(الفصل الاول)

1.2K 16 2
                                    

سريعا صفت سيارتها في مكان فارغ عثرت عليه بالصدفة فهو مكان مثالي لوقوف سيارة ورغم هذا الازدحام وكثرة السيارات في هذا الوقت ظل فارغ في عقلها علمت أنه من حظها السعيد بقاءه خالي وكأنه القدر يعلم تأخرها وتركه لها هزت رأسها بسعاده وبعدها صفت السيارة نزلت سريعا تحمل حقيبتها وأدواتها وظلت تتذكر اي قاعه عليها الذهاب ولكن من تلبكها نست وسريعا فتحت هاتفها المحمول تتأكد من جدول محضراتها وبعدما علمت توجهت بسرعة البرق ولكن حظها السعيد لم يسعفها كثيرا فكالعادة وجدت بابا القاعة مغلق ظفرت بإحباط فرغم كونها تملك عمل وإدارة ومسؤوليات غير دراستها لا تستطيع تجاوز عادة التأخر هذا مهما ابكرت في موعدها وكأنه الأمر غريزه بها وطبع لا يتركها اخدت نفس عميق ثم بمهل دقت باب القاعة  لحظات وفتح الدكتور يحيى قاءلا:يبنتي انتي مفيش فايدة فيكي ولا تحذير بينفع معااكي كده مش هينفع يا سيدره مش كل مرة كادت سيدره أن تجيبه ولكنه أوقفها بقوله :ادخلي يلا ادخلي دي عادتك انا مش متكلم تاني انا زهقت دخلت سيدره القاعة وسريعا ما وجدت مكان فارغ جلست به وأخرجت دفترها وقلمها من الحقيبه وفتحت تسجيل الصوت في هاتفها المحمول وجلست بكل تركيز وانتباه لما يقوله الدكتور كان يحيي هو دكتور الطلبة مثلما يسمونه فهو كثير التعاون معهم سواء في مشاكل المحاضرة أو بالجامعه أو شخصيه فكم احبه الطلبه في جميع المراحل التي درسها كان شاب في نهاية عقده الثاني من شكل جسده تعرف أنه داءم ممارسه الرياضة مهندم جدا في ملابسه فكان وسيما بحق بعينيه العسليتان وذقنه الخفيفه ما جعله محط إعجاب من كثير من الفتيات وبعد مرور ساعتان واخيرا انتهت المحاضرة ولم تخلو من بعض الأسئلة التي كان يسألها دكتور يحيي في شرحه لتنشيط وجذب انتباه الطلاب الدائم ومنها لمنع سرحانهم و بالطبع كالعادة كانت اجابات سيدره وعمر  الاسرع والاكثر دقة وهذا ما جعل دكاترة المحاضرات الأولي يتغاضون عن تأخر سيدره الدائم فهي كانت مثال للطالبه المتفرقة الذكية اللماحه فهي بشعرها ذهبي اللون وعيونها الخضراء بشرتها البيضاء التي بها بعض الحسنات الصغيرة التي تزين خدودها مثل النمش  قوامها الممشوق والنحيف رغم كثرة أكلها جعلها محط إعجاب من كثير من زملائها ومعيدينها وبعض الطلبه الاكبر سنا منها فهي مازالت في عامها الأول في كلية الصيدلة وهي فتاة لا تحب الاختلاط ولا الصداقات تؤمن بحكمه فيما معناها أن لكل علاقة ايا كانت العلاقة صداقة حب أي شكل لها لابد لها من وقت وتنتهي (deadline) والإيمانها بهذه الحكمه فهمي لا تحب التعمق ف الصداقات ولا الاختلاط الواسع رغم كونها اجتماعية ولا تبخل بالمساعدة لزملاءها أو غيرهم أبدا بل بالعكس تحب ذلك هي بالنسبة للجامعة النجمة البعيدة فهي مرءية ومحسوسه ومسموعة ولكنها غير ملموسه بعيده عن متناول اي احد كان رغم أنها أمامهم داءما هذه هي سيدره الراشد ابنة رجل الأعمال المعروف كنان الراشد Break لمدة نصف ساعة بين المخاضرتين كالعادة لم تتناول سيدره إفطارها وهي في طريقها لكافيه الجامعة سمعت مألوف صوت ينادي عليها :سيدره سيدره استني التفتت للوراء وكان هو عمر زميلها وقفت وقالت له :خير يا عمر في حاجه نظر لها عمر وقال :لا مفيش بس كنت يعني لو معندكيش مانع اقعد معاكي فترة الاستراحه دي ف الكافيه نظرت له بحيره فهي لم يعجبها عرضه ولكنها لا تريد قولها صريحه له كانت تفكر في رد مناسب عندما قاطعها قاءلا :انا مش هعقد اتسلي لا بعد اذنك يعني في سليدين مفهمتهمش امبارح في محاضرة Organic لو ينفع تشرحيهملي نعم نجح بجعلها لا تستطيع الرفض فهي داءما