صيف 2009 K_BROmance

الحلقة 4

- ذلك اللقيط~

كان هذا كل ما قلتُه قبل الهجوم على المقصود دون إعطاء أي شيء اهتماماً سوى لشعوري بالغليان في صدري.

أمسكتُ ياقته بكامل لؤمي وقمتُ بلكمه بكل قوتي التي نبعتْ من كرهي فصاح متألماً ولم أكتفي برؤيته على الأرض بتعبير هو مزيج من دهشة و ذعر بل جلستُ فوقه أكيل له اللكمات مع كل عبارة من عبارات أمي التي ترن في رأسي.

سمعتُ صوت الرجل صاحب الدكان الذي بجانبي لكني لم أكترث و تابعت ما أفعل.

وعند حد معيَّن و مع إدراك الفتى للوضع تبدَّلتْ تعابيره للقوة وشيء من الغضب وبدأ بمقاومتي بينما كنتُ قد أفرغتُ أغلب طاقتي، فشدَّني و همَّ بقلب وضعينا إلا أننا ولكوننا على مرتفع تدحرجنا، وحتى خلال تدحرجنا لم نتوقف، فهو راح يضربني وكنت أرد بالمثل و أكثر، حتى اصطدم جسدانا معاً في ذات عمود الإنارة الذي ينتصب أسفل الطريق المنحدر وصوت توجُّع صدر عن كلانا ولم أعد أستطيع الحركة وهو لم يتحرك أيضا.

____________

ما الذي فعلتُه أنا؟! فقط أريد أن أفهم!
ما الذي فعلتُه لأشعر بالوجع ينبض في أنحاء جسدي ووجهي وما الذي فعلتُه لأقع حتى الطريق الرئيسي!

خفق قلبي خفقةً قوية عندما ندّ صوت سيارة مارة بسرعة لأدرك خطورة ما وصلتُ إليه.
فقد كان الدرب الصاعد يبدأ من طريق عام.

تحركتُ بصعوبة و أنا أشعر بألم يلمع في خاصرتي واستلقيت على ظهري، ضربَتْ أشعة الشمس عيوني فأغمضتهما شاداً على جفناي بانزعاج، ذلك أتاح لي ملاحظة صوت الأنفاس اللاهثة للثور الذي بجانبي ممتزجة مع ضجة الطبيعة.

مجرد رؤيته جعلتني أرغب بالنهوض و إبراحه ضرباً.
نظرتُ ناحيته فرأيته يستلقي على جانبه بمظهر مبعثر تماماً فقد اِتسخت كنزته الصفراء وتمزَّق سرواله من عند الركبة.

كان يعقد حاجبيه مغمِضاً عينيه بقوة بحركة تنم عن ألم. صدره يخفق بشدة ويبدو كضحية.
شددتُ قبضتي مُتجهِّزاً لكني كنت كذلك أتنفَّس بصعوبة وأشعر بالإنهاك.

اِرتخيتُ وبالكاد استطعتُ رمي كلماتي وأنا أحاول استرداد أنفاسي:
- أيها المتبلي الحقير.. لماذا فعلتَ هذا؟

لم يرد عليّ، بل دار جسده للناحية الأخرى.
لم أكن أرى سوى مظهره الخلفي لكن كان ذلك كافياً لملاحظة يده ترتفع لوجهه وتعود بسرعة. بدا كما لو أنه مسح شيئاً عن خده على عجل. نسيتُ ألمي وتيَّقظتُ أراقبه وقبل أن ينهض _كأن شيئاً لم يكن_ خرجَ عنه صوت متهدِّج قصير جداً وهنا تأكدتُ أنه كان يبكي.