي ولعنت غبائها فاعتذرت سريعا فهون كنان الامر وانه لم يحدث شئ وظل جالس بجوار آسر حتي يفيق بعدما اطمئن على سيدرا فقد استغرقت في النوم بعد حقنه مهدئه لحالتها تلك ظل كنان بلهفته وقلقه ليعرف ما حدث فأمله الان هو آسر فحاله سيدرا لا تسمح لها بالكلام اوالشرح الان وبعد ما يقارب الثلاث ساعات بدأ آسر يستعيد وعيه تدريجيا فنهض كنان سريعا ونادي على الممرضه والطبيب فأتوا وكشف عليه الطبيب وسأله بضع اسأله ثم طمأن كنان عن حالته واستأذن بالذهاب جلس كنان بجوار آسر يحدثه بلهفه بعدما افاق كليا قائلا :ألف سلامه عليك يا حبيبي مالك دي عين وصبتكم اذا كان انت ولا سيدرا وعلى ذكر اسمها قاطعه آسر قائلا بكل هدوء :عمي انا قررت اصفي الشركه واسافر
معلش يا حبيبي نعععععععم كان كنان يهون عليه حين فاجأه بقراره وقال :انت اكيد بتهزر شركه ايه الي تصفيها وسفر ايه الي هتسافره ثم تابع بنبره اب قلق قائلا :متفهمني يبني فهمني ايه الي حصل ومالكوا فيه ايه انا مش مكلمك امبارح وطمنتني ايه الي حصل في سواد الليل فرد آسر بنفس الهدوء قائلا :معلش يا عمي اعفيني بنتك تبقي تشرحلك كل حاجه فصاح كنان مما يحدث قائلا :تشرحلي ايه وهي مرميه في الاوصه الي جنبك من انهيار عصبي بعد الي حصلك دق قلب آسر انهيار عصبي ماذا فهي كانت بخير وقد اطمئن عليها بنفسه ماذا حدث لها وبتوتر ونبره حاول جعلها بارده سأل مستفسرا :ايه الي حصل لها انا مش فاهم مسح كنان على وجهه واخبر آسر بما حدث منذ ان جاء دق قلب آسر خوفا عليها ولكنه لم يظهر هذا وظل بارد الملامح والتعابير وطال الصمت بينهم حتي قاطعه كنان قائلا :ها يبني مش هتقولي ايه الي حصل طمني عليكوا بس نهض آسر من على السرير بترنح بسيط وهو يقول بنفس تعابيره الجامده :انا كويس زي ما انت شايف الاولي تروح تطمن على بنتك انت عارف انها ضعيفه واي حاجه بتآثر فيها فنهض كنان خلفه يساعده وهو يقول بلهفه وقلق :انت رايح فين بالشكل دا وايه بنتي بنتي الي انت عمال تقولها دي فقال آسر منهيا الموضوع بعدما عدل من ملابسه :انا قلت الي عندي ياعمي معلش انا كده هبقي مرتاح عقود الفض هتبقي عندكوا خلال يومين وتابع بسخريه :هي اصلا مجهزه كل حاجه يعني مش هنتعب وأكمل ببرود :اكون انا جهزت ورقي للسفر ولم ينتظر رده وخرج غالقا الباب خلفه
بينما تسمر كنان مكانه لا يعرف ماذا يفعل يكاد يختنق مما يحدث ولا يعرف ما الامر حتي افاق علي صوت الممرضه تخبره ان ابنته قد افاقت فغءهب لها مسرعا ليطمئن عليها حينما رأته سيدرا ارتمت في حضنه واخذت تبكي وهي تردد: بابا آسر لا يا بابا انا السبب بابا آسر وتبكي وتبكي عينان تتابعها من بعيد ولكن قضي الامر فهي من اختارت وحكمت عليه ظل كنان يهدئ من روعها حتي غفت مره اخري بنفس حالتها.....
وبنفس حماس علي منذ الأمس وتحديدا منذ حديثه مع آسر بشأن اخته استيقظ اليوم نشيطا ذاهبا للجامعه قابل ساندي التي كان فضولها يقتلها لمعرفه سر تغير مزاجه وتفتحه هكذا وهو دائما منغلق منذ ان قابلته جلسا في كافيه خارجي لتشائمهم من كافيه الجامعه كالعاده كان علي يطلب افطار بسيط ببتسامه وإشراق في حين فضول ساندي وصل لاعلاه لمعرفه السر وراء ذالك وبعدما وضع النادل الطالبات سألته بلهفه قائله: ها قولي بقي ايه السر العظيم دا فقص علي عليها كل شئ بفرحه فهو يعلم فضولها القاتل وانتظارها منذ الأمس عقدت ساندي حاجبيها بتعجب قائله: ازاي يعني آسر بيحب اختك الي عايشه بره مش فاهمه بعد مرفضته وبعد سنتين مجتش على باله لسه بيحبها استغرب علي تفكيرها وسألها مستفسرا: قصدك ايه مش فاهم قالت ساندي بتلقائيه ناسيه ان من تتحدث عنها هي اخته :يعني الي بيحب بيهتم يعني ابسط حاجه ييعمها ان يكون متابع اخبارها وحياتها لكن انت بتقول كان ناسيها تماما من حياته وانت الي قلتله كل جديد وحالتها دا حتي وقت تعبها مكلفش نفسه يتحجج بحاحه يتصل بيك يتطمن عليك او اي خاجه الحب اهتمام يا علي انا حاسه انك بس فاجأته بكلامك فمعرفش يرد او فهمته غلط مهو مش معقول حد بيحب حد ميكلفش نفسه يعرف عنه حاحه سنتين كملين ايه مش خايف مثلا قلبها يميل لحد تاني وتحبه او تعجب بحد او حد يعجب بيها كده يعني كانت تتحدث وتوضح رأيها غافله عن علي الذي اختفت كل معالم السعاده من عينه ان يكون كلامها صحيح وانه فهم صديقه خطا واجبره على ذالك لكن لا آسر ليس بالطفل ولا بدون عقل ومازالت ساندي مستمره في الحديث بتلك التلقائيه قائله :وعلي فكره بقي انا حاسه ان هو اصلا بيحب حد تاني وشاكه انها.....
سانديييييي كان هذا صراخ علي عليها الذي جعلها تنتفض من مكانها ناظره له بصدمه لتغير ملامحه ونبرته وشكله بينما تابع علي متجاهلا حالتها تلك: انا مش بقولك عشان تحللي او اعرف رأيك انا بقولك سبب فرحتي وانتي بدل متفرحي معايا قاعده تطلعيلي عقد وتخطيهالي في المنشار ثم أكمل بنبره أقل احتداما :حرام عليكي انا تعذبت اوي عشان اسمع نبره صوتها الي سمعتها لما قلتلها ان آسر مرحب بوجودها وموافق عليه ثم تنهد بثقل متابعا: مهما كان اي حاجه انا واثق في آسر وقراراته وهو مش صغير ولا طفل وهيغرف يمشي اموره واقفلي على الموضوع دا لو سمحتي اومأت ساندي معتذره عن حديثها هي جرحته بدون قصد ولكن في قراره نفسها تعرف انه نفسه مقتنع بحديثها ويحاول اختلاق اي سبب حتي لو كاذب لسعاده اخته واحترمته كثيرا لذالك ولكن هو لا يعرف انه بذالك يؤذيها لا يسعدها ولكنها امتثلت لطلبه موافقه على غلق هذا الحديث وظل الصمت دائم حتي قاطعته ساندي متسائله: هي اختك هتيجي امتي رد علي قائلا :قالت لما تخلص شويه حجات يعني ممكن ع اخر الاسبوع دا او اول الاسبوع الجاي بالكتير اومأت ساندي قائله: تيجي بالسلامه ثم نهضت مستئذنه للحاق بمحاضرتها فاوقفها علي معتذرا عن طريقته في الكلام وردت انه لم يحدث شئ وهي من تجاوزت في الحديث...

العشق صدفةWhere stories live. Discover now