مَا وَرَاءَ الْبَابِ

652 53 63
                                    








كانت مُحتويات الصندوق الصغير-الذي فُتح بسهولة حين أدار شيرلوك المِفتاح في القِفل- تتضمنُ رسالة وُضعت في مُغلف أنيق، و قلمَ حِبر بالإضافة إلى المَحبرة. أخرج المُحقق الإستشاري الرسالة أولاً، و جلس فوق الطاولة ليقرأها على عجل، بينما إنتظر زميلاهُ في الفريق بصبرٍ حتى يفرغ منها.

-هذا مثيرٌ للإهتمام.

تراقصت إبتسامةٌ مُستمتعة على شفتيه و هو يقلب الورقتين اللتين وجدهما داخل المُغلف، ثم مّد ذراعهُ ليُسلم الأوراق إلى الشابة الواقفة قريباً منه:

-جين، اقرئي لنا ما كُتب هنا.

أومأت برأسها، و أنزلت عينيها الأرجوانيتين لتشرع في قراءة محتوى الورقتين دون إبطاء:

أعزائي المُشاركين،

أتركُ بين أيديكم تلميح اللغزِ الأول، الذي ستجدونهُ مُرفقا مع هذه الرسالة، سأمنحُكم تسعين دقيقة لإيجاد الحل، عليكمُ كِتابَة الجواب على هذه الورقة و من ثَم تمريرها أسفل الباب المعدني، و ستحصلون على مِفتاح الخروج من الغرفة حين نتأكدُ من صِحته.

أما من يداركهُ الوقت أو يُرسل لنا الجواب الخاطىء.
فلن يُغادر الغرفة للأبد.

توقفت هُنيهة لتنتقل للصفحة الأخرى، و التي من المُفترض أن تحتوي على تلميحٍ للغز، بينما أطل الأستاذُ الشابُ من جانبها ليُجيل نظرهُ على سطور الرسالة، و قد ضّم أصابعهُ أسفل ذقنه، و أظهرت عيناهُ اللتان ضاقت حدقتيهما مدى تركيزه.

مذكرات ساقي الحانة

إستقبلتُ ثلاثة زبائن هذه الليلة: زوجان و ابنهما. جلس الأبُ في المنتصف و جلست زوجتهُ إلى يساره، بينما جلس الابنُ جهة اليمين، و حين سألتهمُ عن ما يرغبون في شُربه، كانت أجوبتهم كالتالي:

الأب: زوجتي تُحب اللون الأحمر، و أنا أفضل الأبيض، و لطالما أحب ابني المُحيط.

الزوجة: يعشق ابني اللون الأزرق منذُ أن كان طِفلاً، زوجي يُحِب الجزيرة و أنا أميلُ للكوكب.

الابن: أنا و والدتي نُحبُ القمر، و يروق لأبي أيُ شيء أخضر.

كان أحدهمُ كاذِباً، و لكنني حضرتُ المشروبات بسلاسة و قدمتُها لهم.

-هذه هي الأُحجية إذاً.

تمتم الأستاذ الشاب فور إنتهائها من القراءة، و إستمرت جين بإعادة قراءة ما كُتب فيها دون أن تهتدي لأي تفسير،و في تلك الأثناء، كان شيرلوك قد إبتعد عن مكان وقُوفهما ليتجول في أرجاء الغُرفة، و سُرعان ما سمعا صوتُه مُنادياً.

اللُعبة المُحرَّمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن