|2|•أغلقوا فاه صغيركم

245 33 1
                                    

"56"

قَرأت رقم شُقتي كَمَا هِيَ العَادَةُ، أحشر المفتاح في ثقب الباب وأُقاتله ليُفتح.

صَرِيرٌ مُزعِجٌ صَدَرَ عنه حِين إستسلم لمعركتنا ورَضِي أَن يَسمح لِي بِالوُلوج.

أَلقيت حقيبتي على السّرير و ذهبت نحو الحمام أغسل وجهي وأَطْرافي.

فَتحت الصُّنبور لِيَخْرج المَاءُ بلَوْنٍ ورَائِحة كريهان.

"اللعنة على حياتي" صَرخْتُ أشد شعري. ماءٌ عفنٌ! ألم يَقُل براد أنّهُ تولى أمره؟

ذهبت إلى المطبخ الصغير في الركن.

لا لَم يكن مطْبخا كان حوضا من القصدير بلون رمادي باهت، خِزانةٌ معلقةٌ ومُربع رخاميٌّ عليه الغاز.

سَحبت قارورةَ المياهِ وغَسلت بها يدي.

إستلقيت على السرير طلبًا لبعض النوم والرَّاحة بعد يوم مرّ كمؤخرة لوسيندا.

زوجة براد.

تقلبت يمينا و يسارا لكن النوم لم يجافيني.

أظن أن لا جيران لي لهذا اليوم، إنتفضت حين إستوعبت الوضع.

بدأت في الرقص، لا خوف من مخمورين، لا أصوات شتم و لعن في وقت متأخرٍ من الليل و الأفضل من كل ذلك حتى لو وضعت بعض الموسيقى لن أسمع وقاحة أحد الجيران الذي يطرق باب منزلي مطالبا بإيقاف القرف.

أين القرفُ في الموسيقَى الكلاسيكية صاحب الأذن المعطوبة؟

صوت بكاء رضيع إستوقفني، آتيًا من الشقة المجاورة.

"55" تلفظت بحقد.

الشقة التي لم أقابل من قبل ساكنيها، الشقة التي لم أعلم أنّ بها ساكنين إلّا في هذه اللحظة.

"أغلقوا فاه طفلكم"همهمت ألقي بنفسي على الأريكة المهترئة.

جدران عديمةُ الفائدة، عمارة مهترئة.

طبطبت على الجدار الفاصل بيننا.

البكاء زاد وأنا بدأت أفقد أعصابي، غدا لدي جامعة و محاضرة كريهة بها العديد من الأرقام.

اللعنة على حياتي للمرة الثانيَةِ في هذا اليوم.

لم يكن لي حل سوى وضع سماعاتِ الأذُنِ والإستقاء لأجل بعض النوم.

الشُقّة خمسٌ وخمسونWhere stories live. Discover now