تحب مساعدة الغير ولكن ما استغربت من عمر بالأخص هو سؤاله لها عما لا يفهمه هي تستغرب لماذا لا يسأل أحد زملاؤه الشباب أو حتي دكتور المادة لماذا هي وفي وقت استراحتها زفرت بضيق فكان يجب عليها مهاتفه سكرتيرتها في العمل لمعرفة جدولها اليوم وكذلك الافطار ضاع عليها الاستمتاع به وأخيرا ردت عليه قاءله :تمام يا عمر أنا كنت ريحة أفطر أصلا ممكن نقعد ف الكافيه وافق سعيدا قاءلا :اكييد ومعلش لو عطلتك مش هاخد من وقتك كتير ردت عليه بتلقاءيتها المعتادة :عاادي يبني إحنا زملا وهتعطلني ليه يعني مفيش مشكله خالص
يبني هذا ما كرره في نفسه نافرا من الكلمه ولكنه قال :تماام وشكرا مرة تانية ضحكت برقة وقالت  : اشكرني يا عم بعد متفهم لسه بدري زفر بجده قاءلا في نفسه ايه دا بقي مرة يبني ومره ياعم وأنا المفروض اقولك ايه بقي يا ماما ولا يا طنط وصلوا الكافيه ودخلوا وطلبت سيدره أفطارها المعتاد كابتشينوا كارمل وكورواسوه بالشوكولاته وتناولتهم وهي تنظر في الورق أمامها تقرأ ما يريد عمر فهمه وبعدما انتهت أخرجت ورقة وقلم من حقيبتها وبدأت تشرحهم له بسلاسه وسهوله وكان عمر سارح في شعرها داءم السقوط علي وجهها وعينيها كالغابات وحركه يديها واصابعها وعندما انتهت قالت له :هااا يا عم وضحت كده ولا عندك اي أسأله كان عمر مازال شارد بها فحركت يديها أمام وجهه بأستغراب مناديه له :عمر عمر انت يبني انت نمت ولا ايه فاق سريعا علي وقع اسمه منها بهذه الرقة قاءلا: لا لا لا تمام انا فهمت شكرا مرة تانية واسف لو عطلتك ابتسمت ابتسامتها الرقيقه قاءلة: ولا عطلتني ولا حاجه المهم تكون فهمت هز رأسه مؤكدا لها فهمه وقال :جدا بصراحه وظل يتطلع عليها حمحمت سيدره قاءلة :في حاجه تاني عوزها رد عليها :لالا تماام شكرا اسيبك انا بقي تكملي فطارك واسف لو عطلتك مرة تانية ابتسمت له وقالت :لا مفيش حاجه احنا زملا والطبيعي نساعد بعض أومأ برأسه مؤكدا علي كلامها وغادر قاءلا في نفسه :مش عارف ياسيدره انتي مش معجبه بيا ليه أو مش ملاحظاني ليه دا انا مفيش وحده في الدفعه مبتتمناش تكلمني وانتي انا ولا علي بالك مهما حولت افتح معاكي كلام وظفر بجده مكملا :مش عارف اعمل معاكي ايه عشان تلاحظي وأكمل سيره فعمر هو فتي الدفعه كما يقولون الوسيم المتفوق الملتزم صاحب الاخلاق فهو بشعره البني وعيونه البنيه وبشرته البيضاء بجانب بنيته القوية جعلت منه وسيم الدفعه بحق ومحط أنظار جميع زميلاته الا هي سيدره الراشد أكملت سيدره فطورها ولإستعجالها بعثت رساله لسكرتيرتها لتخبرها عن جدول عملها اليوم واسرعت بلم ادواتها والذهاب المحاضرة التاليه للدكتورة سناء فهي كالأم لجميع الطلبه ووكيله كليه الصيدله في منتصف عقدها الرابع حسنه المظهر وبشوشة الوجه دخلت سيدره القاعة وجلست في أحد الأماكن الفارغة وكالعادة أخرجت دفترها وقلمها من الحقيبة وشغلت مسجل الصوت في الهاتف  وجلست بتركيز وانتباه لما تقوله الدكتورة وسرعان ما اندمجت معها ولم يمر خمس دقائق سوي وباب القاعة يدق بإستمرار الدكتورة سناء رغم كونها كالأم للطلبه ولكنها لا تسمع لأحد بالدخول بعدها مهما كان ظرفه فتحت الباب لمعرفة من هذا المزعج الذي يدق بإستمرار والكل متأهب لمعرفه من هذا الشخص فهم في الفصل الثاني من العام عرفوا بعضهم وعادات الدكاترة فمن الذي أخل بذلك وعندما فتحت الدكتورة ناوية توبيخ هذا الشخص ثم عدم السماح له بالحضور أنصدمت مما رأت فكان شخص تعرفه أرادت الاستفهام عن سبب وجوده هنا فمن الغريب تواجده هنا كان هو الاسرع منها في سؤاله لها :دكتور سناء لو سمحتي في هنا طالبه اسمها سيدره الراشد......

العشق صدفةOnde histórias criam vida. Descubra agora