الحلقة 16

192 22 262
                                    

ذلك الصيف جعلني أتغيَّر..
ولم أستطِع العودة لنفسي القديمة رغم كل محاولاتي بعدها.
ولو عدتُ لأصبحَتْ حياتي أصعب عليّ.
كنتُ مضطراً للمُضي بهذا الطريق وبهذه الطريقة حتى أكون قادراً على العيش.
والحق يُقال بيكيون أضاف لحياتي سبباً لأعيش وسببي للعيش كان مُهدَّداً.

- انهض (رفعتُ بيك عن الأرض محاولاً أن أكون رفيقاً به) لنذهب للبيت.. (خاطبتُ أمي بصوتٍ خافت وأنا أتخطاها وأتخطى أخي) ابقي مع والدة بيكيون.

مَشوة صديقي صارت أكثر إعوِجاجاً وكان علينا أن نصل بسرعة.
- يجب أن نذهب لطبيـ...

قاطعني رافضاً بشدة:
- لا أريد لا أريد.

- لكن..

رجاني بعينيه فصمتت.

وندمتُ لأني لم أُبرِح أبوه ضرباً.. أَهو أبوه البيولوجي حقاً؟

أَخبرتُه زاجراً:
- توقف عن التصرُّف كَــطفلٍ مُذنِب.
فقد كان يحاول أشد المحاولة ألا يُثقِل باستناده عليّ.

اِبتسَم بكآبة:
- هل ستمزِّق كنزتك وتضمِّدني بها؟

لأول مرة يفشل بأن يبدو فكاهياً رائعاً بالنسبة لي فدعابته لم تناسب عظيم ثِقَل الجو، لكنني جاريتُه:
- هل تشاهد الكثير من الدراما؟

ضحك كمَن كان ينتظر تفاعلاً وأشاح وجهه جانباً.

أنا مجرَّد مُنافق لأني مَن تصرَّف كَـــقويٍّ غير مكترث وفي داخلي اِرتعشتُ ذُعراً و مؤساةً، وبعد أن دخلنا داري _وجعلتُ صديقي يذهب للاستحمام_ انتحبتُ خفية حتى شعرتُ بروحي تعود لعمر السنوات.

____________

سرَتْ القشعريرة بجسدي ليس لخلعي ملابسي أو سكبي الماء البارد عليّ بل لتفكيري بأنَّ صديقي رأى كل هذا.

بمجرَّد بدئي بالاستحمام سرَح عقلي مُنتقِلاً من فكرةٍ لفكرة بسذاجة الأطفال. تذكَّرتُ أني لم أراسل إيمي وأنها قد تكون قلقة ثمَّ لاحظتُ كيف لكلٍّ منا أنا وكيونغ فتاةٌ مفضَّلة لكن علاقَتانا مختلفتين أكثر الاختلاف.

حبيبة كيونغسو والتي يناديها سُونا كانت رائعة كَـحبيبة، تمرح معه في الأرجاء ولا يخلو أسلوبها من مكرٍ وحلاوة للحد الذي آمن به كيونغ _من صميم قلبه_ أنه الفتى الأوفر حظاً في العالم.
غبطته بسُونا كانت كبيرةً لا تسع صدره.

لكن إيمي كانت الكثير من الأشياء..
كانت أكثر شمولية..
صديقة وحبيبة، أم وعائلة، ومعانٍ لا أجيد التعبير عنها.

صيف 2009 K_BROmanceWhere stories live. Discover now